باشرت مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الجريمة المنظمة بالجزائر العاصمة، تحقيقات مكثفة حول إمكانية حصول شبكات التزوير والنصب والاحتيال على مصابيح الأضواء المنبهة، الخاصة حصريا بالأجهزة الأمنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني والأمن الرئاسي، وذلك عقب الإطاحة، لأول مرة، بعصابة من العاصمة استغلت مركبات فاخرة تم تزويدها بمنبهات زرقاء تم تهريبها من دول الجوار، استعملت لتمكين شبكات إجرامية من تجنب المراقبة عبر الحواجز الأمنية.
وضعت مصالح أمن العاصمة يدها على خيط العصابة، بعدما أطاحت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالسحاولة في العاصمة بشبكة وطنية خطيرة، متكونة من خمسة أشخاص، أربعة من الجزائر الوسطى والخامس من وهران، اختصوا في جرائم التزوير والنصب والاحتيال.
وقد عمد هؤلاء لاستعمال السيارات الفخمة المزوّدة بالمنبهات الضوئية، وتمكنوا من الإفلات من الرقابة بفضل المنبهات الضوئية (جيروفار) التي سهلت عليهم تجاوز الحواجز الأمنية عبر مختلف الولايات طيلة ثلاث سنوات.
وتتواصل التحقيقات حول إمكانية ارتباط أفراد الشبكة مع شبكات تهريب وتجارة العتاد الخاص بالأجهزة الأمنية، خصوصا أن الموقوفين تمكنوا من التلاعب بالعديد من الإدارات العمومية والمؤسسات الرسمية، كما استغفلوا أفراد الأمن في الحواجز الأمنية بالعاصمة والولايات المجاورة لها، مستهدفين الهيئات الرسمية والأفراد ورجال الأعمال. وكان مفتاح نجاح مخططاتهم الاحتيالية حصولهم على منبهات ضوئية خاصة فقط بجهاز الشرطة والأمن الرئاسي، إذ بفضل الأموال التي كانت بحوزتهم، اقتنوا تلك المنبهات المهرّبة من دولة مجاورة عن طريق وسطاء، وقاموا بانتقاء سيارات نوعية من طراز بيجو 407 و سكودا ، والظهور بالبدلات الأنيقة، متشبهين بأعوان الأمن المكلفين بحماية الشخصيات الرسمية.
وحسب مصادر على علاقة بالتحقيقات الجارية، فإن الإمساك بخيوط العصابة الأولى تم بناء على معلومات دقيقة حصلت عليها فرقة الشرطة القضائية بالسحاولة، حول التحركات المشبوهة لسيارات الأمن الرئاسي المزعومة، حيث تم إخضاع السيارات للمراقبة الدقيقة، تلتها عمليات تحر لأيام معدودة، إلى أن تم التأكد أن السيارات لا تتبع هيئات رسمية، ثم تم ضبط هوية جميع أفراد الشبكة أثناء تنقلاتهم في العاصمة، وثبت فيما بعد استعمالهم أختام هيئات رسمية وإدارية وأوامر بمهمة، منها أوامر بمهمة موقعة من جمعية وطنية كبيرة، فيما تم حجز محلول كيميائي يستعمل في تزوير العملات الأجنبية، بينما تتواصل التحقيقات لكشف هوية الجهة التي روّجت لهذا النوع من الأجهزة.
ودفعت هذه العملية مصالح الأمن إلى إعادة النظر في كيفية التعامل مع السيارات المتجولة عبر النقاط الحساسة، خاصة المزوّدة بالأضواء المنبهة، وذلك لتفادي أساليب التمويه التي قد تعتمدها شبكات إجرامية تكون قد حصلت على أعداد أخرى من تلك الأضواء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: أحمد حمداني
المصدر : www.elkhabar.com