نقص عمليات التبرع بالدم يرهن حياة المرضى
مرضى يستنجدون ب الفايسبوك للحصول على متبرع جمع 8915 كيس من الدم خلال 2018
تشهد عملية التبرع بالدم في الجزائر نقصا كبيرا، فبالرغم من الجهود المبذولة وعمليات التحسيس، غير أن ذلك يبقى غير كافيا مع عزوف غالبية المواطنين عن التبرع بالدم وهو ما يضع المرضى بالمستشفيات يواجهون معاناة كبيرة. احتفلت الجزائر، امس، باليوم العالمي للتبرع بالدم تحت شعار دم آمن للجميع ، حيث تم تنظيم عدة تظاهرات ومنها ندوات حول الموضوع وعمليات جمع الدم عبر التراب الوطني، حسب ما ورد في بيان للوكالة الوطنية للدم. وأوضح البيان، أن التظاهرات المبرمجة خلال هذه الطبعة ال16 تهدف إلى التحسيس بالحاجة العالمية للدم الآمن في تقديم الرعاية الصحية والدور الحاسم الذي يضطلع به المتبرعون المتطوعون في التغطية الصحية العالمية. ويهدف الشعار الذي تبنته المنظمة العالمية للصحة دم آمن للجميع إلى تشجيع الأشخاص في العالم على أن يصبحوا متبرعين بالدم بشكل دائم ومنتظم، وهي إجراءات أساسية لضمان تزود وطني دائم بهذه المادة الحيوية للاستجابة لمطالب جميع المرضى الذين هم بحاجة إلى عملية نقل دم. وأضافت الوكالة الوطنية للدم في بيانها، أن الهدف من هذه التظاهرة هو توجيه تحية حارة لكل المتبرعين الطوعيين بالدم، والمتطوعين في التفاتة من أجل إنقاذ الأرواح من خلال التبرع بدمهم وتحسيس الرأي العام بضرورة التبرع به بشكل منتظم من أجل ضمان نوعية وأمن الدم ووفرته ومواد الدم للمرضى الذين يحتاجونها. وتشير الوكالة إلى تنظيم عديد التظاهرات بما فيها أيام تحسيسية وعمليات جمع الدم وندوات حول ذلك في إطار هذا اليوم العالمي، وهذا بالتنسيق مع مديريات الصحة من خلال هيئات نقل الدعم وبالشراكة مع الفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم، والهلال الأحمر الجزائري والحركة الجمعوية. وذكرت الوكالة، أن عملية التجنيد خلال يوم 14 جوان من العام الماضي، قد سمحت بجمع 8915 كيس من الدم. وأفادت أيضا بجمع 604.138 كيس خلال سنة 2018 عبر 229 هيئة لجمع الدم والتي سجلت 708.321 مترشح، أي بنمو قدره 1.8 في المائة مقارنة ب2017. وتبقى هذه الأرقام، حسب الوكالة، غير كافية نظرا لأن 33 في المائة من عمليات جمع الدم تأتي من خلال تبرع العائلات وأن اثنين على ثلاثة من التبرعات التي تم جمعها قد جرت في موقع ثابت، في حين إن واحد على ثلاثة من العمليات قد تمت بالوسائل المتنقلة، مضيفة أن 87 في المائة من المتبرعين بالدم هم من فئة رجال. ويوافق اليوم العالمي للتبرع بالدم، الذي تم إقراره في 2004 بمبادرة من المنظمة العالمية للصحة، تاريخ ميلاد الطبيب كارل لاندشتاينر، مؤسس نظام فصائل الدم. ودعت 192 دولة عضو في منظمة الصحة العالمية، ومن بينها الجزائر، إلى استراتيجيات واضحة من أجل تطوير الحصول العالمي على أمن نقل الدم، والتي يجب أن تقوم على تطوير التبرع بالدم، المنتظم والتطوعي وغير المأجور، وكذا على التنسيق الوطني لعملية النقل.
مرضى يستنجدون ب الفايسبوك للحصول على الدم
ومن جهته، تشكو عديد المستشفيات من نقص الدم في بنك الدم وخاصة بالنسبة لبعض النوعيات من الزمر المفقودة، بحيث يحدث الأمر حالات من الاستنفار والفوضى في حال ما إذا احتاج المرضى للدماء وخاصة في الحالات المستعجلة على غرار الأمراض المستعصية والعمليات الجراحية الدقيقة وحوادث المرور، أين يستوجب توفر الدم بالمستشفيات لمواجهة العجز وإنقاذ المرضى، غير أن المستشفيات لا تستطيع ذلك ليدفع الأمر بالمرضى وذويهم للاستنجاد بمواقع التواصل الاجتماعي للحصول على الدم، أين توضع إعلانات الحصول على الدم ليتوجه بعد ذلك أشخاص آخرون للتبرع بالدم، وتبقى هذه الطريقة هي الحل الوحيد للمرضى وذويهم في ظل النقص الفادح للدم بالمستشفيات ولعزوف شريحة واسعة من المجتمع عن التبرع بالدم.
دعوة للمزيد من التبرع بالدم
وفي ظل هذا الواقع الذي بات يهدد صحة المرضى بسبب نقص عدد المتبرعين بالنسبة لعدد المحتاجين لمثل هذه المساعدات، جددت الفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم ندائها إلى جميع المواطنين للتبرع بكمية من دمهم لإنقاذ حياة المرضى الذين هم في حاجة ماسة إلى هذه المادة الحيوية بمختلف المصالح الإستشفائية عبر القطر، ودعا رئيس الفيدرالية، قدور غربي، عشية إحياء اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يصادف ال14 جوان من كل سنة، جميع المواطنين الذين يتمتعون بصحة جيدة والبالغين ما بين 18 إلى 65 سنة إلى التوجه إلى مراكز حقن الدم بالمؤسسات الإستشفائية للتبرع بكمية من هذه المادة الحيوية للمساهمة في إنقاذ حياة من هم في حاجة إليها. وطمأن ذات المتحدث، في تصريح له، المتبرعين بأن الوسائل المستعملة في حقن الدم هي وسائل آمنة ومعقمة ذات الاستعمال الوحيد، مما يحمي المتبرع من مخاطر أو إصابة، مشجعا في هذا الإطار على ضرورة الإقبال على هذه العملية التي لا تساهم في تجديد الدم بالجسم خلال الساعات الأولى من العملية فحسب، بل تعطي لصاحبها الشعور بالطمأنينة والرضى بالإضافة إلى اعتبارها، حسبه، صدقة جارية يستفيد منها المتبرع من خلالها من تحاليل طبية وبطاقة الفصيلة مجانا. ومن بين فئات المرضى التي هي في أمس الحاجة إلى هذه المادة الحيوية، ذكر غربي بالأطفال المصابين بالهيموفيليا والطلاسيميا والسرطان، معتبرا بأن حياة هؤلاء مرهونة بتزويد بعضهم بالكريات الحمراء دوريا وبدون انقطاع بالإضافة إلى النساء الحوامل اللواتي يتعرضن إلى نزيف عند الوضع وضحايا حوادث المرور. وذكر بالمناسبة، بأنه يمكن للمتبرعين الرجال أن يقوموا بهذه العملية 5 مرات في السنة والنساء 3 مرات، كما يستثنى منها المصابين بالأمراض المزمنة والنساء الحوامل، 60 بالمائة من أكياس الدم التي يجمعها مستشفى مصطفى باشا سنويا توجه إلى المستشفيات الأخرى. من جانبه، أكد رئيس مصلحة حقن الدم بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية مصطفى باشا، الأستاذ عصام فريقاع، أن المصلحة يقصدها سنويا 27 ألف متبرع، مشيرا إلى أن 40 بالمائة من الدم الذي يتم جمعه يستعمل داخل المؤسسة، أما النسبة 60 بالمائة المتبقية توجه إلى المستشفيات الأخرى. وتوجه النسبة الكبيرة من التبرع بالدم (بين 19 إلى 20 ألف متبرع) بداخل المستشفى، في حين يقبل 8 آلاف متبرع على وحداتها المتنقلة عبر بلديات العاصمة، مؤكدا بأن النسبة القليلة جدا من هؤلاء هم متبرعين ظرفيين غير المنتظمين والعدد الكبير من بينهم من الأقارب. وبحكم أن المستشفى مصطفى باشا يعد من اكبر المستشفيات الوطنية التي تتوفر على العديد من التخصصات (49 تخصصا) والأسرة (1500 سرير)، فإن مصلحة حقن الدم تعمل 24/24 سا و7/7 أيام حيث تقوم بتزويد مصالح المستشفيات الأخرى بهذه المادة الحيوية حتى خلال الظروف الصعبة، مذكرا في هذا الإطار العشرية السوداء. كما يسهر على هذه مصلحة بذات المؤسسة 24 طبيبا من بينهم أخصائيين اثنين إلى جانب طبيبين مقيمين، حيث يعمل الفريق بنظام المناوبة لضمان توفير هذه المادة عند الحاجة. ومن بين المصالح التي هي في حاجة ماسة إلى هذه المادة، ذكر الأستاذ فريقاع بمصالح السرطان وأمراض الدم التي يحتاج أصحابها إلى نقل الدم بصفة منتظمة لأن حياتهم مرهونة، كما أضاف، بهذه المادة، بالإضافة إلى طب النساء والتوليد والجراحة بمختلف أنواعها. وشدد ذات المختص في الأخير على ضرورة وضع سياسة وطنية للتبرع بالدم إلى جانب الوكالة الوطنية للدم لاستقطاب متبرعين متطوعين عفويين لضمان وتوفير هذه المادة طوال أيام السنة. واستنادا إلى معطيات الوكالة الوطنية للدم، لقد جمعت مصالح حقن ال227 المتواجدة عبر الوطن أزيد من 604 ألف كيس خلال السنة الماضي.
توحيد خطبة يوم الجمعة حول حملة التبرع بالدم
ومن جهته، دعت وزارة الشؤون الدينية المديريات الولائية للقطاع، تخصيص خطبة يوم الجمعة الموافق ل10 شوال 1440 هجري، حول حملة التبرع بالدم. وفي تعليمة للوزارة، دعت مديريات الولائية إلى توجيه أئمة كامل المساجد عبر التراب الوطني إلى تضمين درس أو خطبة يوم الجمعة حول حملة التبرع بالدم. ومما جاء في تعليمة الوزارة، أنه بالموازاة احتفال الجزائر باليوم العالمي للتبرع بالدم على غرار دول العالم والمصادف ل14 جوان من كل عام، فإننا نهيب لكم إلى توحيد خطبة يوم الجمعة حول حملة التبرع بالدم، نظرا لأهميته في المجتمع والجانب الإنساني. وحثت التعليمة الأئمة للتطرق إلى فضل الصدقة الجارية ومكانتها في الإسلام، وحث المواطنين على خلق التبرع بالدم والمساهمة في حملاته، وكذا التذكير بأجر إحياء النفس والسعي لإنقاذها، إلى جانب التذكير بحكم الشريعة الإسلامية في مسألة التبرع بالدم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/06/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عائشة القطعة
المصدر : www.alseyassi.com