انفجارات وقتلى في اليوم الأول من وقف إطلاق النار قالت السلطات السورية أمس إنها التزمت بوقف إطلاق النار، حيث لوحظ انخفاض أعمال العنف في المناطق الأكثـر توترا، ما انعكس على تراجع حصيلة ضحايا الاشتباكات، غير أنه ورغم عودة الهدوء النسبي إلا أن العواصم الغربية استمرت في التشكيك في التزام حكومة دمشق بوقف إطلاق النار، فيما دعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى امتحان مصداقية النظام من خلال الخروج في مظاهرات نهار اليوم الجمعة تطالب بإسقاط النظام.
أشار برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، إلى أنه ''لا يمكن تصديق التزام النظام في سوريا بوقف إطلاق النار في الوقت الذي يشير فيه بيان الدفاع إلى أنه لم يسحب الآليات العسكرية، مكتفيا بوقف إطلاق النار مع الإبقاء على حالة التأهب القصوى''، وشدد على أن بقاء الجيش في المناطق السكنية يرهن خطة عنان.
في المقابل أفاد بيان لوزارة الدفاع السورية بأنه تم إعطاء الأوامر بوقف إطلاق النار، مع الحفاظ على الآليات العسكرية في المناطق الأكثـر توترا تحسبا لأي انفلات أمني من طرف من أسماهم البيان بـ''الجماعات الإرهابية المسلحة''. ودعت السلطات السورية اللاجئين السوريين في دول الجوار إلى العودة إلى ديارهم بعد عودة الهدوء للمناطق الأكثـر توترا.
وأعلنت الداخلية السورية أن ''الجماعات المسلحة لم تحترم وقف إطلاق النار''، حيث أفاد التلفزيون الرسمي السوري قيام ''الجماعات الإرهابية'' بتفجير حافلة عسكرية بمدينة حلب شمال دمشق، ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة 24 عسكريا بجروح، في حين أكدت لجان تنسيق الثورة المحلية سقوط ما لا يقل عن خمسة قتلى برصاص الأمن السوري واعتقال عشرات المعارضين.
وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية، أكد بيـان صـادر عن إدارة البيت الأبيض نقلا عن الرئيس باراك أوباما أن ''واشنطن لا تثق في السلطات السورية في إنهاء الصراع بشكل سلمي''، وهو نفس الموقف الذي أشارت إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل. من جانبه، قال وزير خارجية فرنسا إن مسألة إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا وفقا لخطة كوفي عنان لن تكون إلا بعد التأكد من احترام دمشق لوقف إطلاق النار كامل وشامل. من جهته أكد الأمين العام للأمم المتحدة على رغبته في إرسال بعثة المراقبين الدوليين في أقرب الآجال. مع العلم أن الجنرال النرويجي روبرت مود سيصل اليوم إلى دمشق لتحضير وصول المراقبين.
من جهته أوضح وزير خارجية تركيا أحمد داوود أغلو أن بلاده تراقب عن كثب ما يحدث في سوريا عقب وقف إطلاق النار، منوها بأنه في حال تكرار انتهاك الجيش السوري للحدود التركية فإن أنقرة قد تستعين بحلف شمال الأطلسي الذي يحتفظ بحق الدفاع عن الدول الأعضاء في الحلف، وقال إن ''الحدود التركية هي حدود لحلف الشمال الأطلسي، وسيتم استعراض هذه المسألة في اجتماع وزراء خارجية الحلف الأسبوع المقبل''، مضيفا أن التطرق إلى الموضوع لا يعني بالضرورة تدخل الناتو على الحدود التركية-السورية وإنما تقييم الأوضاع ''وإعلام المجتمع الدولي بما يجري على حدودنا''. في الطرف المقابل، أعربت كل من روسيا والصين عن ترحيبهما بقرار السلطات السورية بوقف إطلاق النار، حيث دعت موسكو وبكين إلى ضرورة منح مبادرة كوفي عنان الوقت اللازم وعدم التقيد بآجال محددة مسبقا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: سامية بلقاضي الوكالات
المصدر : www.elkhabar.com