الجزائر

تزامنا مع الذكرى ال 24 لأحداث اكتوبر 1988 : "أبو الديمقراطية" و "المتواضع مع الصحافة" في الجزائر ... في ذمة الله



الرئيس الشاذلي بن جديد -رحمه الله- في زيارة لولاية الجلفة
انتقل اليوم الى رحمة الله الجمعة بالمستشفى العسكري "محمد الصغير نقاش" بعين النعجة الرئيس الثالث (*) للجزائر المستقلة "الشاذلي بن جديد" عن عمر يناهز 83 سنة، و كانت مواقع التواصل الإجتماعي و مختلف وسائل الإعلام قد تناقلت منذ ايام خبر دخول الرئيس الأسبق "الشاذلي بن جديد" قسم العناية المركزة بالمستشفى العسكري بعين النعجة بالعاصمة اثر ازمة قلبية حادة. كما أنه كان يعاني من سرطان الكلى و سبق له ان خضع لعلاج كيميائي مطول في احدى مستشفيات باريس السنة الماضية.
حياته و مساره الثوري و العسكري :
ولد الرئيس الجزائري الأسبق "الشاذلي بن جديد" في ال 14 أبريل من عام 1929 في قرية بوثلجة بولاية الطارف. انضم بن جديد إلى الجيش الفرنسي كضابط غير مفوض وحارب في الهند الصينية. في بداية حرب الاستقلال الجزائرية من فرنسا عام 1954، انضم بن جديد إلى جبهة التحرير الوطني (FLN) ونتيجة لذلك، كوفئ بمنحة القيادة العسكرية لمنطقة وهران الجزائرية عام 1964. بعد الاستقلال، ترقى في الرتب حتى أصبح عقيد في 1969. تولى الرئاسة في الجزائر بعد وفاة الرئيس هواري بومدين سنة 1979 الى غاية استقالته في جانفي 1992، حيث ابتعد بن جديد عن الحياة السياسة. كما كان يحرص على حضور مختلف الإحتفالات الرسمية، و افتتح مسلخا في فينسبري بارك في لندن، حيث تستقر جالية جزائرية كبيرة هناك.
المذكرات:
صدرت للرئيس الراحل الشاذلي بن جديد مذكراته في جزئها الأول تحت عنوان "الشاذلي بن جديد مذكرات الجزء الأول : 1929 – 1979" عن منشورات دار القصبة غير انها لم توزع الى الآن، حيث صرحت المكلفة بالعلاقات العامة لدار القصبة ليومية "الفجر" الجزائرية أن " مذكرات الرئيس الشاذلي بن جديد جاهزة للنشر و التوزيع منذ ما يقارب العامين" و لكن ذلك لم يتم الى حد الساعة. و يتضح من خلال العنوان ان المذكرات لا تعالج الفترة التي تلت وفاة بومدين و تقلده الرئاسة الى غاية استقالته سنة 1992 و هي الفترة الغنية بالأحداث و الصراعات الإيديولوجية، كما أنها الفترة ذاتها التي شهدت اندلاع احداث اكتوبر 1988 و التي تسببت في سقوط العديد (العدد الحقيقي مختلف فيه) من الضحايا. و يسرد الجزء الأول من المذكرات التي جاءت في أربعمائة صفحة، أطوار من حياة الرئيس الأسبق، بدءا من طفولته إلى مشاركته في حرب الهند الصينية، إلى غاية إلتحاقه بصفوف جيش التحرير ثم بهيئة أركان الجيش، فدوره في الانقلاب على الرئيس الراحل أحمد بن بلة، وتعيينه عضوا في مجلس الثورة. و ينتظر الجزائريون أيضا صدور الجزء الثاني من مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد لأنها تعتبر فترة مفصلية سبقت الإنفتاح الديمقراطي و التعديل الدستوري لسنة 1989 الذي أقر التعددية السياسية و حرية اصدار الصحف الخاصة.
الشاذلي بن جديد .. الرئيس المنفتح على الصحافة :
رغم الأحداث و التعقيدات و التوازنات التي طبعت فترة حكمه، الا أن الكثيرين من المتابعين للساحة السياسية الجزائرية يصرون على وصف الرئيس الراحل "الشاذلي بن جديد" بأب الديمقراطية في الجزائر. حيث شهد عهده تعديل الدستور سنة 1989 و الإنتقال من الأحادية الحزبية "جبهة التحرير الوطني" الى التعددية الحزبية. كما يحتفظ الصحافيون بذكرى طيبة عن الرئيس "بن جديد" لا سيما انفتاحه مع السلطة الرابعة. و يندرج في هذا السياق حواره الشهير في حصة "مرآة الصحافة" سنة 1990 عندما استضافه صحفي التلفزة الجزائرية "مراد شبين" مع ثلة من الإعلاميين الجزائريين الذين يمثلون مختلف الوسائل الصحفية المكتوبة و المسموعة و المرئية و وكالة الأنباء الجزائرية
رابط الحوار للرئيس الراحل "الشاذلي بن جديد" مع الصحافيين الجزائريين
زيارة الرئيس الشاذلي بن جديد لولاية الجلفة (كتبها النائب مصطفى بن عطاالله على صفحته بالفايسبوك)
أول رئيس جمهورية، يقوم بزيارة تفقدية إلى ولاية الجلفة تدوم يومين (6+7 آبريل1987) هو الرئيس : الشاذلي بن جديد - رحمة الله تعالى وبركاته عليه-..وقد نزل في مطار الأغواط..ومنه اتجه مباشرة إلى بلدية (تعظميت) حيث زار ضيعة فلاحة (زرع+ضرع) تابعة للمجاهد المرحوم: نوراني مصطفى..ومنها اتجه إلى مدينة الجلفة، حيث كنا في استقباله، ثم ترجَّل ماشيا من ثانوية النعيم النعيمي إلي مقر الولاية (القديم)..وقد حضر لاستقباله ما يفوق العشرة آلاف من المواطنين..جاؤوا من كل بلديات الولاية..وفي قاعة الجلسات بالمقر..إستمع إلى تقريرين مُفَصَّلين قدمهما كل من السيدين: أمين المحافظة/رئيس مكتب التنسيق الولائي و والي الولاية....وكان يسأل، ويلاحظ، ويشير، ويستوقف....ويأمر....؟؟؟؟
بعد ذلك، ألقى خطابا ، خصصه للتنمية المحلية....والسياسة المنتهَجَة في هذا الميدان..... وفي يوم الغد، ودعناه في مطار"عين وسارة"
الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه الله في زيارة لمدينة الجلفة ثمانينات القرن الماضي - أفريل 1987
(*) هناك من يعتبر الدكتور "عبد الرحمان فارس" اول رئيس للدولة الجزائرية لأن رسالة الاعتراف بنتائج استفتاء ارسلها "شارل ديغول" الى الدكتور "عبد الرحمان فارس" رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة للدولة الجزائرية يوم 3 جويلية 1962، كما أن هناك من يرى ان رئيس المجلس الشعبي الجزائري "رابح بيطاط" يعتبر الرئيس الثالث لأنه تولى رئاسة الدولة الجزائرية مباشرة بعد وفاة الرئيس هواري بومدين و لمدة 45 يوما طبقا لأحكام دستور 1976 اين كان ينوب رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة التشريعية الوحيدة آنذاك) رئاسة الجمهورية في حالة وجود حائل كالوفاة...ومنه يعتبر الراحل الشاذلي بن جديد الرئيس الرابع أو الخامس للجزائر المستقلة...




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)