الجزائر

تدافع خطير لأمهات يحملن رضعهن أمام العيادات الطبية في خميس مليانة


أدت ندرة لقاحات الأطفال التي تهدد العشرات من الرضع عبر تراب ولاية عين الدفلى، إلى انفجار الوضع في مدينة خميس مليانة، في أعقاب تزاحم الأمهات رفقة رضعهن يوم الخميس الماضي أمام القاعة متعددة الخدمات الطبية بحي السلام وسط المدينة ذاتها، حيث تعالت صيحاتهن وملأ الصراخ فضاء القاعة، أملا في الحصول على جرعات من اللقاح قبل نفاد مخزونه. وحسب مصدر عليم، فإن الوضعية الصعبة التي تعاني منها العشرات من العائلات بالمدينة ذاتها تعود إلى شهر مارس الأخير وأن جميع الجرعات الموزعة لم تكف الطلبات العديدة التي تتدفق يوميا على المصالح الطبية بذات الهيكل الصحي، لافتا إلى أنه تم توزيع 250 جرعة من اللقاحات المضادة للدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي لكنها غير كافية ولا تلبي عدد الطلبات، ما عجل بكثير من العائلات إلى التدافع أمام أبواب العيادة رغبة في الحصول على جرعات كافية لرضعهن. ويبدي المصدر توجسا غير مسبوق من احتمال وقوع اضطرابات لا حصر لها في قادم الأيام، في ظل استمرار شح لقاحات الأطفال والرغبة التي تحذو العائلات في الحصول الفوري على اللقاحات المطلوبة بكثرة موازاة مع الأجواء الجليدية التي تطبع مناخ الجهة بأكملها. وتشير المعطيات إلى أن الهيكل الصحي المذكور يتوافد عليه ما يقرب 100000 ساكن في المدينة لأجل تطعيم أطفالهم وأنه الوحيد القادر على توفير هذه الخدمات الطبية. وقد سببت أزمة لقاحات الأطفال في حدوث اشتباكات عنيفة اندلعت بين مستخدمي العيادة وأولياء الرضع فور تبليغهم بعدم وجود مثل هذه الأدوية المطلوبة بكثرة في هذا الموسم البارد كما هو الحال لحادثة الخميس الماضي التي استدعت تدخل مصالح الأمن الحضري لفك اشتباك وقع بين مستخدم وأحد الأولياء عند إبلاغه بعدم توفر اللقاح، هذا الوضع الصعب الذي أملى بمضاعفة الحراسة الأمنية بالمرفق الصحي مخافة وقوع مالا يحمد عقابه، مرده إلى تدافع العائلات في أوقات مبكرة وسط برودة قارسة أمام بوابة الهيكل حاملات رضعهن لأخذ لقاحات مضادة للتيتانوس والديفتيريا، وتشعر العائلات بقلق واسع مخافة وقوع مضاعفات صحية لرضعهن بسبب استمرار ندرة اللقاحات وعجز المصالح الطبية القضاء على هذه المشكلة التي تؤشر على أيام عصيبة قد تؤدي إلى انفجار الوضع في المنطقة، على هذا النحو قال رئيس مصلحة الطب الوقائي، “نحن نواجه وضعا صعبا للغاية” وأن الأيام القادمة ستتصاعد موجة غضب العائلات التي لم تنل حقها من التطعيم وبالتالي ستكون العيادة أمام خيارات خطيرة إما توفير اللقاحات أو مواجهة الوضع بكامل مخاطره باعتبار أن عديد المواطنين لا يقبلون سوى الحصول على اللقاحات. في سياق ذي صلة بالموضوع، تحدث بعض الآباء أنهم عادوا خاليي الوفاض إلى منازلهم يوم الخميس، مما سيعرض رضعهم إلى مخاطر صحية إذا لم يتم تطعيمهم في الساعات القليلة القادمة.
إلى ذلك، استغرب أعيان المدينة بشدة صمت الفعاليات السياسية ونواب البرلمان عن الولاية وعدم تحركهم لنقل الانشغال إلى الجهات الوصية لتفادي وقوع كارثة صحية في خميس مليانة ومراجعة سياسة الطب لوقائي في الوطن أمام عودة الأمراض القديمة إلى الظهور مجددا وغياب آليات مرنة للقضاء على ندرة لقاحات الأطفال.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)