انطلقت مساء يوم الأربعاء بتميمون ولاية أدرار، فعاليات المهرجان الوطني الثقافي أهليل في طبعته العاشرة، وهذا بمشاركة 33 فرقة تمثل مختلف طبوع هذا التراث العالمي الذي صنفته اليونسكو ضمن الروائع اللامادية العالمية.وأشرف على حفل الافتتاح والي ولاية أدرار، مصطفى ليماني، بمسرح الهواء الطلق بحضور السلطات المحلية والمثقفين والفعاليات الجمعوية وجمع غفير من المواطنين والسياح ومحبي هذا اللون التراثي، في الطبعة التي تحمل اسم المرحوم الدامهمي، وهو أحد شيوخ أهليل تكريما لإسهاماته في خدمة التراث، وقد ارتدت الواحة الحمراء ألوانها الاحتفالية خصوصا وأنه متزامن والموسم السياحي بالإقليم وشهد وسط المدينة استعراضات فلكلورية واسعة استقطبت الجمهور.وكشف محافظ المهرجان، أحمد جولي، في حوار لإذاعة أدرار الجهوية، إن الاحتفالات تعرف إقبالا كبيرا للزوار، وسطرت المحافظة ورغم غياب الاعتمادات المالية هذه السنة برنامجا يتضمن محاضرات لأساتذة وباحثين متطوعين بمكتبة المطالعة العمومية حول هذا السماع الموسيقي العريق وسبل الحفاظ على قصائده وأهمية هذه المواعيد الثقافية في الترويج الإعلامي والسياحي.ويتغنى ”أهليل” الموروث الشفهي العالمي بالقصيد الصوفي بالأمازيغية الزناتية، بالاعتماد على موسيقى خاصة، وهذا بفضل فرق رجالية ونسائية صنفته اليونسكو سنة 2005 ضمن 43 من روائع التراث الشفهي اللامادي العالمي.وينتشر هذا النوع من الفنون، في منطقة ڤورارة المقاطعة الإدارية لتيميمون الواقعة شرق أدرار، حيث يرى البعض أن التسمية مشتقة من ”أهل الليل” باعتبار أنه يؤدى في الليل، بينما ربطها البعض الآخر بالهلال، ويذهب آخرون إلى أن الكلمة جاءت من التهليل لله ومن عبارة ”لا إله إلا الله”، وهناك عديد الرؤى المختلفة في هذا المجال مثلما أبرزه الباحث عبد الكريم بن خالد.ويشترك في أداء أهليل، النساء منفردات أو الرجال، وهم واقفون يرددون نفس الكلمات مع مرافقتها بالتصفيق، وهناك نوعان من هذا الفن يطلق على الأول اسم تقرابت، ويُؤدى جلوسا بآلات موسيقية خاصة في المناسبات الدينية، والثاني هو ”أهليل” ويؤدى وقوفا.وساهم المهرجان الثقافي أهليل الذي انطلق سنة 2007 في إعادة بعث هذا الموروث وولدت عديد الجمعيات الفنية تشمل فرق النساء والرجال والأشبال في الحفاظ عليه، بالإضافة إلى مشاركاتهم في مهرجانات وطنية ودولية، وصار أهليل هو صورة ڤورارة وسفير المنطقة ثقافيا.وأدرجت منظمة اليونسكو أهليل ڤورارة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للبشرية، وصيانة لهذا التراث الغنائي انتظم في شهر جانفي 2007 المهرجان الأول بتيميمون، كما تمّ إطلاق جائزة لأحسن بحث أكاديمي حول هذا التراث الفني الأصيل وجائزة أخرى لجامع أكبر عدد من قصائد الأهليل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/12/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com