الجزائر

تسجيل 250 حادث منذ بداية السنة أسفرت عن وفاة 15 شخصا الاختناق بالغاز.. القاتل الذي يصعب الإمساك به



تسجيل 250 حادث منذ بداية السنة أسفرت عن وفاة 15 شخصا              الاختناق بالغاز.. القاتل الذي يصعب الإمساك به
كشف مدير الإعلام والإحصاء بالمديرية الولائية للحماية المدنية بأم البواقي، زروق أحمد، لـ “الفجر”، أنه تم تسجيل250 حادث اختناق منذ بداية العام الحالي 2010 وحتى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري، أدى إلى وفاة 15 شخصًا من بينهم ستة أشخاص من عائلة واحدة، وتزداد حوادث الاختناق بالغاز كلما ازدادت برودة الطقس  حيث لا تخلو الصحف ووسائل الإعلام من أخبار هذه الحوادث المؤسفة التي تحصد الأرواح في أكثر من مكان ومدينة وقرية. مع برودة الطقس تعمد الكثير من الأسر والعائلات إلى استعمال غاز البوتان للتدفئة، وغالبًا ما توضع أجهزة التدفئة هذه في أماكن تفتقر إلى التهوية اللازمة أو يعتري تركيبها خلل ما فتحدث التسربات ثم الاختناق الذي يؤدي إلى الوفاة الحتمية. وبحسب دراسة أكاديمية و ميدانية قامت بها جمعية “لنعيش بسلام و أمان” فإن هذا النوع من الاختناقات يشكل نسبة 7 بالمئة من مجموع الاختناقات المسجلة في ولاية أم البواقي وتتسبب في 10 وفيات من كل 800 حالة اختناق.وتشكل حوادث الاختناق بالغاز ما نسبته 30 بالمئة من إجمالي الحوادث التي كانت الولاية مسرحًا لها طيلة الـ9 أشهر المنصرمة، ويعتبر هذا النوع من الإصابات خطر جدًا لأن عدم وصول الأوكسجين إلى الدماغ لأكثر من خمس دقائق قد يؤدي إلى الموت. و يعرّف الاختناق بأنه نقص أو عدم وصول الأوكسجين إلى أنسجة الجسم نتيجة انسداد مجرى التنفس. وتنجم حوادث الاختناق عن استنشاق الغازات السامة والخانقة مثل أول و اني أوكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين والأمونيا الناجمة عن الاحتراق وغيرها من الغازات السامة والخانقة والتي عندما يصل تركيزها إلى حد معين تصبح سامة وقاتلة.وحسب مصدر مطلع من مصالح الحماية المدنية بولاية أم البواقي لـ “الفجر”، فإنه قد تم إحصاء 380 تدخلًا منذ بداية 2010، وتسجيل 250 حادث اختناق بالغاز عبر جل بلديات الولاية الـ29 أسفرت عن وفاة 15 شخصًا.وهذه الحوادث وقعت لأسباب مختلفة منها حوادث الاختناق نتيجة استنشاق غازات سامة ناتجة عن المدافئ بأنواعها المختلفة ومواقد الحطب أو تسرب غاز الكلورين أو الأمونيا وغيرها. وهناك حوادث الاختناق الناتجة عن تسرب الغاز سواءً من المدافئ أو السخانات لأسباب مختلفة. وهنالك العديد من الأمثلة على هذه الأنواع من الحوادث المؤسفة التي تعرّض لها عدد كبير من المواطنين والتي كان بالإمكان تفاديها أو على الأقل التقليص من أعدادها بجهد بسيط إذ أن أخطار المدافئ معروفة لدى معظم المواطنين، ولكن في لحظة ما قد لا يعير الشخص-أي شخص-اهتمامًا بهذه الأخطار فيعمد إلى اتخاذ إجراء خاطئ يؤدي إلى حوادث مؤسفة.وقد بلغ المعدل الشهري لحوادث الاختناق بالغاز 08 حوادث وكان أعلاها في شهور : جانفي، فيفري، مارس وأفريل إذ بلغ 30 حادثًا كل شهر أي بمعدل تسجيل حادث واحد كل يوم، وهي الفترة التي تشهد موجة من الصقيع والبرد القارس في الولاية.وقد شرح الدكتور خير الدين سيد روحو لـ “الفجر” كيف ينهي الغاز حياة الإنسان، مؤكدًا أنه بسبب برودة الطقس يضطر بعض الأشخاص إلى غلق كل المنافذ، فيتسرب الغاز وبمجرد أن يشتموا أو يستنشقوا الغاز، تخور قواهم وتضعف حيث يلتحم الغاز بالهيموجلوبين الموجود في الدم، وما هي إلا لحظات قليلة حتى يسقط المصابون على الأرض بعد اختناقهم، فالغاز له قدرة فائقة على الالتحام بكرات الدم، وهذا ما يؤدي إلى حدوث عملية الاختناق، ويؤدي إلى الوفاة بعد فترات متفاوتة، ترجع إلى مساحة المكان المغلق، بمعنى إذا كانت مساحة المكان صغيرة فقد يسفر الاختناق عن الوفاة بعد 3 دقائق أما إذا كانت مساحة المكان كبيرة نسبياً فقد تطول المدة لربع ساعة. كما أن عدد الأفراد الموجودين داخل المكان المغلق قد يسرع في الوفاة، وهذا ما يحدث غالباً مع حوادث الأزواج، كما ترجع مدة الوفاة إلى إغلاق المنافذ من عدمه فإذا كان هناك منفذ لدخول الأوكسجين فقد يؤدي هذا أيضاً إلي طول مدة الاختناق وأيضاً الحالة الصحية والبدنية للضحايا. وكشف الدكتور سيد روحو أنه في حالة وقوع تسرب غاز أثناء فترة الليل، وأفراد الأسرة نائمون فتكون هي الأخطر فالإنسان النائم يكون مغيبًا عن الحياة يشتم ويستنشق الغاز أثناء نومه يفيق لحظة لا تزيد على 5 ثوان ثم يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهذا يرجع أيضاً إلى عوامل أخرى مثل: المكان المفتوح من عدمه، ووزن وصحة الضحايا وعدد الأفراد الموجودين في الغرفة أو المكان.فيما يشير بعض الأطباء إلى أنه قد يتحد الغاز بالدم ولا يؤدي إلى وفاة الإنسان فهناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلي إنقاذ حياة الضحية وهي قدرة الإنسان على المقاومة، مادة الغاز وكثافتها ونوعها، والمكان والإسعافات الأولية. وقد يحدث الاختناق نتيجة أسباب أخرى غير تسرب الغاز مثل وقوع حريق وتعرض الضحية إلى الدخان في مكان مغلق أو في حالة فقدان الأوكسجين وانعدامه.وينصح الأطباء الأسر والعائلات بالتأكد أولاً من إغلاق مصدر الغاز الموجود في البيت أو الغرفة، وترك أحد النوافذ مفتوحة، وعدم اجتماع أكثر من فرد في مكان واحد مغلق، ووجود وسائل إسعافية داخل كل بيت....وتبقى الوقاية دائمًا هي الغاية!وفاة ستة أشخاص بسبب الاختناق بالغاز في أقل من أسبوعين بولاية أم البواقي، وتسجيل أكثر من 11 حادث اختناق بالغاز في ذات الفترة وتكرر مثل هذه الحوادث مع حلول فصل الشتاء نظرًا لاستعمال العائلات أجهزة التدفئة، يدفع بالمرء إلى دق نواقيس الخطر لتحسيس وتوعية المواطنين والمسؤولين بضرورة التفطن لهذه المخاطر التي كثيرًا ما أودت بحياة مواطنين أبرياء.غالبًا ما يستخدم المواطنون في مواسم الشتاء الباردة عدة أنواع من وسائل التدفئة ك مدفأة الكهرباء، أو الغاز، أو يلجأ البعض إلى إشعال الفحم أو الحطب لغرض التدفئة، وكل من هذه الوسائل له مخاطره، ف مدفأة الكهرباء لا تكون فعالة إلا إذا كانت قريبة، وقد تصل الحرارة إلى جزء من الأغطية التي تغطي النائم أثناء النوم مما يتسبب في حدوث حريق، أو قد يحدث التماس في توصيلة الكهرباء، أو في أسلاك المدفأة نفسها، ومن الإهمال أن البعض ينشر عليها ملابس مبللة لتجفيفها، وتترك سهوًا لفترة وقد يحدث حريق بسبب هذا التصرف.كما أن استخدام وسائل التدفئة الأخرى (الفحم-الحطب– الغاز ) أثناء النوم لها مخاطر متعددة ومنها أنها تؤدي إلى استهلاك كمية الأوكسجين الموجود في الغرفة، ما ينتج عنه فقدان الوعي للنائمين، واختناقهم بأول أوكسيد الكربون. ولذا فمن الأسلم ترك جزء من النوافذ مفتوحًا لكي تتم عملية دورة الهواء بالمكان الذي به وسيلة التدفئة، وإذا كانت من الفحم فتشعل خارج المسكن حتى ينقطع الدخان ومن ثم تدخل إلى المكان الذي يجب أن تكون فيه حركة الهواء مستمرة.  وللمواطن..رأيه في القضية“الفجر” كعادتها حتى يكون الموضوع مكتملا من جميع النواحي نزلت إلى الشارع المحلي وتمكّنت من جمع آراء بعض مواطني ولاية أم البواقي فيما يخص موضوع الحوادث المؤسفة التي يسببها الغاز خاصة خلال فترة الشتاء.يقول عمر سالم-تقني بسونلغاز “تأتي الحالات المميتة بسبب سخانات غاز المدينة التي تتوفر عليها غالبية المساكن بالوسط الحضري، لكنها في الغالب الأعم لا تخضع للأسف لمعايير الأمن والسلامة. والأمر ليس جديدًا فقد عشنا خلال خريف وشتاء السنة الماضية حالات اختناقات بالغاز اقتضت اتخاذ إجراءات آنية لضمان السلامة وتوجهت أصابع الاتهام إلى أجهزة التدفئة الصينية الصنع خاصة، لكن تلك الإجراءات كانت ترقيعية وظرفية لتستمر مآسي الوفيات من جراء الاختناق بالغاز في تصاعد مستمر، المطلوب إجراءات فعالة وحملة تحسيس وتوعية ناجحة لتفادي ما يتوجب تفاديه”.ومن جهته عبد السميع بن موسى-طبيب شرعي قال إن الإنسان يحتاج دومًا للأوكسجين عند كل عملية احتراق لتوليد الطاقة الضرورية لتسخين الجسم وتعديل حرارته وكذلك أثناء النشاط العقلي. ولهذا الغرض يعتبر الأوكسجين مادة حيوية علمًا أن كل مادة عضوية تحتاج دائمًا للأوكسجين عند كل عملية احتراق مثل الحطب أو غيره ومن الطبيعي أن كل عملية احتراق تولد طاقة وكل عملية توليد طاقة تستعمل الأوكسجين والنتيجة بطبيعة الحال إفراز ثاني أوكسيد الكربون... وعند حدوث تسرب للغاز فإنه يستولي على نسبة مئوية من نصيب الأوكسجين في الهواء الموجود في الفضاء الذي تسرب داخله الغاز، وهنا تحدث صعوبة في التنفس، وعندما تكون كمية الأوكسجين غير كافية لنقص في التهوية أو لكثرة مستعملي الأوكسجين وخصوصًا عندما يصاحب ذلك شيء يشتعل تصبح الكمية غير كافية للجميع وعادة ما يعود ذلك لوجود مدفأة أو سخان يعمل بالوقود السائل أو بالغاز، وتكمن المشكلة في إفرازات وسائل التدفئة والتسخين فهي تولد ثاني أوكسيد الكربون بالإضافة للماء، إضافة لتسرب الغاز وفي وضع يعتبر الأخطر تقوم هذه الأجهزة بتسريب أوكسيد الكربون فقط وهو المادة السامة، وهنا تكمن الخطورة الشديدة... فهو لديه قابلية أكثر من 1 إلى 200 للدخول إلى الجسم قبل الأوكسجين والتوجه مباشرة إلى (الكريات الحمراء) وهنا لا يجد الأوكسجين مكانًا له بالجسم فيفتقده البدن، وبطبيعة الحال يصير الوضع خطرًا حسب نسبة تسرب أوكسيد الكربون داخل الفضاء الذي يتواجد به الإنسان ساعتها.أما عبدلي بوحة، باحث اجتماعي، فأشار إلى أن الحطب والفحم يعدان من أخطر وسائل التدفئة مع قدوم فصل الشتاء والانخفاض الشديد في درجات الحرارة، خصوصًا في ساعات الليل، يلجأ الناس إلى استخدام وسائل التدفئة المختلفة، ولعل أكثرها استخدامًا وشيوعًا هو استخدام الحطب، سواء خارج المنزل أو داخله، وذلك ربما لما يحمله من طابع خاص من الحميمية عند تجمع أفراد الأسرة حول الحطب للتدفئة للتسامر وتبادل أطراف الحديث وشرب الشاي والقهوة، وربما كنوع من الحنين إلى الماضي. وتزايد انتشار هذا النوع من وسائل التدفئة خصوصًا داخل المنزل أدى إلى ارتفاع المخاوف من حصول حوادث اختناق داخل المنزل؛ ذلك لأن وسائل التدفئة التقليدية مثل الحطب والفحم يعدان من أخطر وسائل التدفئة، وكثير من الأسر تقضي نحبها بأكملها نتيجة الجهل بهذه الأخطار واللامبالاة. عمّـار قــردود 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)