ينظم المركز الثقافي الجزائري بباريس بعض النشاطات الفكرية والفنية، التي تعكس جانبا من ثقافة وتاريخ الجزائر، يوقعها مثقفون ومبدعون جزائريون وأجانب...
المركز احتضن أول أمس عرضا عبارة عن نسيج موسيقى متنوع يعكس ثقافات متعددة وموسيقى شتى، مقتطفة من أرجاء العالم، ووقعته فرقة ''برايز أمازيغ''، وهو مشروع موسيقي يجمع عدة أسماء لامعة من عالم الموسيقى ويستمد برنامجه من التراث الشعبي الفلكلوري وعلى رأسه الأمازيغي.
يربط العرض ويمزج بين الثقافة ''السلتية'' والأمازيغية في اتحاد يبرز خصوصية العرق وتلتقي عبره الإنسانية والموسيقى، حيث أشار لويك تايبراست (مؤسس الفرقة) إلى أن الفرق صاحبت أشهر الأسماء الموسيقية والفنية العالمية، منها صولدا لويز، الشاب مامي، هوغ أوفزي وغيرها...
وتحاول الفرقة استحضار الجذور العرقية لفئة من البشر عبروا البحر وأصبحوا لاجئين أو جالية ذات خصوصية لتلتحم بثقافات أخرى، منها ''السلتية''، ومن ثم كان هذا التاريخ مادة خصبة لإبداع فني وبلمسة خاصة يتم الربط فيها فنيا بين التاريخ والحاضر، ويتم استرجاع تراث سحيق وإعطائه صبغة العصرنة.
ضمن برنامج المركز الثقافي الجزائري بباريس أيضا، بُرمج معرض ضخم يتضمن 50 صورة فوتوغرافية تحكي حياة القصبة في الفترة بين 1956 و,1960 وهو من توقيع روبار وجيدو فيو سيفتتح هذا الأربعاء ليقدم للجمهور جانبا من تاريخ الثورة الجزائرية، خاصة وأنه يدخل ضمن التظاهرات المخلدة للذكرى الـ 50 للاستقلال.
المصوران روبار وآلان جيدو فيو أحدهما مصور فوتوغرافي والآخر سينمائي من مصلحة السينما التابعة للجيش، جمعا صورا نادرة عن القصبة بلغت 900 ''كليشيه''، حيث يعبر المعرض عن مجهود ضخم قام به المصوران انطلاقا من واقع حي ومعيش، وكان من المفترض أن تخرج هذه الصور قبل 52 سنة ضمن كتاب يصدر بالجزائر لكن ظروف تلك الحقبة لم تسمح بذلك... واليوم تعود تلك الكليشيهات بالأبيض والأسود الى الواجهة لترسم صورا متكاملة للقصبة التي فقدت بعض ملامحها مع مرور الزمن.
المعرض تصوير لتاريخ ثقافي وحضري عمراني خاص بمجتمع القصبة العتيقة، إذ ينقل المصوران بصدق تام يوميات سكان القصبة وحتى لياليها في فترة فرضت فيها السلطات الاستعمارية حظر التجول ليلا، ومع ذلك خرج المصوران إلى شوارعها التي لم يكن يسمع فيها إلا خطواتهما في ليل هادئ.
للإشارة، فإن ألان جيدو فيو من مواليد 11 سبتمبر 1935 بباريس، زاول دراسته بمدرسة الفنون التطبيقية وعرض في صالون المستقلين ينشط منذ ,1957 جده كان مصورا فوتوغرافيا في بلاتوهات الأفلام ووالده كان معد حصة جاز بالإذاعة الفرنسية. أثناء سفره بين الجزائر وباريس تعرف على ايف روبار واتفقا على تصوير القصبة قصد نشر كتاب. أما روبار فهو خريج مدرسة الفنون والحرف تخصص تصوير (من سويسرا)، عمل في قطاع السينما وسافر الى الجزائر وانجز العديد من الروبورتاجات عنها، خاصة مع نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات، وهو صاحب أول مخبر تصوير رقمي بفرنسا، توفي سنة 2008 بعد تحقيق عدة انجازات فنية واقتصادية.
للإشارة، المعرض سيختتم يوم 2 مارس القادم.
في جعبة المركز الثقافي الجزائري بباريس، العديد من الأنشطة، منها مثلا عرض فيلم وثائقي لداري بركاني يوم 21 فيفري الجاري خاص بمسجد باريس، أو ''المقاومة المنسية 1940 - ,''1944 ويتناول الفيلم قصة الشابة باية عزي التي أتت للبحث عن قبر جدها الذي قتل على أبواب مسجد باريس إبان الاحتلال الألماني لفرنسا في الحرب العالمية الثانية، وأثناء بحثها عن قبره ومن خلال شهادات الناس بعد أكثر من 50 سنة من الحرب، تكتشف الشابة نفسها تاريخ هذا المسجد العتيق الذي دشن في جويلية 1926 والوقوف على ذكرى قدور بن حبريت رئيس الجالية المسلمة في فرنسا إبان فترة الاحتلال الألماني، وكيف جعل من المسجد مأوى للمحتاجين والفدائيين ومقرا للمساعدات وأمد بالعون حتى اليهود.
ضمن وقفاته مع الشعر، يخصص المركز يوم 6 مارس القادم سهرة شعرية مع جو أرت، التي تشبه نصوص الرسم التشكيلي المنجز على اللوحات القماشية والمعطرة بالورود والياسمين.
الشاعرة لن تبتعد عن موضوع قضايا المرأة، فالمرأة عندها هي المجال الأول باعتبارها مناضلة شرسة، لكن جو تبقى رغم كل شيء أنثى تبرز في نصوصها الـ 20 المؤطرة بالبساطة وبالعديد من الأفكار والمشاعر.كعادته، لن يتأخر المركز عن مناسبة 8 مارس عيد المرأة، حيث سيستقبل ليلة 8 مارس الفنانة نادية بن يوسف ابنة قصبة الجزائر وابنة ''الموصلية'' التي تترجم التراث الغنائي العاصمي ببراعة بفضل صوتها الأصيل.
بشيء من الاستغراب المثير عندما نقرأ أو نسمع أن الكثير من الجزائريين يولون جيوبهم السياحية نحو المشرق أو المغرب أو الشمال، ويغضون الطرف على ماتزخر به الجزائر من جمال ومن روعة في الآثار العظيمة التي إما أن تؤرخ لمجد تليد بناه الأجداد، أو لأثر عدو أراد تحصين نفسه وراء أسوار خشية المجاهدين والثوار، ومن العجائب التي تركها الإحتلال الإسباني؛ قلعة سانتاكروز التي تقع في قمة جبل ''مرجاجو''، والتي تطل على مدينة وهران وترصدها من أربع نواح.
الرحلة إلى وهران ممتعة لاكتشاف هذه المدينة الجزائرية الساحلية الرائعة، والتي تبقى من أجمل مدن البحر الأبيض المتوسط، وتضاهي كبريات المدن على ساحله الجنوبي.
مدينة وهران العتيقة في حي سيدي الهواري، حيث تظهر منارة جامعة بشكلها المرابطي المربع وسط أشجار الصنوبر في مجر جبل ''مرجاجو''، وحينما تصعد الطريق الملتوية على الجبل، يظهر لك فيها البحر من جهته الشرقية، حيث تمتد مدينة وهران، وأيضا الغربية، حيث يفتح لك قوسا كبيرا على المرسى الكبير، وهنا تأخذك الدهشة لروعة وجمال المدينة، وسحر الطبيعة، ومنظر البحر الذي يمتد من أسفلك وكأنه بساط أزرق غير متناه تزينه تارة السحب البيضاء السابحة في السماء الأزرق، وتارة أخرى البواخر التي تكسر هدوء أمواجه وتشقها لتؤكد على بياض لونها الفضي الذي زادته إشراقة الشمس جمالا.
وصلنا القلعة التي تقع على قمة الجبل ومن أسفلها الكنيسة ''سانتاكروز'' بتمثالها الذي يمثل مريم العذراء، وهو في جماله وعظامته ومكانه يكاد يشمخ على تمثال الحرية في مدينة نيويورك.
الكنيسة التي تعد هي الأخرى من ملحقات القلعة وإن دلت على شيء فإنما تدل على أنّ الاحتلال الإسباني جاء إلى وهران غازيا باسم الصليب والكنيسة، وأنه امتداد للحروب الصليبية وملاحقة المسلمين الفارين من الأندلس بعد سقوطها في يد الاسبان.
كنيسة ''سانتاكروز'' كنيسة كبيرة يظهر أنها كانت مليئة بعشرات الرهبان والراهبات، نظرا لضخامتها، والتي وضعت أيضا لجيوش الغزاة حتى ترفع من معنوياتهم النفسية وتشحنهم بطاقة الحرب المقدسة.
ساحة كبيرة تتوسط الكنيسة التي هي الأخرى عبارة عن قلعة أكثر منها مكانا للعبادة، وتربطها بالقلعة مجموعة من الأنفاق، حيث ينزل من خلال دهاليزها الجنود إلى الكنيسة أو يصعدون إليها أو يمرون منها، حيث تنتهي هذه الأنفاق إلى البحر أين ترسو السفن الجاهزة للإقلاع والتحرك في كل وقت. البناء الضخم الذي يشبه البرج الناطح للسحب، وفي أعلى البناء قبة الكنيسة، حيث يعلوها تمثال العذراء الذي يتدلى من خلالها ذلك الناقوس الضخم المصنوع من المعدن، سواء من النحاس الذي يملأه اللون الرمادي أو من البرونز، مثله مثل التمثال الضخم الذي وضع فوق القبة.
في الصعود إلى القلعة، إذا مادققت النظر، تلاحظ المحجرة التي كانت تنزع منها صخور البناء المصقولة وآثار الأوتاد ماتزال محفورة فيها.
عندما تصعد إلى الأعلى، إلى القلعة وتظهر لك الكنيسة من الأسفل، يدهشك باب القلعة الذي تمر إليه من خلال جسر تم إحداثه في عهد الإحتلال الفرنسي، حيث كان هناك خندق للماء لا تستطيع الخيول القفز عله، وباب القلعة يتحول بشكل آلي إلى جسر، وعندما يداهم العدو القلعة يُرفع الباب حتى يستوي والجدار، ويبقى خندق الماء يفصل بين القلعة والعدو، ومن أعلى الباب الحجري، فتحت فتحات يصب منها الزيت المغلي على رؤوس المهاجمين ليحرقهم، بينما في سور القلعة الحصين والمرتفع مكان المدافع حيث كانت تنصب.. دخلنا القلعة وأومضت عدسات التصوير هنا وهناك وتعددت الأماكن المختارة لالتقاط الصور التذكارية، سواء تلك التي تطل على المدينة أو تلك التي تطل على الواجهة البحرية والمرسى الكبير أو سيدي الهواري من الأسفل.
قلعة ''سانتاكروز'' قلعة عظيمة وحصينة تسع لمئات الجنود لحماية المرسى أو المدينة من الهجومات البحرية والبرية أيضا، لأنها تقع في مكان استراتيجي وهو أعلى مكان يطل على مدينة وهران بارتفاع 386 م، وفي القلعة كل ما تحتاجه الحمية من مؤونة ومخازن للأغذية والحبوب والذخيرة الحربية المموهة بإسطبل للخيول، حتى يظن العدو إن اقتحمها أنها مجرد حظيرة للخيول، بينما وراء الحظيرة مخزن الذخيرة خصوصا البارود، حيث تعلوه سدة وهي مكان ينام فيه الحراس، بينما وضعت فتوحات في السور الضخم يتم فيها استخدام روث الخيول والحيوانات الموجودة داخل القلعة للتدفئة، وقد وضعت القلعة الشاهقة بمرافقها حتى تمكن حميتها من الصمود لمدة شهور طويلة، وبشكل هندسي ينم عن عبقرية المهندس الذي وضع تصميم القلعة، وهو الشيخ مرجى، والذي سمي المكان باسمه ''مرجاجو'' بالإسبانية، يتم جمع مياه الأمطار في خزان وضع خصيصا لذلك يسع لمائة ألف لتر.
القلعة الحصينة تربطها سراديب تحت الأرض وأنفاق تمكن الحامية إن استطاع العدو اختراقها من الإنسحاب من هذه الدهاليز السرية التي تنحدر من أعلى الجبل إلى البحر، كما سبق الذكر، فيها ما تم اكتشافه وفيها من ما يزال لم يكتشف.
ليس هناك من دليل يصاحب الأفواج القادمة للقلعة ليروى لها تاريخ القلعة التي أشادها على بعض روايات الكونت سيلفادي سانتاكروز في القرن السادس عشر، حيث بقي الاسبان في مدينة وهران مدة 270 سنة، وقد تم تحرير هذه المدينة من الإحتلال الإسباني على يد البشاغا بوشلاغم الذي طردهم من المدينة بعد أن فقد ابنه، كما أنجز فيها العديد من المرافق كالمساجد والمدارس والقصور.
ليس هناك من دلنا على تاريخ هذه القلعة إلا شاب يعمل للحراسة والتنظيف، وفي ذات الوقت، لديه بعض المعلومات عن هذه القلعة التي -حسبه- هي من تصميم الشيخ مرجى، وهو مسلم من وهران قتله الإسبان بعد بناء هذه القلعة المعلم.
كما تذكر بعض الروايات أن الكاتب الاسباني الشهير صاحب رائعة ''دون كشوت'' ميغيل سيرفانتيس، اشتغل كعبد في وهران وبقي فيها مدة خمس سنوات كاملة.
احتل الاسبان مدينة وهران سنة ,1509 وتم تحريرها منهم سنة ,1792 واحتلها الفرنسيون سنة .1938
وللتذكير، فقد تم تصنيف قلعة ''سانتاكروز'' من ضمن المعالم الأثرية الوطنية.
مدينة وهران مدينة جميلة، ويتضح جمالها أكثر إذا ما الزائر تمتع بمشاهدها الخلابة من على قلعة ''سانتاكروز''، حيث تلتحم المدينة والبحر والسماء والاخضرار.
أكد مدير المسرح الجهوي ''عبد القادر علولة'' بوهران السيد عزري غوتي أن إدارة المسرح فتحت أبوابها أمام الفرق المسرحية المحلية والوطنية لتقديم إنتاجها للجمهور الوهراني دون إقصاء، وهو ما يعد من صميم تقاليد هذه الهيأة الثقافية التي تخرجت منها وجوه مسرحية أثرت المشهد المسرحي الجزائري، وذلك خلال تنشيطه - مؤخرا - لندوة صحفية بقاعة المسرح قدم خلالها حصيلة أعمال المسرح الجهوي خلال السنة المنصرمة.
عزري أكد أن المؤسسة المسرحية قدمت 404 عرض فني ومسرحي داخل الولاية وخارجها من خلال الجولات الفنية التي قدمت في ربوع الوطن، فيما تم عرض 59 مسرحية بمعدل عرض واحد جديد أسبوعيا خاص بالكبار، كما أولت إدارة المسرح الجهوي بوهران اهتماما بالغا بمسرح الطفل من أجل ترسيخ الثقافة المسرحية لدى الناشئة، حيث تم في هذا المجال تقديم 22 عملا مسرحيا بمعدل عرض واحد جديد شهريا، إلى جانب تقديم 80 عرضا موسيقيا أغلبها مدرج ضمن فعاليات تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' وتخللتها العديد من الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية والتي تجاوز عددها الـ 14 لقاء برمجتها إدارة المسرح ضمن نشاطاتها قصد إثراء الساحة الثقافية بعاصمة الغرب الجزائري.
في نفس السياق؛ أضاف عزري أن المسرح الجهوي بوهران أنتج ثلاثة أعمال مسرحية جديدة موجهة للكبار خلال السنة الماضية وهي مسرحية ''الكرسي والحاكم'' للمخرج غربي خالد و''سيفاكس'' للمخرج بوزيان بن عاشور التي تم إنتاجها ضمن تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' والمسرحية الموجهة للأطفال ''الحوتة والجيران'' التي أخرجها مجاهري ميسوم.
وثمن السيد عزري غوتي الإجراء الإداري الجديد الذي وضعته الوزارة الوصية عبر المسارح الجهوية للوطن من خلال إنشاء المجالس الإدارية واللجنة الفنية التي تضم عشرة أشخاص توكل لهم مهمة إنتقاء النصوص المسرحية المراد إنتاجها والتي أعطت مصداقية أكبر للأعمال الجديدة، كما وضعت إدارة المسرح على عاتقها مهمة تكوين الشباب الهاوي لتمكينه من الولوج إلى عالم الاحترافية ولضخ دماء شابة مع ضمان الاستمرارية بين الأجيال.
وقد خصص مدير المسرح الجهوي حيزا كبيرا من تدخله للحديث عن الإنتاج المسرحي الجديد من نوع الكوميديا الاجتماعية ''الحصلة'' الذي كتب نصه كتجربة أولى السيد ماحي بن عمارة (إطار بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس) وأوكلت مهمة الإخراج للسيد مجاهري الحبيب، حيث تم انتقاء العمل من قبل لجنة مختصة، بعد أن أدخلت عليه بعض التنقيحات، وتحكي المسرحية عن الصراع الدائر بين مدير مؤسسة عمومية وممثل نقابة العمال الذي يحاول إنقاذ المؤسسة من التصفية، وقد أسندت الأدوار لمجموعة من الممثليين المسرحيين المحترفين وكذلك الشباب على غرار الممثل المخضرم حيمور محمد في دور المدير وبلاحة بن زيان في دور البواب، العوني أحمد في دور النقابي والممثلة حورية زاوش في دور الكاتبة أمينة بلحوسين زوجة المدير.
وعن الجديد، كذلك، هناك مشروع إنتاج مسرحية موجهة للأطفال تحمل عنوان ''خلية أزمة'' تتحدث عن علاقة الإنسان بالبيئة والمحافظة عليها، حيث تم اختيار النص من قبل لجنة القراءة لكونه موضوع الساعة، حسبما أوضحه المدير الجهوي لمسرح ''عبد القادر علولة''.
يحتفل المهرجان الدولي لفنون الأهقار بتمنراست في دورته الثالثة بمرور خمسين سنة على استقلال الجزائر، حيث تمت برمجة ورشة ''حكايات تاريخية وشعر'' من تنشيط المختص في الأنثربولوجيا رشيد بليل، الذي سيستقبل شهادات بعض من عاشوا الاستعمار ومن ثم تسجيلها وكتابتها لتدخل في مجال أرشفة التراث الشفوي بالمنطقة.
بهذه المناسبة؛ عقد محافظ المهرجان الدولي للأهقار الذي تجري فعالياته بتمنراست في الفترة الممتدة من 14 إلى 18فيفري الجاري، فريد إيغيل أحريز ندوة صحفية بمنتدى ''المجاهد''، تناول فيها حيثيات برنامج هذه الدورة وكذا جديدها الذي يتمثل في احتضان مدينتي أبالسة وعين صالح للحفلات المبرمجة علاوة على مدينة تمنراست، كما مددت آجال المسابقة الوطنية للقصص والأساطير إلى يوم الثاني من أفريل المقبل، إضافة إلى تنظيم ملتقى بعيد عن المواضيع العلمية، حيث سيتم التطرق فيه إلى موضوع ''علاقة التراث الثقافي بالإعلام''، وأضاف إيغيل أحريز أنه تقرر طبع نصوص الملتقيات وكذا تلك الفائزة بجوائز الدورات السابقة، مستطردا أنه تمت استضافة فنانين من الجزائر، مالي، النيجر، الكونغو (برازافيل)، موريتانيا وكوت ديفوار ليصل عدد المشاركين المحليين والأجانب وفي شتى نشاطات المهرجان إلى 450 مشارك، علاوة على تنظيم ورشات مختلفة بقيادة الفنان أرزقي العربي حول الرسم والصورة والخط والشريط المرسوم، الرقص الإفريقي وعلم الفلك والسينما وفن الإمزاد، بالمقابل؛ سيعرف هذا الملتقى تنظيم معرض حول هندسة الأرض والطين.
في هذا السياق؛ أكد المكلف بالورشات، الفنان أرزقي العربي، أن سكان تمنراست يحبذون كثيرا أنشطة الورشات، مقدما مثالا عن ولع الأطفال بورشة الشريط المرسوم التي نظمت في الدورة السابقة بحكم أنهم في العادة يعبرون عن موضوع ما برسمة واحدة وها هم يجدون أنفسهم ''مجبرين'' وبكل فرح على رسم العديد من المشاهد للوصول إلى خاتمة القصة.
من جهته؛ قدم رئيس لجنة تحكيم مسابقة قصص وأساطير، السيد كمال سدو، المزيد من التوضيحات حول هذه المسابقة فقال إنه تم التخلي عن مقياس السن كشرط للمشاركة وعوض بمقياس آخر يتمثل في المشاركة بقصة إما أن تكون نصية أو سمعية أو سمعية بصرية وستتسابق القصص كل منها في فئة على حدة، مضيفا أن هذه المسابقة ستكون فرصة لتسجيل جزء معتبر من التراث الشفوي باللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية.
أما عن ورشة ''حكايات تاريخية وشعر'' فتحدث عنها منشطها الباحث رشيد بليل، الذي قال إنها مناسبة فريدة من نوعها لتسجيل شهادات من عاشوا الفترة الاستعمارية وآخرين ممن سمعوا عنها إذ أن منطقة تمنراست مثل شبيهاتها تعرف بالدرجة الأولى بحيازتها على تراث ضخم إلا أنه في مجمله غير مكتوب.
للإشارة؛ يشارك في الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون الأهقار العديد من الفنانين من بينهم لالة بادي لالة من تمنراست، بامبينو من النيجر، تيناريوان من المالي، مالومة من موريتانيا وسيليو زيبومبا من الكونغو.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : لطيفة داريب
المصدر : www.el-massa.com