الجزائر - A la une

تصريحات "الاستقلال" ومناورات "المخزن" تعكران العلاقة مع الجزائر : لعمامرة يحذّر المغرب: انتهى وقت اللّعب..



تصريحات
تتجه العلاقات الجزائرية المغربية نحو المزيد من التوتر المعلن ، الذي تجاوز سقف وسائل الاعلام والجمعيات والأحزاب إلى الهيئات الرسمية ، فقد أعادت تصريحات زعيم حزب الاستقلال بشأن الحدود الترابية بين البلدين حالة الجمود إلى وضعية أخطر مما كانت عليه على ضوء الصمت الرسمي للحكومة المغربية ازاء الاستفزاز الصادر عن حزب الاستقلال الذي يعتبر من أكثر الأحزاب السياسية قربا من المخزن.كما أن نشر وكالة الأنباء المغربية يوم أمس، مقالين مطولين تتحاملان فيهما على الجزائر وعلى شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ردا على ما حمله خطاب وزير العدل الطيب لوح في رسالة الرئيس للمؤتمر الإفريقي للتضامن مع القضية الصحراوية الذي انعقد هذا الأسبوع في العاصمة النيجيرية أبوجا ، هذان المقالين يعتبران موقفا رسميا للمغرب من الجزائر التي أعلنت أكثر من مرة أن موقفها من قضية الشعب الصحراوي مبدئية ، وتخص مستقبل الحوار والحل الثنائي بين المغرب من جهة ،وبين جبهة البوليساريو من جهة ثانية.
وفي هذه السياق أكّد يوم أمس وزير الخارجية رمضان لعمامرة على "أن الجزائر لن تلتزم الصمت من الآن وصاعدا إزاء التصريحات غير المسؤولة للمغاربة"، الذين يتعاطون مع العلاقات الثنائية بهذا المستوى ،متأسفا في الوقت نفسه على الصمت الرسمي للحكومة المغربية إزاء تصريحات رئيس حزب الاستقلال التي وصفها الوزير بالاستفزازية، معتبرا أن المغرب هو من يعرقل المسعى الجزائري لبعث علاقات طيبة بين البلدين ، هذا التوجه الجديد في لغة مخاطبة المغرب من طرف الجزائر يؤكد أن مستوى التوتر بلغ درجة لم يعد معها السكوت على التجاوزات المغربية بحق الجزائر والأعراف الديبلوماسية مقبولا، وبدت مواقف رمضان لعمامرة وكأنها تحذير جزائري للمغرب.
المغرب الذي انزعج كثيرا من تولي ديبلوماسيا جزائريا يحظى بخبرة وعلاقات واسعة وسمعة طيبة في الوسط الإفريقي والدولي مثل شخص رمضان لعمامرة، كان قد أحدث تغييرا في هرم وزارة خارجيته بعد التعديل الذي مس الخارجية الجزائرية، وعين أحد خريجي المدرسة الفرنسية على رأسها خلفا للعثماني من حزب العدالة والتنمية لزعيمه عبد الاله بن كيران.
و من الواضح جدا أن وزارة الخارجية ،تملك رؤية ديبلوماسية وسياسية للتعاطي مع الاستفزازات المغربية التي أصبح يخرج بموجبها شخصا مثل زعيم حزب الاستقلال حميد شباط، المتورط ابنه في قضية للتهريب الدولي للمخدرات وهو يحاول اسداء دين للمخزن، مقابل تجاوز قضية ابنه، وهذا ما يفسّر استخدام المخزن لبوق "الاستقلال" بطريقة سياسية سيّئة في الترويج لأطروحات مثيرة للشفقة، ذلك أن لا القصر ولا الجيش المغربيين نجحا في لم شمل المغاربة حول مقاربة يمكن أن تشكل ورقة طريقة لهم في الحوار مع جبهة البوليساريو من جهة ، ومع المجتمع الدولي الذي يسعى لإيجاد حل عادل للقضية الصحراوية ، فقد طرح محمد السادس صيغة الحكم الذاتي ووضع عشرات الهياكل إلا أن المطالبة بالاستقلال أو تيار الاستقلال ظل الغالب في تركيبة النسيج الصحراوي في الأراضي المحتلة ، وقد أثبتت التجارب فشل كل المناورات المغربية التي تحاول تحوير سوء نواياها السياسية على أنه توتر تثيره الجزائر ، لكن عكس ذلك تؤكد الوقائع السياسية أن المغرب يتفنن في الاستفزاز و التهرب والخداع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)