الجزائر

تصحيح مفاهيم خاطئة رسخت في الذاكرةمحمد عبو وزير الإتصال الأسبق:



تصحيح مفاهيم خاطئة رسخت في الذاكرةمحمد عبو وزير الإتصال الأسبق:
اعتبر وزير الاتصال الأسبق، محمد عبو، أن اليوم الوطني للصحافة مناسبة جد مهمة نظرا لقيمة هذا القطاع والدور الكبير الذي لعبه الإعلام أثناء الثورة وبناء البلد بعد الاستقلال، مشددا على ضرورة عدم الخلط بين المفاهيم والمصطلحات التي لها علاقة بالخدمة العمومية والاستقلالية. وقال عبو في مداخلته بمنتدى «الشعب» بالتنسيق مع يومية «أوريزون» أن الإعلام في الجزائر عرف في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا، وساهم في البناء المؤسساتي والتقدم الديمقراطي والانفتاح الذي شهدته الجزائر، ومن مؤشرات هذا التقدم ارتفاع عدد الصحف والحرية التي تتمتع بها في تناول مختلف المواضيع التي تهم المجتمع، واصبحت كما قال محل افتخار الجميع. وأوضح عبو أن المعالجة الإعلامية أفرزت مفردات ومصطلحات عديدة أهمها الموضوعية، الاستقلالية، الاحترافية، الخدمة العمومية، لكن الافراط في استعمال هذه المصطلحات حسبه افقد معناها الحقيقي، وأصبح الحديث عن الصحافة المستقلة مرادفا للصحافة الخاصة وكأن الاستقلالية والحرية تقتصر على الصحافة الخاصة ومربوطة بالطابع القانوني، ويربط الكثيرون الموضوعية بالاحترافية وكأن المحترف هو الوحيد الموضوعي والصادق، كما يربطون العمومية بالقطاع العام وكأن القطاع العام وحده يؤدي الخدمة العمومية، كل هذا افسد النقاش «لأن التحليل المبني على هذه المفاهيم غير صحيح، حتى ولو كانت اعتقادات صادقة، أنا لا أشك في من يستعملها، فهي تعود لفهم خاطئ للمجتمع، حيث أنه مبني على أساس عنصرين: الدولة والقطاع من جهة والقطاع الخاص من جهة أخرى»، مؤكدا أن القطاع العام بمقدوره أن يكون له اطار لدعم وترقية الحقوق والحريات، وأن الصحافة الخاصة بمقدورها في نفس الوقت تقديم خدمة عمومية، موضحا أن الصحافة الخاصة لديها حدود تجارية وهي تختلف من المكان والزمان ولا تعود للطابع القانوني. وفي ذات السياق أوضح عبو، أن هناك من يربط الصحافة العمومية بالدولة، مشيرا إلى أن الدولة فاعل مشارك للوصول للمنفعة العامة والصالح العام، وفي بعض الأحيان لا تكون أصلا، «لأن الصالح العام له معنى دقيق جدا فهو ليس صالحا للجميع، وهو مأخوذ من الإرادة العامة ومن الصالح المشترك أما صالح الجميع فهو جمع بإرادات فردية ومستقلة حتى ولو كانت أغلبية، ولابد أن نعرف أن رأي الأغلبية في بعض الأحيان ليس هو الصائب، فالصحافة إذا خدمت الصالح العام فهي صحافة عمومية أما إذا انحرفت وتحولت إلى الترويج لإنسان طموحاته ومشاريعه ففي هذه الحالة يمكن اعتبارها صحافة خاصة، لذلك لا بد من تدقيق مفهوم الدولة والقطاع العام والخدمة العمومية والصالح العام والمنفعة العامة دون الخلط، فهي مفاهيم ومصطلحات دقيقة جدا وتدقيقها يسمح لنا الوصول إلى الحقيقة». وأشار عبو أن المطلوب هو العودة لأساسيات مفهوم الصحافة ووظائفها التي هي أصلا منتوج اقتصادي أي سلعة لديها خصوصيات، فهي موجهة للاستهلاك العام والواسع غير قابلة للتخزين، لأن واردات الصحافة لا تأتي من بيع المنتوج فقط بل تأتي من بيع الصدى وفي بعض الأحيان من المساعدات المباشرة وغير المباشرة وفي الأخير الاستقلالية تترتب على مستوى التوازن بين هذه الواردات، «لذلك نرى أن الاستقلالية ليست مربوطة بالطابع القانوني». وأوضح عبو أن النوع الثاني من منتوج الصحافة فكري، أي المشاركة في صنع القواعد والقيم الاجتماعية، فهي فضاء للنقاش العام وبالتالي القدرة على المساهمة في هذه التغيرات، ومستوى الصدى هو الذي يتدخل في مستوى الاستقلالية. وفي معرض حديثه عن الوظائف، قال عبو أنها عديدة، منها الإعلام الذي هو البحث عن المعلومة، جمعها، تحليلها، التعليق عليها وايصالها، إلى جانب وظيفة جمع المعلومات وتوزيعها، لأن المجتمعات والعلاقات الاجتماعية أصبحت معقدة، ولابد من مسهل ووسيط. وذكر عبو أن هناك وظائف فرعية كالمشاركة في الادماج الاجتماعي باعطاء الكلمة للأفراد للتحاور بينهم، والجريدة العمومية لا تكتفي بالمشاركة في صنع هذه القواعد والمفاهيم الأساسية، بل عليها أن تفتح الأبواب والبدائل، لأن الصحافة تقارب بين الأفكار والآراء بصفة سلمية ومنطقية حتى يتمكن المجتمع من الاندماج و التطور.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)