تصريحات بايدن مسرحية لإيجاد مخرج للجيش الصهيوني من وحل غزة

يرى المحلل السياسي الفلسطيني، صالح الشقباوي، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، والتي اعتبرت تحوّلا في موقف البيت الأبيض من حكومة بنيامين نتانياهو، تحمل قراءات مختلفة، كونها تأتي في سياق يوحي بوجود خلاف بين بايدن ونتانياهو، خاصة فيما يتعلق بمواصلة الآلة الصهيونية قتل الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني العزل.عبر المحلل السياسي الفلسطيني في تصريح ل "المساء"، أمس، عن اعتقاده بوجود مسرحية يؤديها بايدن باتفاق مع نتانياهو، لحفظ ماء وجه الجيش الصهيوني في قطاع غزة الذي يتعرض لخسائر فضيعة وكبيرة ومهمة وضخمة لم يتوقعها. يرى أن هذه المسرحية جاءت لإيجاد طريق للخروج من وحل غزة والتغطية على الفشل الذريع لنتانياهو ومؤسسته العسكرية وأركان حربه ووزير دفاعه الذين وضعوا سقفا عاليا في القضاء على حركة "حماس" والمقاومة وتحرير الأسرى وازاحة الفلسطينيين إلى منطقة 6 كلم من شمال غزة لتكون خطا أخضرا جديدا.
أما القراءة الثانية التي قدمها المحلل فتعتمد على أساس أن هناك فعلا متغيرات دولية، تفرضها المقاومة والصمود والأداء الفلسطيني في الميدان، تجلت بوضوح في تكبد الاحتلال خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات في حربه على غزة. وهو ما قاده للحديث عن ما وصفه بتغير في العقل "البايدني" والعقل الدولي من منطلق أن الضمير الانساني قد عاد لبايدن وللغربيين عموما، الذين وقفوا إلى جانب نتانياهو ووعيده بالقضاء على "حماس".
وقال إنها قد تمون استفاقة للضمير الإنساني والعالمي، لكنها جاءت متأخرة بالنظر الى صمود المقاومة، التي ستفرض شروطها وستجبر الاحتلال الصهيوني على الانسحاب بالنظر لحجم الخسائر في الأرواح والعتاد العسكري التي تلحقها بقواته.وعبر المحلل السياسي الفلسطيني عن اعتقاده بوجود بوادر حقيقية لممارسة بايدن الضغط على اسرائيل ورئيس حكومتها بالنظر إلى التناقض البنيوي في تصريحات الرجلين، خاصة وأن سياسة إسرائيل الماضية في تحديها لكل المجتمع الدولي وانتهاكها لكل المواثيق والشرائع الدولية أصبحت تناقض مصالح الولايات المتحدة. ما جعل الرئيس الأمريكي يعبر عن مخاوفه من فقدان الولايات المتحدة ل "مركزها الأخلاقي" في ظل مواصلة دعمها المفضوح للمذبحة الصهيونية في قطاع غزة.
يذكر أن الرئيس الأمريكي، وفي تصريحات غير مسبوقة أدلى بها مساء أول أمس، أبان عن تحوّل في موقف البيت الابيض من حكومة نتانياهو في تطوّر أجمع الكثير من المتتبعين والخبراء على أنه يعبر عن المأزق الذي تعاني منه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أمام صمود الشعب الفلسطيني في غزة وصمود المقاومة في وجه رابع أقوى جيش في العالم.