"تحليل أداء التجارة الخارجية العربية لدول الخليج و فق نموذج الجاذبية"

إن للتجارة الخارجية دوراً مهماً وكبيراً في اقتصاديات الدول إذ أكدت اغلب نظريات التنمية على هذا الدور. ونتيجة لتعاظم مكانتها وخاصة بعد ظهور المدارس الاقتصادية التي نادت بحرية التجارة على المستوى الدولي فقد ظهرت العديد من النماذج الاقتصادية لوصف تدفق التجارة الخارجية ومعرفة العوامل المؤثرة عليها ومن بين تلك النماذج نذكر نظرية هكشر أولين و نظرية اختلاف الأذواق و نموذج الفجوة التكنولوجية ونموذج الجاذبية . كما يحظى نموذج الجاذبية بأهمية بالغة في أدبيات الاقتصاد الدولي،حيث يجعل،( في شكله الأساسي)، التوقعات بشأن تدفقات التجارة مبنية على أساس المسافة التي تفصل بين الدول و التفاعل بين الأحجام الاقتصادية لهذه الدول. و يحاكي هذا النموذج قانون نيوتن للجاذبية الذي يعتبر أيضا المسافة و الحجم المادي بين كتلتين. و لاقى هذا النموذج نجاحا صريحا من وجهة نظر الاقتصاد القياسي، في حين تبقى مبرراته النظرية موضع خلاف واسع. نهدف إلى استعراض بعض أهم الاستنتاجات الناجمة عن استخدام نموذج الجاذبية لا سيم في ما يتعلق بالتدفقات التجارية في المنطقة العربية، حيث تطرقنا على التوالي إلي المبررات النظرية لنموذج الجاذبية ، ثم يتناول النموذج الموسع للجاذبية و دوره في تقييم أثر الاتفاقيات الإقليمية وأخيرا الخاتمة مع بعض التوصيات.