الجزائر

"تدهور الوضعية الأمنية في الساحل شل النشاط السياحي في الجزائر" قال إن التبعية للسياحة الاستقبالية "خطر" يهدد القطاع، بن مرادي يعترف




اعترف وزير السياحة والصناعة التقليدية، محمد بن مرادي، أمس، بأن التبعية المطلقة للاقتصاد المحلي والوطني تجاه السياحة الاستقبالية يشكل خطرا يستدعي تداركه والعمل على إيجاد البدائل للتخفيف من حدّته، في إطار المحافظة على سيرورة الحركية السياحية واستقرار النشاط الاقتصادي المرتبط بها في كل الظروف.
وقال الوزير، بمناسبة افتتاح الطبعة الرابعة لمهرجان السياحة الصحراوية بولاية أدرار، إن السياحة الاستقبالية غير مستقرة، بسبب تفاعلها مع الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية والصحية التي يعرفها العالم مؤخرا، ولم يخف تأثير الأزمة الأمنية في منطقة الساحل، حيث أدت إلى شلل الحركية السياحية في هذه المنطقة بصفة شبه كلية، بالإضافة إلى التراجع الذي يشهده النشاط السياحي في بعض البلدان العربية والأوروبية جرّاء الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية، مع كل الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية المترتّبة على ذلك خصوصا بالنسبة للمناطق والأهالي المستقبلة للسياح.
وشدد المتحدث على أن هذه المعطيات تدعو الجميع إلى التفكير في الحلول التي تتيح التحكم في هذه الإشكالية وإيجاد الآليات التي تجعل الحركية السياحية بالجزائر وبالمناطق الصحراوية على الخصوص في مأمن عن تقلبات الأسواق العالمية، من خلال تشجيع التدفقات السياحية الداخلية نحو هذه الأقطاب، مؤكدا على توفر الإرادة السياسية من أجل تحقيق ذلك، فضلا عن فتح نقاش مباشر وهادف بين كل الفاعلين ذوي الصلة بالموضوع، على غرار محترفي الفندقة والأسفار، بغرض اقتراح آليات عملية وملموسة للشروع في حملة ترويجية وتسويقية تحثّ الموطنين وتقنعهم ببرمجة عطلهم في المناطق الصحراوية، بداية من الموسم السياحي المقبل.
وذكر بن مرادي أن دائرته الحكومية تلاحظ انكماشا صريحا للطلب الداخلي خارج موسم الاصطياف، سواء تعلق الأمر بالمناطق الداخلية أو المناطق الصحراوية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من مليوني جزائري يقضون عطلهم خارج الوطن، وأرجع السبب إلى غياب عروض سياحية قادرة على إقناع المواطنين، بالإضافة إلى ضعف الحملات الترويجية وبرامج الترقية والتسويق، التي تعمل على تعريف المواطنين بفرص قضاء العطل داخل الوطن، وعلى وجه الخصوص بالمناطق الصحراوية، وغياب ثقافة تقسيم العطل واستغلالها على طول السنة لدى العائلة الجزائرية.
وأشار الوزير، في سياق التأكيد على هذا القطاع كمورد، إلى أن السياحة العالمية قد سجلت لأول مرة في تاريخها، أزيد من مليار سائح وألف و200 مليار دولار كعائدات، حيث يؤكد الخبراء على ضرورة تطوير السياحة الداخلية وجعلها قاطرة لتنمية السياحة الاستقبالية، لتفعيل دور السياحة في دعم الحركية التنموية المحلية، خصوصا في مجال خلق الثروة ومناصب الشغل، الاستجابة لحق المواطن في السفر وقضاء العطل داخل الوطن، والاستجابة إلى الطلب الداخلي المعتبر وتثبيت أكبر عدد ممكن من الجزائريين على مستوى الأقطاب السياحية الوطنية بهدف دعم وتنشيط الاقتصاد المحلي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)