تركيا في المرتبة 17 ضمن أقوى الاقتصادات في العالم

يجمع المراقبون على ان تركيا اليوم لا تشبه البلد الذي استلم حكمه حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عام 2002، وكان مقيداً بديون بمليارات الدولارات لصندوق النقد الدولي. تركيا التي تخلصت من أغلال المديونية وانتهت من سداد ديونها نهائيا سنة 2015، انطلقت تشقّ طريقها نحو التنمية و التطوّر متطلّعة الى تطبيق الرؤية الاستراتيجية للحزب الحاكم والتي ستصبح بموجبها عام 2023 واحدة من أهم عشر دول في العالم في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية.يمكننا قياس النجاح الذي حققته تركيا، من خلال أرقام إقتصادها التي تعرف منحنيات تصاعدية مثيرة للاعجاب، حيث باتت البلاد مقصداً للاستثمارات المباشرة، والتي تجاوزت قيمتها 100 مليار دولار، كما تضاعف حجم الصادرات و ارتفع عاليا ليبلغ 152 مليار دولار، خلال العام الماضي، أي عشرة أضعاف قيمة الصادرات التركية قبل تولي أردوغان السلطة، ومن المتوقع لها أن تصل إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2023، العام الذي ستحتفل به تركيا بالذكرى المئوية لقيام الجمهورية التركية.
الاقتصاد 17 عالميا
تمكنت تركيا في عهد أردوغان من الوصول إلى المرتبة ال17 على قائمة أقوى الاقتصادات في العالم، بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن صندوق النقد الدولي، حيث أظهرت الأرقام وصول الناتج المحلي الإجمالي في تركيا إلى نحو ثلاثة أرباع تريليون دولار في هذه الفترة أي أنه ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل العام 2003.
ازداد الدخل القومي على مدى 11 عاماً، ففي حين كان يبلغ 232 مليار دولار في عام 2002، ارتفع ليصبح 820 مليار دولار في عام 2013، أي ازدادت حصة الفرد من الدخل القومي لتصل إلى 10 آلاف و782 دولاراً بعد أن كانت لا تتعدى 3 آلاف و500 دولار.
تم إلغاء الأصفار الستة من الليرة التركية وأعيد إليها اعتبارها، وارتفعت قيمتها منذ عام 2002، من مليون ونصف ليرة مقابل الدولار الأمريكي، إلى أن صارت 2 ونصف ليرة تركية مقابل الدولار عام 2014، وزاد الاحتياطي من العملة الأجنبية في البنك المركزي ليبلغ 114 مليار دولار، اعتباراً من عام 2014، بعد أن كان لا يتجاوز ال26.7 مليار دولار في عام 2002، وارتفعت احتياطات الذهب في البنك المركزي لتكون بما يعادل 135.5 مليار دولار بعد أن كانت لا تتعدى ما قيمته 27.7 مليار.
أما نسبة البطالة فانخفضت من 38 بالمئة، إلى 2 بالمئة فقط.
مشاريع ضخمة
واجهت تركيا أزمة مالية خانقة بين عامي 1999 و2002 بسبب قرض صندوق النقد الدولي الذي قدر ب 16 مليار دولار، ما أدى إلى ارتفاع حجم المديونية الخارجية، وارتفاع العجز في الميزانية واختلال عمل البنوك وإغلاق الآلاف من الشركات التجارية، وانخفاض الاستثمارات، وارتفاع البطالة إلى مستويات مرعبة بسبب إغلاق الشركات والمصانع.
لكن حزب العدالة والتنمية وقبل انتخابه قدم رؤيته لحل الأزمة، واستطاعت تركيا تحقيق إنجازات كبيرة، حيث تعافى الاقتصاد و تقدّم أشواطا كبيرة ليصبح من أقوى الاقتصاديات في العالم، وفي الميدان تحققت مشاريع كثيرة وأنجزت و برمجت بنى تحتية ضخمة كالمطارات والجسور والقنوات المائية.
تم افتتاح أكثر من 125 جامعة، كما تمّ إنشاء العديد من سكك القطارات السريعة التي تربط عدّة ولاياتٍ ببعضها، إضافة الى سكّة ميترو مرمراي الذي يربط بين قطبي مدينة اسطنبول الأوروبية والآسيوية، إضافة الى إنشاء الجسر الثالث فوق مضيق البوسفور والذي سيكون أكبر جسر في العالم يحمل سكة حديد، وتم افتتاح ما يزيد على 30 مطارا في عدد من المحافظات التركية، وما زال العمل جارياً على إتمام مطار إسطنبول الدّولي الثّالث ونفق أوراسيا الذي سيربط بين قطبي مدينة اسطنبول الآسيوية والأوروبية بطريق للسيارات تحت سطح الماء.
هذا، وأولت الحكومة الأولوية لنمو القطاع الخاص. ورغم التحديات الامنية التي واجهتها ولازالت، حيث تعرضت للعديد من الاعتداءات الارهابية، ورغم الانقلاب العسكري الفاشل الذي استهدف النظام الحاكم في الصائفة ما قبل الماضية، فإن تركيا تنعم بالامن والاستقرار ومازالت نقطة استقطاب هامة للسياح القادمين من مختلف مناطق العالم، كما ان كثيرين يعتبرونها نموذجا للدولة الحديثة على المستوى السياسي والاقتصادي، ويرجعون بعض أسباب نهضتها الى خبرة رجب طيب أردوغان وأحمد داوود أوغلو اللذين اختارتهما مجلة “فورين بوليسي” عام 2011 ضمن أهم مفكري العالم.
بطاقة تعريف
الاسم: الجمهورية التركية
العاصمة: أنقرة
اللغة الرسمية: التركية
النظام السياسي: جمهوري برلماني
الرئيس : رجب طيب أردوغان
تاريخ الاستقلال: نشأت تركيا الحديثة في 29 أكتوبر 1923 (خلفا للإمبراطورية العثمانية التي تم إلغاؤها على يد مصطفى كمال أتاتورك)
العملة: الليرة التركية
الموقع: تقع تركيا غربي قارة آسيا، يربطها بأوروبا مضيق البوسفور وتحدها من الشمال جورجيا والبحر الأسود وبلغاريا، ومن الغرب اليونان والبحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب البحر المتوسط وسوريا والعراق، ومن الشرق إيران وأذربيجان وأرمينيا
المساحة: 783.562 كلم2
الموارد الطبيعية: الفحم الحجري، الحديد، الرصاص، النحاس والفضة
السكان: 81.619.392 نسمة (تقديرات جويلية 2014)
التوزيع العرقي: تقدر نسبة الأتراك بحوالي 80%، والأكراد ب 20%
الديانة: تدين الغالبية العظمى (أكثر من 99%) بالإسلام
أهم المنتجات: التبغ، القطن، الحبوب، الفواكه، الألبسة، المنسوجات، الأجهزة الكهربائية، السيارات، المنتجات البلاستيكية، والمعادن.