مثّل العمل كممارسة إنسانية متميّزة موضوعا لتصوّرين مختلفين وربّما متناقضين. الأول نجد أصوله عند هيجل وماركس الشاب ومعناه أن العمل لا ينفصل عن الإنسان باعتباره خاصيته النوعيّة وعنوان انسانيّته. وأما الثاني فإنه يعرّف العمل كنشاط اقتصادي صرف تحكمه مقتضيات النجاعة وتحدّده القيم الإقتصاديّة. قد تحيل فكرة إنسانيّة العمل إلى نزعة إنسانويّة ذات طابع نقدي من حيث أنها تتعارض مع واقع العمل في إطار الرأسماليّة العالميّة أو العولمة الرأسماليّة. هل بالإمكان فهم ظاهرة العمل حسب مقتضيات العقلنة الإقتصاديّة أم أنّ العمل كنشاط نوعي لا يفهم إلاّ حسب منطق أخلاقي؟.
هدفنا في هذا المقال هو أن نبيّن أنّ تحوّلات العمل في العصر الإمبريالي من شأنها أن تدفع إلى التفكير وإلى تكريس معنى جديد للمواطنة يقوم على التأليف بين الحقوق الإقتصاديّة و الإجتماعيّة حسب نمط جديد للوجود البشري يقطع مع الرأسماليّة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/05/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - منوبــي غبّاش
المصدر : مقاربات فلسفية Volume 1, Numéro 1, Pages 37-50 2014-01-03