بدأ منحى الأحداث يعرف توجها جديدا قد يرسم ملامح ما بعد رئاسيات السابع عشر أفريل، وعقب أيام من الجمود الذي طبع المشهد السياسي في الجزائر، الذي أعقب الإعلان عن فوز الرئيس بوتفليقة بولاية رابعة، اتجهت الأحداث نحو المزيد من التصعيد الأمني على جبهتين في منطقة القبائل عموما وفي تيزي وزو خصوصا، قبل أن يتحرك مربع التوتر في مدينة غرداية التي عرفت يوم أمس إضرابا عاما لتجار المدينة على إثر توقيف مصالح الأمن لأحد أعضاء المجلس الوطني لجبهة القوى الاشتراكية الذي يكون من المحسوبين على كمال فخار، فقد أدى توقيف لخضير باباز عضو لجنة التنسيق والمتابعة إلى موجة جديدة من التوتر في المنطقة.وفي هذه الأثناء، لازالت العملية الإرهابية التي استهدفت شباب الجيش الوطني الشعبي تثير سخط الرأي العام في وسائل الإعلام والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد أدى نشر صور الضحايا بعد تشييع جثامينهم إلى موجة من التعاطف الشعبي مع هؤلاء الشباب الذي قضوا دون ذنب وهم في عز الشباب.كما نجت أمس، جامعة بومرداس من اعتداء إرهابي، حيث تم اكتشاف قنبلة من طرف عاملة نظافة في حدود الساعة السادسة صباحا، وهو ما جنب الكلية كارثة حقيقية.وفي الشق السياسي من الواضح جدا أنه وبعد مرور أسبوع على الانتخابات الرئاسية، فإن الوضع العام في البلد يعرف موجة من "التخلاط" الأمني وضرب الاستقرار في بعض المناطق الحساسة في الشمال والجنوب، وقد كشفت أحداث تيزي وزو التي جاءت في أعقاب مسيرة احتفى فيها السكان بذكرى الربيع الأمازيغي، هذه الأحداث كشفت عن هشاشة السلم الاجتماعي المرتبط بالحراك السياسي، على ذكر الحراك السياسي فإن قطب المعارضة الذي يتشكل من معظم قادة التشكيلات السياسية والحزبية سواء التي قاطعت الرئاسيات أو تلك التي خاضت الحملة الانتخابية بمرشحيها، هذا القطب بدأ يتجه نحو خلق قوة سياسية، بدا أن الأحداث الأمنية أصبحت تزيده قوة لفرض بعض شروطه على السلطة وهو يتجه نحو عقد ندوة وطنية تصب في هذا الاتجاه. القطب السياسي الذي يوجد من ضمنه معظم مترشحي الرئاسيات الأخيرة، سيجد في إطاره منبرا للحديث مرة أخرى عن التغيير وفق مفهومه الذي قد يتقاطع مع رؤية السلطة للعديد من القضايا والملفات، وإن كانت الأوضاع التي تعرف تصعيدا خطيرا في منطقة القبائل وغرداية تصب في اتجاه إضعاف قبضة السلطة على الساحة السياسية، فإن تزايد التوتر في هاتين المنطقتين دون أن تسارع أطراف الحكم الراهن إلى تطويق العنف واحتواء التوتر، سيؤدي إلى تفكك قطع المربع إلى جزئيات يصبح من الصعب على أي طرف إعادته إلى طبيعته السابقة. وفي النهاية، فإن خريطة التوتر ستزيد من متاعب البلاد بصفة عامة بل وستؤدي إلى إنهاك الدولة على ضوء المخاطر المحيطة بنا على كافة خطوط الحدود، لذلك يدعو البعض إلى عقد لقاء وطني توافقي لتسيير المرحلة الحالية أو للذهاب نحو استحقاقات مشتركة قصد تجنيب البلاد المزيد من الصراعات والفتن.
تاريخ الإضافة : 23/04/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد السلام بارودي
المصدر : www.elbilad.net