الجزائر

تساؤلات ليست لها إجابات



  كنت جالسا مع نفسي أتأمل الحراك الجاري هذه الأيام من أجل الظفر بعضوية البرلمان في استحقاقات العاشر ماي القادم، وفجأة وجدتُني أطرح أسئلة على نفسي، مُستهلها كلها بكلمة لماذا، دون أن أجد لهذه التساؤلات أي إجابة.
وأول ما سألت نفسي: لماذا بعد 50 سنة من الاستقلال، تمكن قبله آباؤنا وأجدادنا من تحرير الجزائر من وحشية استعمار دام أكثـر من 132 سنة، لم نتمكن نحن جيل الحرية من مجرد تمرير قانون ينتهي بإدانة وتجريم هذا المستعمر؟
ولماذا نملك بلدا يحتل المرتبة الأولى إفريقيا، والعاشرة عالميا من حيث المساحة بمجموع يفوق 381, 2 مليون كيلومتر مربع، ونأكل مما يُنتج لنا ونلبس مما ينسُج غيرنا؟
لماذا الجامعات الجزائرية أصبحت تحتل ذيل المؤسسات الجامعية في التصنيفات العربية والإفريقية والعالمية، لدرجة أن جامعات الصومال وإيثيوبيا تفوقت عليها؟
لماذا نتبوأ المرتبة الثانية عالميا من حيث تصدير غاز البوتان، ومازلنا نسمع في كل فصل شتاء عن أزمة قارورات الغاز، إلى أن وصل بنا الحال إلى توزيع قارورة غاز بحراسة أمنية مشددة مثلما حدث قبل أسابيع أثناء موجة سقوط الثلج؟
ثم لماذا يشتري المواطن الجزائري البطاطا التي تُعد الغذاء الأساسي للفقراء والمساكين بـ120 دج للكيلوغرام الواحد، ونحن نملك أراضي خصبة مستوية لا تغيب عنها الشمس؟
لماذا تصرف الدولة ملايين الدولارات لتوفير الأدوية للمواطنين، ولا يجد المرضى هذه الأدوية بفعل تغوّل مخابر الدواء ولوبي المستوردين؟
لماذا لا نملك مثل غيرنا قنوات فضائية تنقل ثقافتنا للعالم، وتكون متنفسا للجميع؟
لماذا نواب في البرلمان يرفعون أيديهم يتقاضون راتبا شهريا يفوق ثلاثين مليون سنتيم، بينما تضطر الفئات العريضة من العمال إلى شن إضرابات واعتصامات من أجل تحقيق زيادات طفيفة تغنيهم من مذلة السؤال؟
لماذا تجتهد الجامعات الجزائرية في تكوين إطارات وكفاءات عالية تستلمها بلدان أخرى جاهزة دون أي عناء أو مشقة، بمجرد توفيرها الظروف الاجتماعية والمهنية التي تتلاءم مع هذه الكوادر؟
لماذا عُملتنا الوطنية توجد في قاع العملات العالمية؟
لماذا نربط مصير 35 مليون جزائري بمداخيل المحروقات التي تمثل حوالي 98 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، في الوقت الذي نملك مؤهلات وثـروات تمكننا بسهولة من تنويع الاقتصاد؟
لماذا في كل أصقاع المعمورة تسببت الأزمة المالية العالمية في انخفاض أسعار العقارات والسيارات وغيرها من المواد إلا عندنا على العكس تواصل الارتفاع؟
لماذا يغامر الشباب بأنفسهم ويمتطون البحر في زوارق مطاطية تنتهي بالكثيرين منهم غرقا في عرض البحر، بعد أن كانوا يحلمون بواقع معيشي أفضل؟
ازدحمت في رأسي التساؤلات أمام تلاحق كلمة لماذا، فاستوقفت نفسي أملا في أن أجد يوما ما إجابة مقنعة تنزع عني هذه الحيرة.


derkimed@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)