الجزائر

تحذير من خطر التهديدات القيمية والثقافية العابرة للحدود



عالج قسم العلوم الاجتماعية بجامعة المدية أمس موضوع العولمة الثقافية و اشكالية الاغتراب النفسي لدى الشباب الجزائري بمشاركة أساتذة من15 جامعة ونظرائهم من المدرسة العليا للأساتذة.كشفت الدكتورة زهرة حميدة رئيسة هذا الملتقى الوطني أنها تعمدت تنظيم هذا الحدث العلمي استنادا لجملة الملاحظات التي تمت تسجيلها عن طريق الإحتكاك اليومي في علاقاتنا الإجتماعية ، لاسيما صعوبة الضبط الأسري والإجتماعي في ظل وجود عالم متجدد وسريع التغير، حيث أصبح حسبها شبابنا يجد صعوبة في التكيف مع المعطيات الخارجية و القيم المحلية ،ما يجعل منه جسرا للتوعية من مخاطر العولمة الثقافية والقيم الوافدة إلينا من الأخر و صمام آمان للمحافظة على هويتنا الثقافية وخصوصيتنا الذاتية .
من جهته أكد الدكتور عماد لبيد بقسم العلوم السياسية بجامعة جيجل في مداخلته بعنوان أثر المنبهات الحضارية الرقمية الغربية على الهوية الثقافية على الشباب الجزائري – صدام العولمة الثقافية بالتنشئة الإجتماعية المحلية – بأنه مع الانفجار الرقمي الملاحظ في السنوات الأخيرة أصبح الشباب الجزائري يتعرض لمجموعة من المنبهات والنكسات الحضارية الثقافية التي تحاول أن تبين مثالية العالم والإنسان الغربي والحضارة الغربية عموما .
وأوضح لبيد أنه من خلال هذه المنبهات أصبح الشباب الجزائري «مغتربا» في بلاده من الناحية النفسية والثقافية بين عالم مثالي رسمه هذا العالم الافتراضي والواقع الميداني الذي رسمته أطر التنشئة الاجتماعية المحلية، داعيا إلى ضرورة وجود إستراتيجية مدروسة وطويلة المدى من طرف خبراء مختصين في المجالات الثقافية والنفسية والأمنية لمواجهة هذه الظواهر الغريبة لكون الخطر الأكبر الذي بات يهدد الجزائر ليس في التهديدات الأمنية فحسب بل يتمثل في التهديدات القيمية والثقافية العابرة للحدود والتي بدأت تنتقل بالمجتمع الجزائري بسرعة فائقة نحو الانحدار والتفكك من الداخل.
ويهدف الملتقى إلى التعرف على تأثيرات العولمة الثقافية الإيجابية والسلبية ، دراسة وتحليل الإغتراب النفسي لدى فئة الشباب الجزائري، الوقوف على انعكاسات ذلك في الحياة الإجتماعية ، تحديد الإنحرافات السلوكية المرتبطة بالعولمة الثقافية والإغتراب النفسي لدى هذه الفئة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)