تحذير أممي من انهيار الاقتصاد والخدمات العامة

أكد غسان سلامة، رئيس بعثة الدعم الأممية إلى ليبيا أن الأوضاع التي يمر بها هذا البلد لا يمكن أن تستمر، بعد أن حذر من انهيار اقتصادي مصحوب بانهيار الخدمات العامة وتفشي العنف بشكل واسع ومكثف في حال فشلت الأطراف الليبية في تحقيق تقدم على مسار التسوية السياسية.وأكد سلامة في عرض قدمه لأعضاء مجلس الأمن الدولي عبر الساتل، انطلاقا من العاصمة الليبية، طرابلس أن التقدم السياسي الذي شهدته ليبيا خلال السنتين الأخيرتين تحقق بفضل تراجع العمليات العسكرية على الأرض قبل أن تأتي التطورات الميدانية الأخيرة لتعيد الأوضاع إلى نقطة البداية، في إشارة إلى المعارك التي اندلعت في منطقة الهلال النفطي بين قوات اللواء خليفة حفتر وميليشيات مسلحة للسيطرة على القلب النابض للاقتصاد الليبي.
وهو ما جعله يحذر من مخاطر تنظيم انتخابات عامة ورئاسية في ليبيا بهدف انتخاب قيادة وطنية منبثقة من هيئات شرعية، وقال إنه من غير الحكمة تنظيم هذه المواعيد من دون توفر شروط كفيلة بضمان إجرائها في ظروف الأمن والطمأنينة.
وهو ما جعله يطالب المجموعة الدولية بتوجيه رسائل قوية وواضحة لكل الأطراف الليبية الرافضة لهذه الانتخابات كشرط مسبق لضمان إجرائها وبالتالي وضع ليبيا على سكة مسار إعادة بناء مؤسساتها الرسمية المنتخبة.
كما طالب سلامة، أعضاء مجلس النواب الليبي الذين استأنفوا جلساتهم أن يأخذوا بعين الاعتبار إصرار عامة الليبيين على تنظيم هذه الانتخابات وضاقوا ذرعا من «أولئك الذين يجدون الذرائع ويفتعلون المبررات من أجل تأجيلها.
يذكر أن الأمم المتحدة سبق أن حددت نهاية السنة الجارية كآخر أجل لإعداد دستور جديد للبلاد وتنظيم انتخابات عامة ورئاسية لإنهاء حالة الانسداد العام الذي تعيشه ليبيا منذ سنة 2011.
ولم يخف المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا مخاوفه من استمرار الأزمة الأمنية التي اندلعت بسبب سوء توزيع عائدات مبيعات النفط الليبي وطالب بحتمية الإسراع في إيجاد مخرج لها من خلال توزيع عادل لهذه العائدات، إلى جانب وضع حد لنهب الموارد الطبيعية في البلاد.