نظم رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما والفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، والوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون أمس، ندوة عن بعد لبحث الموقف العسكري والإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة الخطر الذي أصبح يشكله تنظيم الدولة الإسلامية على مصالحهم الاستراتجية في منطقة الشرق الأوسط.وبادر الرئيس الامريكي الى تنظيم هذه الندوة عبر الساتل بعد أن تيقن بفشل خطته العسكرية التي اعتمدها لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في ظل مواصلة مقاتلي هذا التنظيم زحفهم على الأهداف التي وضعوها نصب أعينهم من اجل إتمام مشروعهم بإقامة دولة إسلامية في العراق وسوريا.ولم يخف الرئيس باراك اوباما، الذي يتعرض منذ عدة أسابيع لسيل من الانتقادات حتى داخل الولايات المتحدة على خلفية استراتيجيته، تخبطه في كيفية التعاطي مع تسارع الأحداث التي فرضها تنظيم "داعش" في هذين البلدين الى درجة جعلته يعترف أمس، انه "جد قلق" على مستقبل مدينة كوباني السورية على الحدود التركية، والتي سيطر الجهاديون في تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء كبيرة منها وهم يتأهبون لفرض سيطرتهم النهائية عليها.وحتى وان مكنت عمليات القصف الجوي المكثف التي استهدفت مواقع التنظيم في عدة جبهات في هذه المدينة الاستراتيجية وعرقلت تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية لضم مناطق أخرى فيها إلا أن القناعة لدى مختلف العواصم الغربية أجمعت على أن الاستراتيجية المنتهجة الى حد الآن لم تسمح بتحقيق الأهداف المرجوة منها بدليل المعارك الضارية التي يخوضها التنظيم، ولم تنكسر شوكته في هذه المدينة التي اندلع القتال للسيطرة عليها منذ 16 سبتمبر الماضي.وأكد استقدام تعزيزات إضافية من عدة مدن سورية الى مدينة عين العرب كوباني درجة الإصرار لدى تنظيم الدولة الإسلامية على إخضاع هذه المدينة بالنظر الى أهميتها الاستراتيجية على الحدود التركية.وجاءت دعوة الرئيس الامريكي لعقد هذه الندوة عن بعد مباشرة بعد اجتماع ضم أول أمس، قادة جيوش 22 دولة منضوية ضمن التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية بقاعدة "اندرو" التابعة لسلاح الجو الامريكي بالعاصمة واشنطن، وحرص الرئيس اوباما على حضورها.وقيم جنرالات هذه الجيوش خلال الاجتماع الأول من نوعه الوضع الميداني العام وتكتيكات الحرب المطبقة والاستراتيجية الواجب انتهاجها لإضعاف هذا التنظيم المسلح في مرحلة أولى، قبل القضاء عليه في مرحلة لاحقة في مهمة تبدو مجرد أماني لن يكتب لها التحقق على ارض معركة يتأكد كل يوم أنها ستكون دامية.واستغل الرئيس الامريكي انعقاد هذه الندوة للقول محذّرا أن الحرب ضد الدولة الإسلامية ستطول وذهب الى ابعد من ذلك عندما أكد أن استراتيجية التحالف ستعرف انتكاسات مؤكدة في مواجهة مقاتلي التنظيم المسلح.وهو ما اعترف به الناطق باسم البنتاغون العقيد ستيفن وارن، الذي أكد أن المعركة في مدينة الانبار العراقية وهي صورة مصغرة لما يجري في العراق كما في سوريا صعبة أمام مقاتلين يتحركون بكل حرية مما مكنهم من إحكام قبضتهم على عامرية الفلوجة آخر مواقع الجيش العراقي في هذه المحافظة السنّية المحاصرة في غرب العراق بشكل يكاد يكون نهائيا.ولم تخف الادارة الأمريكية رغبة صريحة للعمل من اجل تفادي هذه الانتكاسات بجهد دولي إضافي يبقى تحديد طبيعته لاحقا، وان كانت كل المؤشرات توحي أن الموقف سائر باتجاه الاتفاق على إرسال قوات برية.ولكن الإشكال الذي وقع فيه الرئيس اوباما والقادة الغربيون الذي وافقوه على عمليته العسكرية يبقى من من هذه الدول يقبل بإرسال جنود بلاده الى مستنقع أكدت كل تصريحاتهم انه سيطول، وان المعركة مازالت في بداياتها وان من دخوله ليس من السهولة الخروج منه، وقد أكدت التجربة الأفغانية والعراقية ذلك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م مرشدي
المصدر : www.el-massa.com