تركيب هوائي هاتف نقال يثير استياء سكان حي 05 جويلية ويفتح النقاش حول ذلك من جديد هوائيات الهاتف النقّال بمجرّد "تصريح" لدى البلدية رغم الأخطار المحتملة

أثار مشروع تركيب هوائي الهاتف النقال غضب سكان حي 27 مسكن و حي 05 جويلية بسبب عدم اجراء دراسة مخاطر و عدم استشارة السكان و المصالح المعنية بذلك و كذا لكونه يقع بالقرب من ابتدائية "صادقي الصادق" بعاصمة الولاية.وحسب شكوى السّكّان، الواردة الى رئاسة تحرير "الجلفة إنفو"، فإن تركيب هوائي الهاتف النقّال قد سبب لهم اضطرابا نفسيا على اعتبار أن مثل هذه المشاريع تسبب "أخطارا على صحة الإنسان كما أثبتته الدراسات العلمية".
هوائيات الهواتف النقالة ... شبح خطر قائم يحتاج الى موقف واضح من هيآت الدولة
في نفس السياق وخلال بحثها في النصوص القانونية المنظمة لمثل هذه المشاريع و الأشغال، توصلت "الجلفة إنفو" الى أن المرسوم التنفيذي 07/144، الصادر بتاريخ 2/05/2007 والمتضمن تحديد قائمة المنشآت المصنفة لحماية البيئة، قد فصّل في كل أنواع الرخص الخاصة بجميع أنواع النشاطات و الأشغال و المسافة الدنيا بينها وبين المحيط السكّاني. غير أن ذات المرسوم، في الملحق (ص 86) فيما يخص "واصلات هوائيات الهاتف النقال"، اكتفى بمجرّد "التصريح" لدى رئيس المجلس الشعبي البلدي. رغم أن هناك دراسات و ابحاث و لو أنها غير مؤكّدة تشير الى خطر ذبذبات هوائيات الهاتف النقال.
وبالنظر الى شبح الخطر القائم من هوائيات الهاتف النقال لا سيما في المحيط العمراني، فانه كان من باب الأحوط ضرورة توسيع أطراف اتخاذ القرار لدى الهيآت المعنية مثل مديريات البيئة والحماية المدنية و الصحة و مصالح البلدية. وكذلك استشارة السكّان من خلال فتح سجلّ خاص برأي السكان حول المشروع و تعيين محافظ محقّق (commissaire enquêteur) الذي يحرّر تقريرا يتم بناء عليه تحديد مصير هذا المشروع.
أما بخصوص الأخطار القائمة فانه في حالة سوء الأحوال الجوية و هبوب رياح عاصفة من شأنه أن يتسبّب في سقوط الهوائي. وفي هذه الحالة فان مجرّد التصريح لدى البلدية غير كاف. بل لابد من دراسة خطر تقوم بها مصالح الحماية المدنية أو مكاتب الدراسات الخاصة المعتمدة في ميدان الأخطار. خصوصا و أنه يجري تركيب تجهيزات لها تمديدات و أسلاك تستخدم الطاقة الكهربائية. و أن أي خطأ في التوصيلات سيكلّف الكثير خصوصا في المحيط العمراني الآهل بالسكان. ونفس الأمر بالنسبة للضوضاء اذا كان عمل التجهيزات يتطلّب ضوضاء مستمرّة. كما أنه يُتداول في بعض المواقع الإلكترونية أن هوائيات الهاتف النقال تتسبب في الكثير من الأمراض و خصوصا عند الأطفال لان تعرض المخ للأشعة الكهرومغنطيسية يتسبب في ضعف نمو خلاياه العصبية.
من جهتها، أكّدت منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي على الأنترنت أن الخطر الصحي الذي جرى التأكّد منه هو ارتفاع درجة حرارة الجسم بدرجة واحدة عند تعرّض الجسم الى الإشارات اللاسلكية لهوائيات الهاتف النقال. معتبرة في ذات السياق أن محطات الهواتف الخلوية لا تسبب آثارا صحّية ضارة.
من كل ما سبق يمكن القول أن تركيب هوائي هاتف نقال يحتاج الى مراجعة قانونية من طرف السلطات لأن التصريح لدى البلدية ليس هو الحل، حيث لابد من اعادة فتح الملف من جديد و الأخذ بأحدث الدراسات المتعلقة بهوائيات الهواتف الخلوية لاسيما في الجانب الصحي والوقائي.