تحدي الإعاقة بالإبداع والتميز

يشكل ذوي الاحتياجات الخاصة فئة مهمة لا يستهان بها في تركيبة المجتمعات كما أنهم يبدعون و يتألقون في عدة مجالات بما أن الإعاقة لا تقف حجر عثرة أمام تفوقهم و إتقانهم لعملهم في شتى المجالات ،فضلا عن رفعهم بكل شجاعة وإصرار كل التحديات وتجاوزهم لكل العقبات في مسار حياتهم و الجزائر كغيرها من البلدان تولي عناية كبرى لهذه الفئة من المجتمع التي تحتاج حتما إلى المزيد من خطوات التكفل بها وتوفير مناخ وبيئة سليمة وصحية لها في إطار إدماجها الحقيقي والفعال والإيجابي في المجتمع ضمن آليات التضامن مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، وهكذا فإن الحديث عن هؤلاء الأشخاص ينطلق من كونهم أفراد فاعلين وإيجابيين يمكن بسهولة كبيرة إدماجهم مع باقي أفراد المجتمع حيث أنه يكفي تقبلهم والتضامن معهم لتحقيق ذلك الهدف ،ويشمل هذا التكفل جملة من الخدمات التي توفرها الدولة لذوي الاحتياجات الخاصة وعلى رأسها مثلا السعي إلى تأمين التعليم لهم و كذا ما تتطلبه إعاقتهم من متابعة صحية و تجهيزات طبية تساعدهم على التكيف مع الحياة الطبيعية ليعيشوا حياة قريبة من حياة الأسوياء من الناس و هو أبسط حقوقهم على المجتمع ما دام الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يقل ذكاء و لا إبداعا وقدرات فكرية و لا تميزا عن غيرهم من الأسوياء ،بل إن هناك أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة تفوقوا ببراعة في مجالات العلم والإبداع الفني وتميزوا بأداء جيد في الرياضة و مختلف الحرف والمهن انطلاقا من أن كل أنواع الإعاقة الجسدية لا يمكنها تعطيل الإرادة والعزم على التفوق و كذا الفهم والإبداع فهي على العكس تعد محفزا قويا للشخص حتى يواجه ويصمد أكثر ويتجاوز الصعاب ،و لسنا هنا في حاجة إلى سرد عظماء العالم الذين تحدوا الإعاقة و المرض و أبدعوا أيما إبداع زد إلى ذلك أنهم كانوا ولا زلوا أمثلة حية وقوية لمعاني الصبر والمثابرة والإرادة القوية و الطموحات الكبيرة التي تحرك العقول والقلوب و تحقق كل الأهداف المسطرة و تفتح آفاق المستقبل واسعة وكبيرة أمام الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة .