بقلم: سمير درويش/ مصر
يفتحُ جرابَهُ ليُخرِجَ ذكرياتٍ عتيقةٍ،
فتفرحُ، لأنَّها تحتاجُ استعادةَ ذكرياتِهَا.
يُبْرِزُ كراسةَ أشعارِهَا القديمةَ، تلكَ،
دليلَهُ الدامغَ على قصةٍ نسيتْ تفاصيلَهَا:
المرأةُ التي تحنُّ إلى طفولةٍ بريئةٍ،
والرجلُ الذي يريدُ حجرًا
يحرِّكُ بركتَهُ الأسنةْ.
***
لم يذهبْ إلى ميدانِ التحريرِ، هو،
ليسَ مهمًّا أن يذهبَ الرجالُ القُدامَى إليهِ
أولئِكَ، الذينَ يأخذونَ شرعيةَ وجودهم
من كرَّاساتِ الأشعارْ!
***
كانَ يرعَى طفلتيْهِ والطبيبةَ زوجتَهُ
يخزِّنُ الموادَ الغذائيَّةَ، ويسبُّ الثوارَ
الذين لم يحترمُوا رغبةَ الرئيسِ
في مدفنٍ آمنٍ بمقابرِ الأسرةْ.
***
ستكتبُ قصائدَ جديدةً، هي،
قصائدَ تعبِّرُ عن نضجِهَا، وتَبَدُّلِ حَاجَاتِهَا
لا تشبِهُ قصائدَهَا القديمةَ، الساذجةْ.
قصائدَ تسطِّحُ الملامحَ، والمواقفَ،
ولا تحتفِي بالواقعيِّ المحدَّدِ. لن تقولَ: إنَّهَا كانتْ تمكثُ خلفَ بابٍ مغلقٍ؛
تشاهدُ المتظاهرينَ في التليفزيون،
والمتحدثينَ في البرامجِ الحواريَّةِ.
تمتصُّ دخانَ التفاَّحِ الذي اشتريتُهُ لهَا،
وتردُّ على رسائلِ المعجبينْ.
***
كانتْ تكتبُ قوائمَ احتياجاتٍ أحملُهَا إليْهَا
وتعنِّفُنِي إن تخاذلتُ أو نسيتْ.
تخافُ من الصعودِ المحتملِ للإخوانِ المسلمينَ،
وتبكِي ليعودَ الثوارُ إلى بيوتِهِمْ
حتَّى لا تصيرُ الأمهاتُ ثكالى،
ولأنَّهُ ليستْ هناكَ “خطوةٌ تاليةْ"
(next move)!
***
(سأصيرُ وحيدًا أنَا، كعادَتِي
أقرأُ “سورةَ الضُّحَى" كثيرًا، كثيرًا
أستعيدُ الصًّوَرَ التي أضحتْ بعيدةً
والأصواتِ التي تختفِي.
وأكتُبُ قصيدتِي تلك.)
سيغرقُ أكثَرَ، هو، في ذكرياتِهِ كُلَّمَا فرِحَتْ
ورُبَّمَا يتعلمُ أن ينقِّيَهَا حسْبَمَا تحبُّ
مقابلَ أن تتغافلَ، هي،- عامدةً- عمَّا يعكِّرُهَا،
تلكَ التي فشِلَتْ في الاحتفاظِ بحكايَاتِهَا!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/04/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الأيام الجزائرية
المصدر : www.elayem.com