الجزائر

تسليم شعلة الحرية والاستقلال ... وأي نموذج من الشباب للاستمرارية نختار ؟



تسليم شعلة الحرية والاستقلال ... وأي نموذج من الشباب للاستمرارية نختار ؟
تسليم شعلة الحرية والاستقلال ... وأي نموذج من الشباب للاستمرارية نختار ؟
The handing of the torch of freedom and independence ... Model how youth can choose to have continuity?
La remise du flambeau de la liberté et de l'indépendance ... Quel Model de jeunesse ont peut Choisir pour assurer la continuité ?
بحلول عيد النصر يكون الشاب الذي ولد في 19 مارس 2012 ,قد بلغ من عمر الاستقلال للجزائر خمسون سنة كاملة ، والشاب من جيل ثورة نوفمبر وما قبلها يلامس عقد الشيخوخة بتلقي جسمه اشعارا ت الشيب بالهرم وضعف الصحة والعجز عن العطاء ، وهو عمر يكفي عقل هذا الجسم أن يفكر بقناعة في الخلود الى الراحة بعد أن قدم واجبه من الجهد والكد اتجاه الوطن وأدى الدور والمأموريات التي أتمن عليها ايجابا أم سلبا والتاريخ وحده الكقيل بالتقييم والحكم على صدقية وأمانة الالتزام والوفاء بها ، مصداقا لقول الله تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره )) صدق الله العظيم.
ويهمنا اليوم ونحن نحي خمسينية الاستقلال أن نعرج على موضوع هام يشكل في الوقت الحاضر صلب النقاش الوطني ويحمل فكر الاقتناع بضرورة '' تسليم المشعل '' بين الجيلين ، جيل الثورة وما قبلها وجيل الاستقلال وما بعده .وأيضا توضيح الأفكار والمفاهيم والتصورات المتناقضة لأجيال ولدت من رحم الجزائر ، وكل جيل يريد أن يخدمها حسب رؤيته ومنهاجه لتحقيق الهدف الواحد المشترك ... بناء مجتمع جزائري يرقى الى مستوى المجتمعات المتحضرة والمزدهرة علميا وثقافيا واقتصاديا .ولما لا كسب رهان نيل لقب جزائر '' الأربعون مليون وطني ووطنية '' ولأني كغيري من أبناء هذا الوطن أريد انجاز هذا الهدف السامي لأعبر عن اعتزازي وفخري بالانتماء والعيش الكريم فيه ولأنعم في النهاية بحبي للجزائر ، بحبي للوطن، لأن حب الوطن من الايمان .
ومن خلال الفكر السائد لدى معظم من حورناهم من الشباب الذي يمثل جيل الاستقلال فهم يحكمون من غير وعي في تشخيص الواقع بادراك تام لأبعاده وبأحكام متسرعة وسابقة لأوانها ، على جيل الثورة بالجهل والفشل وطغيان نزعة التسلط والسيطرة وحب الذات واستعمال النفوذ والقيود ضمن حدود الشرعية الأبوية والخطوط الحمراء للوطنية المحتكرة باسم الشرعية الثورية . مما يقودنا الى طرح مجموعة من الأسئلة وهي في حاجة الى أجوبة سليمة صادقة وهادفة أهمها ... هل يمكن فعلا لجيل الاستقلال تحمل مسؤولية قيادة المجتمع بامانة وصدق واخلاص ؟ وهل يمكن لهذا الجيل بالذات أن يأخذ بزمام البناء التأسيسي لجمهورية ثانية بعد الأولى التي صنع مجدها جيل الثورة وما قبله ؟ وهل يفلح اخيرا في معركته المستهدفة لازاحة رموز الحرس القديم من السلطة باستعمال استراتيجية الوفاء بالرسالة وصون الأمانة وبالدليل والبرهان لنصل الى قناعة تلين القكر المتصلب لدى هؤولاء الأشخاص بالانفتاح والانشراح والاطمئنان وراحة البال في عملية تداولية سلمية هادئة للتسليم والاستلام للمشعل بين الجيلين؟.
ولكي أنقل للقراء الأوفياء والمتابعين لرسائلي النقدية البناءة وبصدقية الأمانة ما يفكر فيه جيل الثورة وما قبله في هذا الموضوع بالذات وأكاد أجزم أنه يشكل موضوع اجماع لدى فيئاته ، أهتديت الى حوار مع كهلين من الأسرة الثورية مشربهما واحد ومنهالهم الوطنية السارية في الجسم كالدم في شرايين القلب، الأول يمثل جيل الثورة والأخر يمثل ما قبله وكان لهم هذا الرأي حول موضوع تسليم الشعلة الى شباب جيل الاستقلال.
فلنتابع الأفكار والتصورات التي خلص اليها هذان الكهلان في رمزية التسليم الحقيقي للشعلة ، وبغية اقناعي بتبسيط الشرح لغرض الفهم الجيد ، تناولا الكهلين الموضوع بصورة الرمزية الى الأسرة والأبوين والأولاد،
وقد شبها الأسرة بمثل أساسات كل بناء سليم ،والأب الطاعن في السن يمثل الحاكم أو المسؤول، والولدين الأول مطيع والثاني عاق بمعنى صفة العاق لوالديه ، ويطرح بذلك نموذجين مختلفين في قكر الوصول الى نحقيق الهدف والمبتغى ولأي النموذجين ننحاز ونختار كأرباب أسر ونتخذه رمزا وقدوة وعنوان للأستمرارفي الحياة ولتولي زمام قيادة الأسرة بكل ما تحمله كلمة '' قيادة '' من معاني .
ومن روح هذا المعنى باالوصف للوالدين أضيف ما يكمل المشهد الحقيقي للصورة ، فالولد العاق لوالديه الذي سبب لهما مشاكل كثيرة اهمها غياب الوازع الديني، الانحراف بارتكاب الفواحش نظير اختياره لجليس السوء، والجار السوء، والصديق السوء، وقد بلغ من درجة الاساءة لوالديه أن انكر فضل الله وفضلهما عليه، و بنظرة جاحدة للشقاء والجهد والكد والتكفل والرعاية واجههما بالسب والشتم والاهانة محاولا طردهما من البيت الأسري لينعما برعاية خالية من الدفىْ والحنان يوفرها ملجأ دار العجزة ،
أما الولد المطيع المتشبع بالقيم الروحية ولأخلاقية والوطنيية ، الذي اختار لنفسه وبخطوات ثابتة متانية ووعي كامل كتاب الله وسنة المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كخير جليس، وجعل من تعلقه بالمسجد منهجا للحياة وغاية لتقوية الايمان لينال ديبلوم الوازع الديني ووشاح الطاعة للوالدين مصداقا لقول الله تعالى '' فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما '' صدق الله العظيم
ليحصد في النهاية ثمرة جهده من الحنين والرعاية والطاعة ورضى الله، ثم رضى الوالدين وقناعتهم بالاقرار مسلمين لحتمية الركون الى الراحة في انتظار قدر الله المحتوم وهما مطمئان وواثقان بان ((الشعلة)) في أيادي أمنة وأن رسالة نوفمبر والشهداء في الحفظ والصون ، وان أمانة الوطن مؤتمن عليها من طرف جيل يجسد صورة الولد المطيع بكل ما تحمله من معاني بالغة الأهمية ونأمل ان يحملها جيل الاستقلال الطامح الى استلام المشعل الضامن للأ ستمرارية والخلود ،لنكون قد قررنا مصيرنا واخترنا لأنفسنا بكل ثفة وصدق وامانة نموذج لقاح الأصالة والوطنية لخدمة أجيال جزائر الحداثة والمستقبل الواعد . 18/03/2012 فاضل مرزي.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)