الجزائر

تشديد الرقابة على التجارة الفوضوية بوسط المدينة أعوان الأمن بمختلف نقاط البيع بعنابة



شهدت مدينة عنابة أمس تموقع غير طبيعي لرجال الشرطة بمختلف أحياء وسط المدينة، خاصة تلك المحاذية لأكبر الشوارع، أين شددت رقابتها على أصحاب العربات المتجولة لبيع الخضر والفواكه وكذا أولئك الذين اعتادوا على عرض سلعهم للبيع على الأرصفة وفي الأحياء الضيقة.
لاقت العملية استحسانا كبيرا من طرف أصحاب المحلات التجارية بقلب المدينة، وخاصة أولئك الذين يزاولون نفس نشاط أصحاب العربات، لأنهم اشتكوا منهم كثيرا من خلال المزايدة في الأسعار، والبيع دون احترام للمارة، مما زاد من الازدحام وسط المدينة.
المدينة اليوم استعادت ترتيبها من جديد، في ظل جملة من التدابير الصارمة على غرار العديد من ولايات الوطن، أين فرض رجال الأمن صرامة كبيرة في الحفاظ على المنظر العام للمدن، أين انتشرت هذه التجارة الفوضوية كالفطريات مما شوه المنظر العام للمدن، وكذا زادت معه المظاهر الغير حضرية، لأن ككل مساء تترك هاته العربات وراءها أكوام من القمامة مما زاد من درجة التلوث وكذا انتشار البعوض في فصل الصيف.
من جهة أخرى التقينا بالعديد من أصحاب العربات اليوم ، تبدو عليهم علامات التذمر والحزن جراء هذا الإجراء المفاج ، يترقبون بلهفة مغادرة رجال الشرطة وسط المدينة للعودة إلى نشاطهم، يقول طارق شاب في الثلاثينات ،حقيقة نحن من جلب على نفسه هذا العقاب ،لأننا لم نكن منتظمين في عملنا، فالعديد من زملائنا لم يحترموا المنظر العام للمدينة، كما عملية نصب هذه العربات بالمدينة أضحت تنافسا بين العديد من أصحاب المهن الأخرى، فبعد إنهائهم لعملهم بالإدارات العمومية، يزاحموننا نحن البطالون في هذه التجارة ،من حق القائمين على الولاية وكذا رجال الأمن والمواطنين المحافظة على الوجه العام لهاته المدينة السياحية والمحافظة على المحيط العام.
مواطنو ولاية عنابة الذين التقت بهم الشعب انقسموا بين مؤيد ومعارض لإزالة هذه الأسواق الفوضوية.
عمي عمار شيخ في الستينات من عمره يقول، أنا كنت يوميا من مرتادي هاته الأسواق، نظرا لسعرها المعقول مقارنة بأصحاب المحلات ،حقيقة أحيانا فارق السعر يتجاوز النصف، كانت هذه الأسواق ملاذ الفقراء ومحدودي الدخل، لأن أغلب هؤلاء الباعة المتجولين يبيعون بهامش ربح محدود ،لأنهم لايدفعون الضرائب ولا الكراء ولا أي تكاليف أخرى مقارنة بأصحاب المحلات.
مواطنة رفضت الكشف عن اسمها، امرأة في الثلاثينات بمعية طفلين ،تقول هذه الأسواق كانت تشكل إشكالا كبيرا من ناحية النظافة فهي تترك ككل مساء خلفها أكوام من القمامة مما زاد من الحشرات والناموس خاصة في هذا الفصل ،كما أنني لا أثق في هؤلاء الباعة لأن أغلبهم يتحايل أثناء عملية البيع فهو ينزل في السعر ولا يضمن لك الجودة ولا حتى الوزن الحقيقي إذا اشتريت من عنده ،تقول هذه المرأة أنا أسكن في هذه العمارة في وسط المدينة ،ضجيج هؤلاء الباعة بات مزعجا جدا خاصة زمن القيلولة في فصل الصيف .فهي تقول أنا من مؤيدي إزالة هاته الأسواق، وإيجاد فضاء تجاري جديد لهؤلاء الشباب بعيدا عن وسط المدينة التي باتت بازار كبير لعربات الخضر والفواكه مما أعاق حركة السير وهذا كله على حساب راحة المواطن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)