تماما كما ترمم حركة مجتمع السلم منذ فترة مقرها المركزي، تعمل الحركة على ترميم خطها وخطابها وتعديل مسارها وخطتها السياسية، التي شابتها الكثير من الشوائب بفعل انخراطها في تحالف رئاسي، يقال إنه جنى عليها، ولم تجن منه سوى الانكسارات السياسية، قبيل أشهر من الانتخابات التشريعية.
في الطريق نزولا من مقر رئاسة الجمهورية إلى شارع الشهداء في المرادية يوجد مقر حركة مجتمع السلم، وهو عبارة عن عمارة من ثلاثة طوابق. المقر الآن أشبه بورشة كبيرة، يجري ترميمها من الداخل والخارج، حيث تم طلاء المقر من الخارج بالأخضر والأبيض، هذه من بين المرات القليلة التي تخفق فيها الحركة في اختيار ألوان جمالية وديكور يليق بحركة اختيرت في ثلاثة انتخابات سابقة من قبل المختصين بأنها الأكثر نجاحا في ''البريستيج وتقنيات الدعاية''، مستفيدة من رصيد مالي، فالحركة ومشاع عنها ''التخمة المالية''، التي أتاحت لها أيضا بسط يدها على عوامل تكوين الكوادر، وبناء هياكل مدنية وتوجيه إطاراتها للتحكم في القضايا الاقتصادية وشؤون التنمية، والتي كانت سابقا أبرز عيوب الأحزاب الإسلامية.
في داخل المقر تم تحويل مساحة المكاتب إلى قاعة كبيرة اختير لها اسم ''الشيخ محمد بوسليماني''، وفي الطابق الأرضي تم ترميم قاعة كبرى كانت مخصصة سابقا للاجتماعات إلى مخزن يحوي الملصقات والمنشورات ومتعلقات أخرى، وفي الطابق الأول تم توزيع المكاتب الخاصة بأعضاء المكتب الوطني للحركة، كما تمت صيانة ''المصعد''، الذي يقود إلى مكتب رئيس الحركة وديوانه في الطابق الأخير، من هناك يمكن لقيادة الحركة الإطلال على مقرين حساسين ''تحلم'' الحركة أن تدخلهما يوما ما، قصر الرئاسة على مرمى حجر يمينا، وقصر الحكومة على بعد نظر يسار، في حال فازت بانتخابات .2014
لا توحي الأمور في مقر حمس أن هناك حراكا كبيرا أو ارتباكا انتخابيا، على عكس مقرات الأحزاب السياسية التي يكثر فيها المجيء والرواح غداة الانتخابات، يوم الأربعاء الماضي كان عدد قليل من إطارات الحركة القادمين من ولاية وهران بصدد مناقشة قضايا ذات صلة بالانتخابات، كما كانت مجموعة من طلبة الجامعات، قادمين من ولايات الجنوب تزور المقر، بعضهم ينشط في ''جيل الترجيح''، ومنظمة ''شمس'' الشبابية التي أسستها حمس، للقاء أحد قيادات الحركة، فيما كان الصف الأول من قيادة الحركة، بمن فيهم أبو جرة سلطاني، ونائبه عبد الرزاق مقري، ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمن سعيدي في زيارة إلى القاهرة للقاء مرشد الإخوان واستطلاع الأوضاع هناك، لكنها في النهاية لا تبتعد عن المقاصد السياسية والانتخابية التي تستعد لها الحركة، التي تخوض الانتخابات هذه المرة في ظروف غير اعتيادية بعد انشقاق مجموعة ''التغيير''.
وتعترف بعض قيادات الحركة، التي التقتها ''الخبر''، أن الحركة تأخرت قليلا في بدء ترتيب غرفة لإدارة العملية الانتخابية، كونها ظلت مشغولة لفترة بقضية التحالف الرئاسي. لكن المتحدث باسم الحركة، كمال ميدة، قال إن الحركة بادرت، قبل ثلاثة أشهر، إلى تأسيس الهيئة الوطنية للانتخابات بقيادة حاج حمو مغارية، وبدأت منذ شهر ديسمبر الماضي في عقد اللقاءات الجهوية والولائية للهيئات الانتخابية في العاصمة وولايات البرج والوادي، لمناقشة الورقة الانتخابية، والتي تعد بمثابة خارطة طريق للاستحقاقات القادمة. ويشير ميدة بكثير من الثقة إلى إمكانية تحقيق الريادة في الانتخابات القادمة. ''حمس تراهن على كوادر أكثر تخندق مع المجتمع لتعبئة وعائها الانتخابي''، حسب المتحدث باسم الحركة، الذي ذكر أن ''المجالس الشورية والتنفيذية الولائية بدأت منذ فترة زمام المبادرة لبدء ترتيب قواعد اللعبة الانتخابية، عبر إجراء مسح ديمغرافي لكل ولاية بالأرقام والنتائج، فنحن نحضر لحملة انتخابية غير مسبوقة على أكثر من مستوى''، ويضيف ''نعمل على التحضير للانتخابات في هدوء تام وبعيدا عن أي ارتباك''.
وتفرد حركة مجتمع السلم أهمية خاصة لاعتماد شبكات التواصل الاجتماعي والأنترنت، خاصة وأنها أكثر الأحزاب السياسية الأخرى استعمالا لهذه الوسائط، وتقوم منذ فترة طويلة بتنفيذ دورات تكوينية لكوادرها على ما تعتبره ''الإعلام البديل''، بفريق شاب يؤطره الشاب عبد القادر بن خالد، كما أن موقعها الالكتروني هو أكثر المواقع تحيينا، مقارنة مع كل المواقع الالكترونية للأحزاب السياسية. ويعتبر مدير الموقع عبد القادر بن خالد أن وسائط الاتصال الجديدة كـ''الفايسبوك'' و''تويتر'' باتت أكثر الوسائل مرافقة للزمن الجديد والتقنيات المستجدة في مجال الاتصال، وستلعب دورا بارزا في الانتخابات التشريعية المقبلة، كما في مجال الدعاية السياسية والتواصل المباشر مع قواعد الحركة وأطرها التنظيمية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: عثمان لحياني
المصدر : www.elkhabar.com