الجزائر

ترسيخ المرجعية الدينية الوطنية لمواجهة التحديات بالجزائر



عدم التحكم في شبكات التواصل الاجتماعي خطر على الأمةشدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، خلال إشرافه بعنابة على افتتاح الندوة الوطنية لإطارات وزارة الشؤون الدينية، على ضرورة السير على نفس منهاج آبائنا وأجدادنا لتعليم الأمة، والذي ينبني على الوسطية ومنهج النبي في الدعوة إلى الإسلام، وهو ما يعرف اليوم بالمرجعية الدينية الوطنية، قائلا بأنه يجب التأسيس لهذه المنظومة التي تبعد عنا الأفكار الوافدة والطروحات الواردة وعدم التشكيك في ثقافة الجزائريين وبأن البلاد خالية من العلماء والمفكرين والفقهاء.
وأضاف يوسف بلمهدي، أن الجزائر تزخر بقامات أهل العلم، حيث أن هناك خصوصية عند العالم الجزائري الذي يكره التعالي والتعاظم، عكس الكثيرين والذين جاءوا ببعض الأفكار الواردة والوافدة، ولبسوا معطف الكبر، لأنهم أخذوا ذلك من مدارس كانت تعاني وتقول بأن العلم لديها وفقط.
يوسف بلمهدي أكد بأن المرجعية الدينية الوطنية انصهرت مع ميثاق أول نوفمبر والذي تصالحت عليه القوى الوطنية، مشيرا إلى أن الدين والوطن وجهان لعملة واحدة، بحيث لا يمكن فصل الدين عن الوطن والعكس، وأفاد بأن الأئمة سيعملون على ترسيخ هذه المرجعية وتثبيتها، وبأن هذا المشروع سيكون ماثلا بين أيديهم حتى لا يزايد شخص عن بلدنا ووطننا فيزعم أن له حق في أن يقود فئات من الناس في بيوت الله من خارج البحار أو بآلات التحكم أو الوسائط الاجتماعية، قائلا بأنه يجب مواصلة رفع التحدي ولذلك عملوا على إدراج ضمن الندوة الوطنية ورشة «كيفية تطوير واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي»، على اعتبار أنه إذا تم تفويت بعض الأمور ستكون خطرا على البلد والأمة والأسرة والأبناء، لذا يقول يجب أن يكون عملنا متكيفا مع التطور الحاصل.
ودعا الوزير إلى العمل على الحفاظ على هوية الشعب الجزائري ومرجعيته وتاريخه، وكيفية تطوير آليات التواصل الاجتماعي واستخداماتها، على اعتبار أن المجتمع اليوم له إدراك كبير بهذه الوسائط والتي أصبحت تؤثر فيه، وعليه أن يكون أكثر وعيا بما يتم تداوله من خلالها، حيث أن لها صفة المعتدي والمشكك والمرتزقة، وقال «نريد أن نحصن أبناءنا من المنتوج الذي يسئ لنا»، كاشفا في سياق حديثه بأنه لا يوجد هناك تضييق على الحريات ولا نأمر الإمام بما يجب أن يقدمه على أن تكون كلمته فيها البناء وليس التشهير.
الإمام بحاجة إلى قانون رادع لحمايته
وعن مشروع تجريم الاعتداء على الإمام قال يوسف بلمهدي بأنه على طاولة الحكومة، وبأن أسرة العدالة تقوم بواجبها، مؤكدا بأنه راسل وزير العدل حافظ الأختام عن انشغال القطاع في وجوب إعادة تفعيل ما يسمى بقانون تجريم الاعتداء على الإمام، كونهم يريدون حمايته من كل من يتطاول عليه، وبأنه يحتاج إلى قانون رادع يحميه، على اعتبار أن المشاريع الواعدة التي ينادي بها شبابنا ومجتمعنا الذي يتوق إلى التغيير الايجابي والسلمي، والتغيير الذي يصنع مستقبل أبنائنا يكون بتوجيه من أهل الفكر والعلم والنخبة، والذين تربوا على مائدة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
من جهة أخرى، أفاد الوزير بأنهم مع نداء الوطن الذي يوحد الصفوف، والكلمة الجامعة، مضيفا بأن الإمام يلعب دور المرافق، كما أنه يلبي انشغالات الجميع، وهو يعرف رسالته، قائلا بأننا نعالج مشاكلنا لوحدنا وسنخرج من أزمتنا لوحدنا دون أي تدخل أجنبي في شؤوننا الداخلية.
ويرى بلمهدي بأن الإمام بحاجة إلى تحسين التكوين، وإضافة الجديد في حياته، على اعتبار أن الإنسان يتعلم دوما، وكلما اتسعت دائرة علمه اتسعت دائرة جهله، مفيدا بأنه يجب منح الإمام قوة الإيمان والحجة، كونه لدينا علماء أكفاء بإمكانهم الاجتهاد في عديد المسائل دون اللجوء إلى الآخر، وأكد على أن هناك تحديات كبرى تمر بها الجزائر، مما يستدعي أن نكون على قدر التحدي والمسؤولية، كون ن الإمام حسب الوزير معني بمشاكل هذا المجتمع وهو أكثر استيعابا لما يحدث حوله.
في الأخير، قال بلمهدي بأنهم يعملون على تحسين أداء الإمام، ويدعون إلى المزيد لأن يكون أكثر راحة في أداء مهامه وإنتاجه على أعلى مستوى، مؤكدا بأنه وجد أذانا صاغية من الحكومة الجزائرية لإعانة القطاع والوقوف إلى جانبهم، بهدف النهوض بالجزائر ورفع درجة وعيها، وجعل الإمامة سببا من أسباب البناء والرقي وسلما تصل به الجزائر إلى بر الأمان.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)