ترتيب القيم الشخصية-حسب تقسيم سبرانجر- لدى هيئة التدريس الجامعي الجزائري

لا شك في أن المجتمع الجزائري وكغيره من المجتمعات يمر خلال السنوات الأخيرة بمرحلة تغير على نطاق واسع، يبدو هذا في التغير الذي حدث على المحيط والإمكانيات ونمط معيشة الأفراد وقد طال هذا التغير النسق الثقافي فثقافة المجتمع ليست محصنة ضد التغير والتبدل، لكن قد يلاحظ أن حجم وسرعة التغير في الجوانب المختلفة للثقافة ليست واحدة، وأن استجابات الأفراد للتغير ليست متساوية، فحين يقبل بعض أعضاء نفس المجتمع على القيم الجديدة، يحرص آخرون على التمسك بالقيم القديمة، وهذا بالطبع قد يتوقع منه وكما حدث في مجتمعات أخرى أن تكون سرعة التغير في مجال القيم أكبر من مقدرة بعض أعضاء المجتمع على التكيف والتوافق السليم مع ما قد يشار إليه بنظام حياة جديدة، و بعبارة أخرى قد يفشل بعض أعضاء المجتمع في مسايرة نمط التغير في نسق القيم، إذ لا يستجيب الجميع لتغير القيم بنفس الكيفية، و قد يقود كل هذا إلى أن يفشل البعض في التعرف على القيم المناسبة، وهنا قد تضطرب الأمور، وتظهر على السطح أشكال كثيرة من أنماط السلوك التي تبدو وكأنها صادرة عن حالة من حالات الارتباك وسوء التوافق والاضطراب في التمييز بين المشروع والممنوع . و لكون المؤسسات الجامعية مجتمعات علمية تهتم بالبحث عن الحقيقة وخدمة المجتمع وتسعى إلى تحقيق أهدافها، وبلوغ غاياتها والوصول إلى المكانة العلمية المتميزة ، من خلال ما تقوم به من مهام ، وما تؤديه من وظائف بأعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية معتمدة في ذلك على مجموعة من الركائز والدعائم ، لعل أهمها أعضاء هيئة التدريس، حاولنا ومن خلال هذا العمل: ترتيب القيم الشخصية لدى هيئة التدريس الجامعي الجزائري أن نسلط الضوء على هاته الدعامة،وذلك من خلال محاولتنا الكشف عن هذه القيم، ولأجل ذلك، فمقالنا هذا يهدف للإجابة عن التساؤل المركزي الآتي: مـــا ترتيب القيم الشخصية لدى الأستاذ الجامعي الجزائري؟