يبقى عبد الكريم بن يلس من أقدم المدرّبين في البطولة الجزائرية، حيث صال وجال في مختلف الميادين. ويكشف، في هذا الحديث الذي خص به ''الخبر''، كيف كانت بدايته مع التدريب، وحبّه لهذه المهنة الذي جعله يتربّص مع مدرّبين عالميين،
ليبقى حلمه إنشاء مدرسة كروية ومتابعة تدريبات ريال مدريد ونادي برشلونة.
بداية ابن مدينة تلمسان، وهو من مواليد 1944 ، كانت مع ''رسينغ'' تلمسان، قبل أن يتحوّل إلى الوداد في صنف الأواسط، ثمّ الارتقاء إلى الفريق الأول وهو لم يتجاوز ال17 سنة، حيث لعب بجانب العديد من النجوم في ذلك الوقت، قبل أن يتوقّف عن اللعب بداية السبعينيات، وعمره لم يتجاوز ال25 سنة، بسبب تعليمة الوزارة، التي كانت تبحث عن إطارات قصد الإشراف على الفرق الجهوية.
تربّص في ألمانيا رفقة مقداد ورمضاني وإيبرير
وقد كان بن يلس أصغر مدرّب له الشرف، في بداية السبعينيات، للتنقل إلى ليبزيج بألمانيا لإجراء تربّص للحصول على شهادة مدرّب تقني سامي، حيث كان رفقة بعض الأسماء المعروفة في صورة مقداد، ايبرير، رمضاني، فليل ومغفور، حيث سمح له هذا التكوين بأن يبدأ مشواره الكروي كمدرّب وعمره لم يتجاوز 27 سنة، عندما اضطر، عام 1971، لتعويض حاج بريكسي في وداد تلمسان بسبب النتائج السلبية. وتمكّن، في مرحلة العودة، من حصد كل النقاط بتلمسان ولم يخسر سوى مع العملاق بلوزداد بهدف دون مقابل، لكن الوداد سقط وتمكّن من إعادته إلى حظيرة الكبار بعد موسم واحد.
''خسرنا النهائي أمام الحراش في غرف الملابس''
وقد تمكّن بن يلس، في موسم 7473، من إيصال فريقه إلى نهائي كأس الجزائر، وعمره لم يتجاوز 30 سنة، عندما واجه اتحاد الحراش، الذي كان يدرّبه زميله بهمان عبد القادر رحمه الله. ويتذكّر كيف تمكّن الوداد، في ذلك الموسم، من أن يقصي فرق اختصاصية في الكأس، على غرار وفاق سطيف، مولودية وهران وشبيبة القبائل، ليصل للنهائي ويخسر، ''بسبب وعود مسيّرين لم تجسّد، حيث كان من المفروض أن يتلقّى كل لاعب مبلغ 2500 دينار، والتي تمثّل منح التأهّل في كل الدور، وهو ما يفسّر عدم قدرتنا على تجاوز الحراش، التي كانت في متناولنا، حيث خسرنا اللقاء في غرف تغيير الملابس''.
''أمام بني ثور اعتمدت على 8 لاعبين من الأواسط''
وفي تعليقه عن الأسباب التي كانت وراء عدم نيله لكأس الجزائر مع الوداد عام 2001، قال بن يلس إن الغيابات، بداعي الإصابات والعقوبات: ''جعلتني أُقحم ثمانية لاعبين من صنف الأواسط، لكن الحظ ابتسم لشباب بني ثور، الذي نال الكأس، رغم أننا تمكّنا في الدور نصف النهائي من تجاوز شبيبة القبائل، بعد أن فزنا عليهم برباعية كاملة''.
كان وراء صعود عدة فرق وافتخر بوصفه ''اختصاصي الصعود''
وقال بن يلس إنه يفتخر بوصفه اختصاصيا في صعود بعض الفرق التي درّبها في صورة وداد تلمسان واتحاد بلعباس ومولودية سعيدة وحتى شباب باتنة، حيث قال ''ما يزيد حلاوة هذه الإنجازات هي أنّ جلّ الفرق، عندما كنت أتفاوض معها، لم يكن هناك شرط تحقيق الصعود، لكنّي تمكّنت من رفع التحدّي''.
''تمّ اختياري كأحسن مدرّب في البطولة المغربية''
كما كانت لبن يلس تجربة في المغرب، عندما درب مولودية وجدة لعدة مرات، ''وأحسنها تبقى في موسم 9493، عندما تمكّنت من الوصول بهذا الفريق إلى الصف الثاني، بعد الرجاء البيضاوي، حيث شاركنا في كأس إفريقيا. ليبقى الإنجاز الذي أفتخر به هو اختياري كأحسن مدرّب في البطولة، بالنظر إلى مشواري مع مولودية وجدة، حيث كرّمتني الاتحادية المغربية بحضور كأس العالم التي جرت في 1994 بالولايات المتحدة''.
''كنت قادرا على تدريب المنتخب الوطني الأول''
وكان بن يلس يأمل ويحلم بتدريب المنتخب الوطني، أو، على الأقل، أن يكون في الطاقم الفني، على اعتبار الشهادات التي كان يمتلكها بالمقارنة ببعض التقنيين الذين درّبوا المنتخب دون تحقيق النتائج. لكن في المقابل، أكد أنه سبق له وأن درّب منتخب الأشبال سنة 1974، ''وحققنا بطولة المغرب العربي، حيث أشرفت على كل من بلومي، مرزقان، ماجر، وأسماء أخرى تمكنت من الارتقاء إلى المنتخب الأول. كما كانت لي تجربة مع منتخب الأواسط وكانت تجربة مفيدة. ويبقى الحلم الذي لم يتحقّق هو أنّني لم أتمكّن من الإشراف على الثلاثي العاصمي بلوزداد، اتحاد الجزائر أو مولودية الجزائر''.
''خضعت للتكوين في بعض المدارس من جيبي الخاص''
رغم اعترافه بأنه مع اتحادية الجزائرية، تمكّن من إجراء بعض التربّصات التابعة ل''الكاف''، مثلما حدث في السنغال أو كليرفونتان بفرنسا أو بنيجيريا، ''إلا أنّني كنت أضطر للخضوع للتربّصات من جيبي الخاص، حيث أجريت تربّصا في دورتموند، وكان بجانبي اللاعب الشهير والذي يشغل منصب المدير الفني لبايرن ميونيخ الألماني ماتياس سامر. كما حضرت، لمدة أسبوعين، تدريبات نادي باريس سان جرمان وليون ومارسيليا، حيث كنت أريد دائما معرفة التقنيات الجديدة للتدريب لمختلف المدارس''.
''حلمي أن أحضر تدريبات مورينيو وفيلانوفا وإنشاء أكاديمية لكرة القدم''
يبقى حلم بن يلس، الذي يتجاوز 68 سنة، والذي كان وراء عودة ''المكرة'' إلى حظيرة الكبار هذا الموسم، هو التنقّل إلى مدريد، والمكوث لمدة أسبوعين لمتابعة طريقة تدريب البرتغالي مورينيو، وكذا مدرب برشلونة فيلانوفا، مع التأكيد على أنه مازال يأمل في تدريب الفرق، ''مادام أنّني قادر على العطاء''، لتبقى أمنيته إنشاء أكاديمية في تلمسان، حتى يكتشف المواهب التي تدعم المنتخبات الوطنية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 00/00/0000
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ايتشعلي
المصدر : www.elkhabar.com