الجزائر

تزايد ظواهر الاعتداءات والاختطافات والسرقة والتحرشات.. حياة المسافرين بمحطات النقل بتيزي وزو في خطر والسلطات تتفرج



تزايد ظواهر الاعتداءات والاختطافات والسرقة والتحرشات.. حياة المسافرين بمحطات النقل بتيزي وزو في خطر والسلطات تتفرج
تشكل ظاهرة الاعتداءات في محطات نقل المسافرين بتيزي وزو، هاجسا يوميا وخطرا حقيقيا بات يهدد حياة المواطنين في ظل غياب الأمن واستفحال الجريمة، فرغم الوعود التي قدمتها المديرية الوصية بتوفير الأمن والشروط الضرورية لضمان أمن وراحة المواطنين والناقلين بعد اتخاذها لقرار تحويل محطات النقل إلى مناطق معزولة خارج مدينة تيزي وزو، إلا أن الواقع يظهر عكس ذلك فبعد مرور سنة كاملة عن الوعود لا يزال المسافرون على مستوى محطات كاف النعجة وبني دوالة ووادي عيسي وثيميزار لغبار، يعيشون جحيم الاعتداءات ويعيشون جحيما حقيقيا يوميا بسبب غياب كلي للأمن ما فتح المجال لشبكات المافيا واللصوص لفرض منطقهم·
تحولت محطات النقل بتيزي وزو، منها محطة وادي عيسي ومحطة بني دوالة وثيميزار لغبار، إلى بؤر حقيقي لممارسة كل أنواع وأشكال الاعتداءات على المواطنين، ونجحت عصابة من المنحرفين وشبكات المافيا واللصوص في زرع الرعب في نفوس المواطنين، وتعتبر الفترات المسائية الأوقات المفضلة لتنفيذ مختلف مخططاتهم الإجرامية·
محطة بني دوالة تعيش بين الاختطافات والاعتداءات
الساعة كانت تشير إلى الخامسة والنصف مساءً، عندما انطلقنا من مدينة تيزي وزو نحو محطة بني دوالة المتواجدة على المخرج الجنوبي لمنطقة لابيطا، الحافلة كانت مكتظة عن آخرها بالمسافرين· أول شيء يشد انتباه الملاحظ داخل الحافلة، هو ذلك القلق الذي انتاب أغلب المسافرين لاسيما منهم فئة النساء، فقبل انطلاق الحافلة أغلبهم ينظرون بصفة متكررة إلى ساعاتهم، قبل أن تطلب عجوز كانت برفقة ابنتها من سائق الحافلة بضرورة الانطلاق للوصول إلى محطة بني دوالة، قصد العثور على مركبة نقل المسافرين نحو قريتهم، وخاطبت السائق قائلة: ''وليدي، الله يسجيك، محطة بني دوالة تفتقر للأمن، ولا تتأخر في الانطلاق لأن الوضع خطير''، ولم يتردد السائق في الانطلاق، حيث فتحت العجوز موضوع الحديث داخل الحافلة، واستنكر أغلب المسافرين غياب الأمن بالمحطات· وأكد أحد المسافرين أن الفتاة ''غنيمة· ش''، التي تنحدر من قرية آيث لحسن ببلدية آث يني، والتي اختفت عن الوجود يوم ال 17 ماي المنصرم، وتم العثور عليها بمستشفى مصطفى باشا في الفاتح من الشهر الجاري، مصابة وفي حالة يرثى لها، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة متأثرة بالإصابة، وتأكد أنها اختطفت من محطة بني دوالة في الفترة المسائية ''حيث أخبرنا أحد أفراد عائلتها أنها وصلت إلى المحطة في الفترة المسائية واتصلت بوالدته وأخبرتها أنها في المحطة تنتظر مركبة نقل المسافرين، وبعدها تعرضت لعملية اختطاف من المحطة من طرف مجهولين''· وخلقت هذه التصريحات حالة من الخوف الشديد في نفوس المسافرين الذين كانوا على متن الحافلة· الساعة كانت تشير إلى السادسة و5 دقائق، عندما وصلنا إلى محطة بني دوالة، وجدنا عددا قليلا جدا من مركبات النقل، ولاحظنا المسافرين يتسارعون في كل الاتجاهات للحصول على مقعد داخل مركبات النقل، ووجدنا مسافرين آخرين ينتظرون في المواقف بهدف صول المركبات، وكانت ملامحهم توحي بالقلق· اقتربنا من أحد المسافرين وسألناه عن وضعية الأمن بالمحطة، ومباشرة بعد اكتشاف المسافرين أننا من الصحافة تسارعوا إلينا، وعبروا عن سخطهم الشديد لغياب الأمن واستنكروا بشدة عدم تدخل السلطات، الكل كان يتكلم في وقت واحد، حيث يرغبون في إخراج غليلهم وتذمرهم من الوضعية التي يعيشونها يوميا ''السلطات همشتنا وظلمتنا، رمتنا إلى منطقة معزولة دون أمن، وحياتنا أصبحت عرضة للخطر'' -حسب تعبير أحد المواطنين- ويضيف مواطن آخر بملامح غضب شديد ''رفعنا عدة مراسلات وشكاوى منذ الأيام الأولى من فتح هذه المحطة ونددنا بغياب الأمن لكن إلى يومنا هذا لا أحد تدخل''· حيث كشف الذين تحدثنا إليهم، أن محطة بني دوالة تعرف يوميا اعتداءات خطيرة تستهدف المسافرين وسرقة هواتفهم النقالة وأموالهم وممتلكاتهم، ناهيك عن الاعتداءات الجسدية والتحرشات الجنسية الممارسة على فئة النساء ''فاقت كل الحدود''·
وفي هذا الصدد، أكد أحد الناقلين، أن منحرفون يغزون المحطة في فترات المساء ويترصدون المسافرين، مشيرا إلى أن المحطة سجلت عدة حالات من الاعتداء باستخدام السلاح الأبيض· ويقول ناقل مسافرين آخر، إن مجموعة من المنحرفين يتناولون المخدرات والكحول في المحطة وينتظرون وصول المسافرين في فترات المساء لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وندد المسافرون بما أسموه ''خيانة الوصاية لوعودها''، مشيرين إلى أن الولاية ومديرية النقل والوزارة وعدتهم بتوفير الأمن وضمان كل الشروط الضرورية بهذه المحطات ''لكن وللأسف لم نسجل أي تحسن بل الأخطار الموجودة بهذه المحطة تزداد تدهورا من يوم لآخر وظاهرة الاعتداءات تتفاقم أكثر''، حسب تعبير أحد الناقلين·
من دخل محطة واد عيسي بعد السابعة مساء يتلاعب بحياته
غادرنا محطة بني دوالة، باتجاه محطة وادي عيسي، وصلنا إليها في حدود الساعة السابعة والربع، ومباشرة بعد دخولنا المحطة شهدنا شجارا، وبعدما اقتربنا من الجماعة اكتشفنا أن سائق سيارة أجرة يتشاجر مع أحد المنحرفين، هذا الأخير، حاول سرقة هاتفه النقال من داخل سيارته، كان اللص في حالة متقدمة من الثمل، حاول سحب سكين لكنه لم يفلح بعد تدخل المتواجدين بعين المكان· ومباشرة بعد عودة الهدوء توجهنا إلى بعض الناقلين لمعرفة الوضع الأمني بالمحطة، وقال أحدهم ''سألخص لك الوضعية، إنها كارثة حقيقية، عوض أن نقوم بمهمة النقل أصبحنا نضمن الأمن للمسافرين ونتدخل في كل مرة يقع فيها اعتداء''، ويضيف ناقل آخر ''لقد سئمنا من هذه الوضعية، حياة المسافرين والناقلين في خطر حقيقي لأن عصابات من المنحرفين والمافيا اتخذت من هذه المحطة ملجأ لها لتنفيذ العمليات الإجرامية''· وكشف الناقلون بمحطة وادي عيسي، أنهم راسلوا الولاية ومديرية النقل والسلطات الأمنية وطالبوها بالأمن، لكنهم تأسفوا من استمرار الوضع واستفحال ظاهرة الاعتداءات، حيث يقول أحد الناقلين ''الشرطة تقوم في بعض الأحيان بدوريات مفاجأة وتقوم بتفتيش المشتبهين لكن هذا الأمر غير كافٍ لأن تواجد الأمن في هذه المحطة يجب أن يكون من ساعات فتح المحطة إلى ساعات غلقها''· ومن جهتهم، أكد المواطنون الذين التقينا بهم في المحطة، أنه سبق وأن نظم سكان الأربعاء ناث إيراثن وإرجن وإسياخن أومدور، حركة احتجاجية بغلق الطريق والاعتصام أمام مقرات البلدية للمطالبة بالأمن في هذه المحطات، وكذا على مستوى الطريق الوطني رقم 15 لكن ''إلى يومنا هذا لم يتغير أي شيء، الاعتداءات والسرقات مستمرة''· وأجمعوا على أن حياتهم في محطة وادي عيسي مهددة أكثر في الفترة المسائية، حيث ينقص النقل ويكثر المنحرفين الذين يستخدموا الأسلحة البيضاء والقنابل المسلة للدموع ويستهدفون خصوصا النساء والمتقدمين في السن، وفي هذا الصدد، أكد أحد المسافرين ''من يجد نفسه في هذه المحطة ابتداء من الساعة الخامسة، فهو في خطر وحياته غير آمنة''· ونحن متواجدون في المحطة، لاحظنا امرأة في الأربعين من عمرها تبكي وهي في حالة قلق وخوف، كانت رفقة ابنتها، ولم يفارق الهاتف النقال أذنها، اقتربنا منها لمعرفة السبب، في البداية رفضت الحديث إلينا، وبعدما أخبرناها أننا من الصحافة وفي مهمة إعداد روبورتاج عن الوضع الأمني بالمحطة، أخبرتنا أنها جد خائفة من المنحرفين، وكشفت أن إحدى جارتها تعرضت إلى عملية طعن بالخنجر على مستوى هذه المحطة ''لا يوجد أمن في هذه المحطة، حياتنا غير آمنة ونحن في خطر دائم'' وتضيف ''لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع أن هناك إعتداء أو تجاوزا نفذ بهذه المحطة، والتي تستهدف المسافرين، فكيف لي ألا أخاف''، وفي الوقت الذي كانت تتحدث إلينا هذه السيدة، رأت مركبة نقل المسافرين تعمل باتجاه منطقتها دخلت المحطة، وهي ماسكة يد ابنتها واعتذرت لنا وسارعت نحو المركبة واحتجزت مقعدين قبل دخول المركبة إلى الموقف، بعدها سارع أكثر من 30 مسافرا نحو المركبة يحاولون كلهم الحصول على مقعد في مركبة لا تتوافر على 12 مقعدا· ولمسنا خلال تواجدنا بالمحطة توافد عدد معتبر من المسافرين من مدينة تيزي وزو، لكن مركبات نقل المسافرين منعدمة ما فتح المجال لسيارات ''الكلانديستان'' التي اتخذت من المحطة مكانا لنقل المسافرين بأثمان عالية·
محطة ثيميزار لغبار·· استفحال ظاهرة السرقة والناقلون يواجهون اللصوص بأنفسهم
في صبيحة أمس، توجهنا في أوقات مبكرة إلى محطة ثيميزار لغبار، التي تعمل على خط واقنون وبوجيمعة وآث عيسى ميمون، الساعة كانت تشير إلى السادسة والنصف صباحا، وجدنا كل شيء عادي ولم نلمس تجاوزات، بعدها سألنا أحد الناقلين الذي أكد لنا أن المحطة تعرف استفحالا مرهبا لظاهرة السرقة المحترفة، مشيرا إلى أن الناقلون جندوا أنفسهم لمواجهة اللصوص ليقفوا في كل مرة بضبط أحدهم، ليمنعوا اللصوص الذين يعرفونهم بدخول المحطة، وبحسبه هي أحسن وسيلة لضمان أمن وسلامة المسافرين·
محطة كاف النعجة ببوهينون·· اعتداءات متكررة في حي ''لاتور''
لم تفلح محطة كاف النعجة، متعددة الأنماط التي تتواجد بمنطقة بوهينون على الجهة الجنوبية لمدينة تيزي وزو، من ظاهرة الاعتداءات· فبالرغم من أن هذه المحطة تتوافر على الأمن إلا أن اللصوص والمنحرفين يستغلون الطريق المؤدي من المحطة إلى حي ''لاتور'' لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، باعتبار أن هذا الطريق يسلكه المئات من المسافرين يوميا لاسيما منهم الطلبة، حيث أكد أحد أعوان أمن المحطة، أن هذا الطريق يسجل يوميا حالات اعتداء وسرقة· ورغم أن في البعض الأحيان تتدخل مصالح الأمن إلا أن ذلك لم يفلح من وضع حد لهذه العمليات التي ترهب المواطنين·




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)