إن من علم بالوعيد الذي جاء في هجر المسلم والإعراض عنه وماجاء فيه من الوعيد والترهيب فيه هاب ذلك ورهب عن الوقوع فيه وابتعد وكان من رهبته على وجل فكيف يليق بمؤمن بالله واليوم الآخر أن يهجر أخاه أو يبغضه بسبب كلمة جرحه بها أخذ الشيطان ينفخ بها في رأسه وقلبه حتى انفجرت فيه غلاً وحسداً وحقداً وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث..(متفق عليه) ويقول عليه الصلاة والسلام: فإن هجره فوق ثلاث فمات دخل النار (أخرجه أبو داود) وقد روي في بعض الأخبار أنهما لا يجتمعان في الجنة أبداً والعياذ بالله.وقال عليه الصلاة والسلم (لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً..)(أخرجه مسلم وأخرج نحوه البخاري بزيادة ونقص).قال الإمام مالك رحمه الله (ولا أحسب التدابر إلا الإعراض عن المسلم يعرض عنه بوجهه) أ. ه .(الموطأ).ويقول ابن رجب رحمه الله معلقاً على هذا الحديث في كلام جميل بديع (نهي المسلمين عن التباغض فيما بينهم في غير الله بل على أهواء نفوسهم فإن المسلمين جعلهم الله إخوة والإخوة يتحابون فيما بينهم ولا يتباغضون وقد قال عليه الصلاة والسلام (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم وقد حرم الله على المسلمين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء كما قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) (سورة المائدة الآية رقم (91) (وامتن على عباده بالتآلف بين قلوبهم كما قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) (سورة آل عمران الآية رقم (103) ) ولهذا المعنى حُرِّم المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء ورخص في الكذب للإصلاح وبين الناس (جامع العوم والحكم ص329).
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/03/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com