الجزائر

تدوير مياه الصّرف الصحي..الحل الأمثل



تعاني الجزائر على غرار كل دول المعمورة من تفاقم أزمة الجفاف، وتمدد أضرارها إلى قطاعات اقتصادية وتنموية أساسية، دفعها إلى اتخاذ خطوات عملية لاحتواء المخاطر المستقبلية المحتملة، والاستفادة من تكنولوجيات معالجة مياه الصرف الصحي الهائلة المهدورة في هذا الجانب؛ إذ لم يمنع تمتعها بأكبر خزان مائي جوفي متجدد في العالم، حباها الله سبحانه وتعالى به بأعماق صحراء جنوبها الشرقي، من المبادرة بالبحث في مسألة تدارك مشكلة الأمن المائي قبل حدوثها للأجيال القادمة.رغم أهميتها المباشرة في مجال الرّي الزراعي، تُشير المصادر إلى أن استغلال المياه العادمة المصفاة يمس أيضا كثيرا من القطاعات مثل الأشغال العمومية والبناء، وسقي الغابات والمساحات الخضراء السياحية بالمدن، والإنتاج الصناعي الخفيف والثقيل، ومكافحة الحرائق في المناطق الداخلية البعيدة عن الشواطئ، غسيل السيارات والشاحنات وغيرها، كما سخّرته بعض الدول المتقدمة في السنوات الأخيرة لشرب البشر من دون ظهور أيّ مضاعفات صحية، لكن بتكنولوجيات وتجهيزات أعلى وأكثر تعقيدًا.
وما يزيد من فرضيّة نجاح برامج الحكومة في مجال تدوير مياه الصرف الصحي، هو المشاريع المُنفّذة في العديد من البلدان السابقة بالاستثمار في هذا المورد قبل عقدين من الزمن، التي أثبتت تجاربها الميدانية إمكانية استدامة الماء بشكل يضمن إمداده لمختلف الاستعمالات اليومية، وهذا الأمر يجعل الاستفادة من الخبرات التراكمية للدول المعنية أمرًا حتميًا، لكي تتجنب الهيئات المخولة بالإنجاز محليا الوقوع في اختلالات أثناء عملية التنفيذ، وكذا تلافي أي تأخير في تجسيد المخططات ذات الصلة بالموضوع.
وفي اجتماع سابق لمجلس الوزراء، أسدى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمرًا بزيادة قدرة تصفية المياه العادمة واسترجاعها، وتحديد استغلال 60 بالمائة من الكمية المنتجة كهدفٍ للعملية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)