الجزائر

تركيا تطرح مبادرة ثلاثية وإسرائيل تهدد سوريا بتدخل عسكري بين انقسام المعارضة حول هدنة العيد وترحيب النظام


تركيا تطرح مبادرة ثلاثية وإسرائيل تهدد سوريا بتدخل عسكري                                    بين انقسام المعارضة حول هدنة العيد وترحيب النظام
أفرزت خطة المبعوث الأممي إلى سوريا الداعية إلى تطبيق هدنة بمناسبة عيد الأضحى  مواقف متعددة في المنطقة، فالنظام السوري أبدى استعداده لإنهاء أعمال العنف شريطة التزام المعارضة بهذه المبادرة، أما قيادات الجيش الحر فتباينت مواقفها، بينما استغلت تركيا عدم اتضاح الرؤية في هذا المسعى، لتقترح محادثات ثلاثية بينها وبين مصر وإيران. ودخلت إسرائيل على الخط بتهديدها ضرب سوريا خشية من تسرب الأسلحة الكيماوية إلى ما تسميها جماعات متشددة.
أعلنت دمشق استعدادها لدراسة الهدنة التي دعا إليها الإبراهيمي بمناسبة عيد الأضحى، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ”إن نجاح أي مبادرة يتطلب تجاوب الطرفين”، معتبرا أن ”الجانب السوري مهتم بالبحث في هذا الطرح، ونتطلع إلى لقاء السيد الإبراهيمي لنرى ما هو موقف الدول النافذة الأخرى التي أجرى محادثات فيها خلال جولته”. وتساءل: هل ستمارس هذه الدول ”الضغط على المجموعات المسلحة التي تستضيفها وتمولها وتسلحها لكي تلتزم بوقف إطلاق النار هذا”.
ومن الدوحة رحب رئيس المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، بدعوة الإبراهيمي. وقال ”نرحب بأي وقف للقتل، ونعتقد أن الدعوة موجهة بالدرجة الأولى إلى النظام الذي يقوم بقصف المدن والبلدات السورية”، وصرح العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش السوري الحر، ل”الجزيرة ” بأنه يوافق بشكل مبدئي على أي هدنة لوقف النار والقتل لكن بوجود ضمانات حقيقية، وألا تكون هذه الهدنة فرصة للجيش النظامي لزيادة وتيرة القتل.
من جهته، رفض ”لواء الفتح” - ثاني أكبر الأولوية المقاتلة في حلب - مطلقا لأي هدنة قد ”تفك الخناق” عن الجيش النظامي المحاصر في جبهات عدة. واعتبر القادة الميدانيون سوابق النظام باستغلال الهدنات للتغول في القتل والتدمير تؤكد صوابية موقفهم، كما ناشدت الكتائب المقاتلة قيادة الجيش الحر والمجلس الوطني رفض الهدنة. واقترح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إجراء محادثات ثلاثية تضم البلدين ومصر بشأن الأزمة السورية، وطرح خلال حديثه إلى الصحفيين - لدى عودته إلى أنقرة قادما من عاصمة أذربيجان باكو، حيث أجرى محادثات مع أحمدي نجاد على هامش قمة لمنظمة التعاون الاقتصادي - عدة خيارات للدول كي تشارك في محادثات مستقبلية بشأن سوريا. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن أردوغان قوله ”اقترحنا منظومة ثلاثية هنا، قد تتألف هذه المنظومة الثلاثية من تركيا ومصر وإيران”، مضيفا أن ”هناك منظومة ثانية قد تتكون من تركيا وروسيا وإيران، وثمة منظومة ثالثة قد تضم تركيا ومصر والسعودية”.
وتأتي المبادرة التركية لتجاوز معارضة السعودية لمشاركة إيران في محادثات رباعية دعت إليها مصر في وقت سابق.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن عملية عسكرية على سوريا، لمنع سقوط الأسلحة الكيماوية التي يملكها نظام الرئيس بشار الأسد في أيدي ما وصفها بالجماعات المتشددة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت أن نتنياهو صرح - خلال استقباله سفراء دول الاتحاد الأوروبي - بأن إسرائيل تدرس شن هذه الحرب إذا وقعت الأسلحة الكيميائية في أيدي منظمات ”إرهابية”. وعلى صعيد جهود المعارضة في التوحد، قالت مصادر في المعارضة السورية إن المناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد اتفقوا على تشكيل قيادة مشتركة للإشراف على معركتهم للإطاحة به. ويهدف القرار - الذي اتخذه عشرات المعارضين ومنهم قادة الجيش السوري الحر في اجتماع داخل سوريا يوم الأحد - إلى تحسين التنسيق العسكري بين المقاتلين، وإنشاء قيادة واحدة يأملون أن تكون القوى الخارجية مستعدة لتزويدها بأسلحة أقوى.
وقال مصدر في المعارضة لرويترز إن المؤيدين الأجانب ”يقولون لنا نظموا أنفسكم واتحدوا، نريد فريقا واضحا وذا مصداقية لنزوده بأسلحة نوعية”، وذكر أن قطر وتركيا هما القوتان الأساسيتان وراء التوصل إلى الاتفاق. وهذه أحدث محاولة للمّ شمل المعارضين المتشرذمين الذين يقاتل معظمهم اسميا تحت لواء الجيش السوري الحر لكنهم من الناحية العملية يعملون بشكل مستقل.
وقال منظمون إن المجلس الوطني السوري حدد الرابع من نوفمبر موعدا لعقد مؤتمر لتوحيد المعارضة في قطر. ومن المتوقع أن تتألف القيادة الموحدة للمعارضة من ستين عضوا يمثلون معظم العناصر التي تقاتل في سوريا.
ووصل أمس الإبراهيمي إلى لبنان في إطار جولته إلى دول المنطقة التي بدأها من السعودية، فتركيا وإيران والعراق ومصر، محذرا من خطورة بقاء الوضع على حاله في سوريا.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)