الجزائر

تشييع جنازة عميد الأغنية البدوية خليفي أحمد في غياب أهل المهنة هز الدنيا بصوته في حياته وودعها بصمت عند رحيله


شيّع جثمان الراحل خليفي أحمد، ظهر أمس، إلى مقبرة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة، في جو مهيب، من منزل ابنته الكائن بوسط العاصمة، في غياب تام للفنانين والمثقفين والرسميين،
عدا ممثلة عن وزيرة الثقافة والممثل السعيد حلمي.
هزّ الدنيا في حياته بحنجرة، شهد على قوتها وجمال صداها الوطن العربي، من المغرب إلى المشرق، ووقف لتحيتها الملوك والسلاطين، وأثنى عليها أكبر المطربين والملحنين العرب، على رأسهم وديع الصافي وبليغ حمدي، وتزعزعت على وقعها قاعة الأولمبيا بفرنسا، لكنه مات في صمت رهيب.  رحل رائد وعميد الأغنية البدوية، خليفي أحمد، ولم يحضر جنازته أبناء مهنته، لا فنانون ولا مثقفون ولا رسميون، ما عدا صديقه سعيد حلمي، وبعض رفقاء دربه من فرقته البدوية وعائلته.  رحل رجل حمل على كتفه اسم الجزائر، فكان من أفضل سفرائها.. كيف لا وهو من كان الرئيس الراحل، هواري بومدين، يشترط اسمه على رأس كل قائمة تمثل الجزائر خارج الوطن. ورغم تقلّبات الزمن، عاش كريما عزيز النفس، لم يطأطئ رأسه لأحد، وخدم التراث الجزائري بكل حب واحترام، فمدّ له بساط الاستقبال في كل دولة نزل بها.

الممثل السعيد حلمي:
''عاش ومات كريم النفس''
''عرفت خليفي أحمد منذ الصغر. كان رجلا شهما، كريم النفس، له كبرياء الرجل الصحراوي الأصيل. لم يمدّ يده، ولم يستجد أحدا، سواء كان جيبه مملوء أو فارغا. عاش عزيزا ومات كريما. أحترم فيه الإنسان والفنان.  اليوم، تبكيه الأغنية البدوية ورمال الصحراء كلها''.

رفيق دربه وعازف على الإيقاع مناعي عبد الحفيظ
''عشق غناءه الملوك ''
''كان يتمتع باحترام كبير من طرف كل الرسميين في الوطن العربي، له صور مع المرحوم الملك فهد وبورفيبة وسلاطين وملوك الخليج، بالإضافة إلى أكبر الفنانين، منهم أم كلثوم. في أحد الأسابيع الثقافية بالسعودية، طلب منه أميرها أن يغني ''حيزية''، وعندما انتهى، أهداه خاتمه الخاص، بعد أن نزعه من أصبعه، وألبسه برنوسا. كما كان من الفنانين الذين أحبهم بومدين''.

الابن الأكبر محمد خليفي
''والدي رمز الأغنية الجزائرية''
''يعتبر الوالد رمزا من رموز الأغنية الجزائرية والبدوية، فقد أضاف لها وطوّرها، بأن أدخل عليها الموسيقى العربية، وهو من أجمل الأصوات التي تؤدي طابع ''الياي ياي''. ويسجل عليه أنه الوحيد الذي أدى الأغنية الجزائرية الخالصة، لحنا وإيقاعا وقصيدا''.

ابن أخت الفقيد خليفي أحمد
''رفض الغناء بالمصرية من أجل الأغنية البدوية''
''كان محبوبا عند الفنانين والملوك والرؤساء العرب، كان صديق وديع الصافي، وكان يدعوه بحنجرة الجزائر، وكان صديق عبد الوهاب الدوكالي والهادي بلخياط، كما أعجب بصوته بليغ حمدي، وعرض عليه أن يلحّن له أغنية باللهجة المصرية، فرد عليه: ومن يقود مدرسة الأغنية البدوية؟!''.

الوزير السابق لحسن موساوي
''خدم التراث في الظل ''
''كان يحب الجزائر ووقف حياته للثقافة والغناء، وخدمة التراث الجزائري بمستوى رفيع، بعيدا عن المظاهر وبكل تواضع، إنها خسارة كبيرة للجزائر وصفحة تطوى من ثقافتنا الوطنية''.

الإعلامي بالإذاعة سابقا عبد الرزاق جبالي
''خليفي.. الصوت المستحيل''
''سافرت وعملت كثيرا مع خليفي، وهو قامة من قامات التراث الشعبي الجزائري والعربي، وصوت من المستحيل أن يتكرّر. شهد له أكبر المطربين، منهم وديع الصافي الذي قال له يوما: كنت أسمّي صوت عبد الوهاب بالصوت المستحيل، واليوم وجدت من ينافسه''.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)