تونس اليوم تحتفل بثورتها التي ساهمت في إرساء قواعد قوية ومتينة لدولة ديمقراطية تحترم إرادة شعبها، التي وقفت ضد أي مؤامرات أو دسائس ضد وحدة ترابها وأمنها، ولن تنتصر تونس الخضراء لنفسها دون مشاركة فعّالة للمرأة التي رفضت أن تكون مجرّد ورقة رابحة في يد السياسيين، خرجت إلى صناديق الاقتراع لتختار رئيسها الذي ترى فيه الحل للخروج بتونس إلى برّ الأمان، خرجت وهي تحمل على أكتافها مستقبل أجيال كاملة زرعت فيهم حب الوطن بعيدا عن المصلحة والحسابات الضيّقة.هي الأصل دائما لأنّها المنبع الذي يروي الأبناء بديهية «حياة المرء بحياة وطن»، ولن تكون تونسية دون أن تعكس في إخلاصها ووفائها للأرض القلب الذي تلوّن بحمرة وبياض في تناغم كامل، لتصبح بذلك المعادلة الصّعبة التي صنعت الفارق دائما في تونس، وبين أم وبنت وزوجة كانت تطلّعاتها دائما وأبدا تنتهي عند نقطة واحدة هي «تونس»، في بساطة صنعت بعد الثورة معجزات الإصرار على الحلم، والسعي إلى تحقيق الأهداف التي خرج من أجلها التونسيون في 2011.
المرأة التونسية إذا العطر الخالد الذي زاد المجتمع التونسي تماسكا واتحادا لأنّها من تزرع بذرة الأخوّة داخل الأجيال المتعاقبة، هي من تسقي الوطن في قلوبهم ليزهر حبّا ووفاءً وديمقراطية التي شهدها العالم هذا الأسبوع بإجراء انتخابات ناجحة على جميع المستويات، ما جعل تونس تنبعث من جديد من تحت رماد الإرهاب، الذي لم يخف نساءها قبل رجالها وخرجوا جنبا إلى جنب نحو مراكز الانتخاب، لأنّ تونس كانت دائما أولا وأخيرا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/10/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ف كلواز
المصدر : www.ech-chaab.net