الجزائر

تشكيلات بوزن الريشة



الانتخابات الرئاسية على الأبواب من أجل اختيار رئيس جديد للبلاد و للملمة الأزمة السياسية التي ألقت بظلالها على كل القطاعات فجعلت راهن البلاد مرهونا بما يجب أن تؤول إليه الأوضاع السياسية بشكل خاص . و بعد الهالة الإعلامية التي رافقت جمع توقيعات الاكتتاب من اجل الترشح للترشّح ، تبدو الأحزاب التي راحت المصداقية عن أغلبها غير مكترثه بهذا الموعد الانتخابي المصيري ، أو هذا ما يبدو من خلال الصمت المطبْق الذي تمارسه هذه التشكيلات السياسة اللهم إذا كانت تشتغل في الكواليس بالنسبة إلى تلك التي تتوفّر على مرشح مثل التجمع الوطني الديمقراطي أو التحالف الوطني الجمهوري في حين تبدو أحزابا أخرى بعيدة عن الترشح بعد أن أغلقت السلطة العليا المستقلة لتنظيم الانتخابات باب تقديم ملفات جمع التوقيعات السبت الماضي. مشاركة الأحزاب في الاستحقاق أو مساندتها لهذا المرشح أو ذاك صارت اليوم مرتبطة بضمانات قالت أحزاب أنّها لم تتحقّق و تخوّفت من الضبابية التي لفّت العملية الانتخابية فرأينا أحزابا أحجمت عن تقديم مرشحها ، و أخرى ركبت المغامرة و ثالثة تكون مستعدة لدعم مرشحين أحرار و لم تفصح بعد عن موقفها إلى حين اقتراب انطلاق الحملة الانتخابية . في حين كثيرة هي الأحزاب التي لم تقو على جمع التوقيعات من جميع الولايات و رأت في الشرط تعجيزا و ممّا لا شك فيه أنّ ثمّة أحزاب لم تجد ما تقدّم لهذا الاستحقاق للفوز وكسب الناخبين. و يعيش الوضع السياسي في البلاد على وقع انشقاقات داخلية مثل ما هو الحال بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني المسجون أمينها العام السابق بالإضافة على جملة السقطات التي وقع فيها الحزب بعد تنحية رئيس المجلس الشعبي الوطني و هو العضو القيادي في ذات الحزب و انشقاق وسط منتخبيه على المستوى الوطني أو المحلي و بالتالي لم يتحقق الإجماع داخل التشكيلة كي تقدم مرشحا و هي التي كانت تمرّ بتزكية السلطة و تفوز بنفس الطريقة ما جعل الحزب يدفع ثمنا باهظا جرّاء مجاراته للسلطة الحاكمة و هو نفس ما يتوقعه البعض بالنسبة لأحزاب مماثلة و التي قد يلفظها الشعب يوم الاحتكام إلى الصندوق. و رغم ما قيل و يقال فإنّ معيار نزاهة الانتخابات هذه المرّة موضوع على المحكّ لما لها من متابعات داخلية و خارجية و باعتبارها جاءت بعد ظرف عصيب عاشته الدولة و الشعب و لا بدّ لها أن تخرج بزاد وفير و ليس تجدّد السلطة السابقة باسم مغاير فقط .الوضع الذي آل إليه المشهد السياسي بوجود عشرات الأحزاب و التوصل إلى عدم القدرة على تقديم مرشح يتطلّب بناء الأحزاب السياسية على أسس ديمقراطية وإجراء الانتخابات الدورية داخل الأحزاب واختيار قيادات الأحزاب النزيهة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)