الجزائر

تزامنا مع وفرة هذه الفاكهة في السوق طبق الكسكسي بحبيبات الرمان في سوق أهراس



تحظى ثمرة الرمان باهتمام كبير في مدينة سوق أهراس، لما لها من أسرار رمزية قوية في المعتقدات الشعبية وهوية المجتمع وطقوسه الضاربة في أعماق تاريخ المنطقة.  يقول جلال خشاب، أستاذ وباحث في التراث الشعبي بالمركز الجامعي محمد الشريف مساعدية بسوق أهراس، اهتمام سكان المنطقة بهذا النوع من الأشجار المعمرة، مثل الزيتون والعنب والتين والرمان، يعود إلى ملازمتها للفرد منذ أمد بعيد، وهو ما يبرز علاقتها القوية بالمعتقدات. ويرجع نفس المتحدث الأسباب التي جعلت السكان يقبلون على فاكهة الرمان بشكل كبير في هداياهم واستهلاكهم، إلى أن الثمرة التي وجدت متنفسا لها بالمنطقة توحي لهم بالخصوبة والوفرة والخير. فقفة العروسة، مثلا، لا تخلو من الرمان، خاصة في فصل الخريف، إلى جانب بعض الهدايا الأخرى، كونها تتضمن عددا كبيرا من الحبيبات، ما يجعل الفرد يتيمن خيرا بالذرية الكبيرة.  ويشير العم صالح، 75 سنة، إلى ارتباط الفاكهة بالكثـير من الأمثال والحكم الشعبية بالمنطقة، فضلا عن استعمالاتها المتعددة في الطب الشعبي التقليدي، وهي القيمة العلاجية التي أكدها الطب الحديث، فهي تعمل على التخفيض من ضغط الدم وتمنع النزيف، ناهيك عن استخداماتها في تحضير مستحضرات التجميل. وعلى غرار طبق الكسكسي، تتزين الأطباق التقليدية الشعبية بسوق أهراس بحبيبات الرمان، مما يزيد الأكل طعما ألذ. وتعد ثمرة الرمان، حسب الأستاذ جليل خشاب، ثمرة مقدسة في مجتمعات أخرى خلال القرون الرومانية الأولى، باعتبارها ترمز للآلهة وتوحي بالخير والبركة والنماء والرخاء.  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)