تصدير السياح؟

عندما توقع فيدرالية الوكالات السياحية الجزائرية مع نظيرتها التونسية على عقد للتكفل بالسياح الجزائريين الراغبين في الاستجمام بتونس وهم كثر، بل يعدون بالملايين، وعندما يدعو رئيس الحكومة التونسية لحبيب الصيد إلى ضرورة إنشاء لجنة مختلطة للتسيير الأمثل للمعابر التي يجتازها الجزائريون محملين بالأورو إلى تونس… فأنني أتوقف لحظة للتساؤل عم مدى جدية خطاب الحكومة المتعلق بتطوير السياحة كبديل للمحروقات التي تعرف هزات كبيرة في الأسعار ومعرضة للنفاذ اليوم أوغدا؟أولا: لابد من الإشارة إلى انه من حق التونسيين، متعاملين كانوا أو حكومة القيام بما يجب القيام به من اجل الاستفراد بحصة السوق الجزائرية في مجال السياحة، فهؤلاء الجيران يعترفون أن ضخ دماء في الاقتصاد التونسي من خلال عصبه الحيوي وهو السياحة متوقف على الجزائريين الذين ينفقون دون حساب.. فاللوم في رأي يقع على حكومة تقول شيئا وتفعل النقيض، فسلوكها لا يختلف عن سلوك الذين يبيعون الجزائريين للتوانسة، وإلا كيف نفسر الأسعار الملتهبة في فنادق الوطن مقارنة بنظيرتها التونسية، هل يعقل أن أسعار قضاء ليلة في فندق بالجزائر وبخدمات اقل ما يقال عنها رديئة يعادل أسبوع في منتجع سياحي في تونس وبخدمات أفضل؟ هل يعقل ان نتحدث عن تطوير السياحة والحكومة بسلطاتها المحلية تمنح الشواطئ لقطاع الطرق وعصابات الأسلحة البيضاء،….الحديث عن السياحة في الجزائر، عبث وتصدير السياح نحوالجيران بات سياسة منتهجة بمباركة رسمية..وهذا وجه من أوجه الفشل التنموي.