الجزائر - A la une

تحت شعار «خطوات الشباب على نهج نوفمبر»...‏ الكشافة الإسلامية الجزائرية تحتفل بخمسينية عيد الإستقلال



أعطى نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية إشارة إنطلاق القافلة التاريخية نحو المعالم الثورية إحتفالا بخمسينية عيدي الإستقلال والشباب وذلك تحت شعار «خطوات الشباب على نهج نوفمبر « بمشاركة أكثر من 500 شاب. وكانت الإنطلاقة من مقام الشهيد نحو مختلف المعالم التاريخية بالعاصمة على أن تدوم التظاهرة إلى غاية 3 جويلية من السنة المقبلة وتمس كل ولايات الوطن .
عرفت ساحة مقام الشهيد بحر الأسبوع المنصرم توافد أعداد كبيرة من الأفواج الكشفية من مختلف ولايات الوطن للمشاركة في القافلة التاريخية، والوقوف على المواقع التاريخية العاصمية التي لا تزال شاهدة على عظمة الثورة المظفرة ، وعلى هامش التظاهرة قال القائد العام للكشافة نور الدين بن براهم ل «المساء» أن الهدف من تنظيم هذه القافلة هو تمكين جيل الإستقلال من الوقوف بالمعالم التاريخية والثورية المعروفة التي جسدت أهم المحطات النضالية للشعب الجزائري ،ومن ثمة نقل الشباب وخاصة الأطفال من المفاهيم النظرية والمجردة لواقع الثورة الذي تناقلوه من خلال المقررات الدراسية إلى كل ما هو ملموس وواقعي لتقوية ذاكرتهم التاريخية ولتزيد من إحترامهم لها بتثمين الحرية.
وأضاف « إرتأينا أن تكون نقطة الإلتقاء في مقام الشهيد الذي يعد أحد أهم مكاسب الثورة كونه أنجز تخليداً لأرواح الشهداء ومن ثمة فهو يعكس شخصية الشعب الجزائري الذي ناضل من أجل إسترجاع الحرية، هذه المفاهيم يجهلها بعض الأطفال، من أجل هذا رغبنا في أن نجتمع بهذا المكان المشرف لتبدأ المسيرة نحو المعالم التاريخية حيث إخترنا أن يكون منزل الشهيد إلياس دريش نقطة الإنطلاق إلى باقي المعالم التاريخية الأخرى على غرار سجن سركاجي الذي شهد مرارة التعذيب الذي عاشه الشعب الجزائري، وميدان الخروبة الشاهد على تنفيذ الأحكام ،إذ سفكت فيه الدماء وأزهقت به الكثير من أرواح أبطال الحركة الوطنية، دون أن ننسى مخبأ الشهداء الأربعة بالقصبة هذا المكان الذي يسمى حاليا بمتحف عمار علي والذي يعكس مدى القوة والشجاعة التي كان يتمتع بها كل من عمار علي المدعوا علي لابوانت، وحسيبة بن بوعلي والطفل عمر ومحمود بوحميدي الذين نالوا شرف الشهادة بعد تفجير المنزل وهم بداخله.

...منزل إلياس دريش ذاكرة حية عن بداية الثورة
إنطلقت القافلة التاريخية تحت وقع النشيد الوطني سيرا على الأقدام من مقام الشهيد إلى غاية منزل إلياس دريش الكائن ببلدية المدنية حيث قرأت فاتحة الكتاب تلاه النشيد الوطني بعدها دخلت الأفواج الكشفية التي تزاحمت للإطلاع على الغرفة التي كانت شاهدة على صياغة بيان نوفمبر ،هذه الغرفة التي شهدت إجتماع الإثنين وعشرين حيث إختار القائد العام نور الدين بن براهم 11جوال و11 شبل من الكشافة ليمثلوا إجتماع مجموعة الإثنين وعشرين بغية أن يعيشوا الحدث التاريخي ليترسخ بذاكرتهم ،فيما تولت زوجة الشهيد محمد دريش سرد بعض التفاصيل عن شخصية هذا البطل حيث قالت « كان البطل إلياس دريش محبا لوطنه ومؤمنا بقضيته ولعل أهم صفة تميز بها هي السرية الكاملة إذ لم يكن يطلع أي أحد على ما كان يدور في عقله ،وكان يميل كثيراً إلى الكتابة. وتضيف بكل فخر وإعتزاز قائلة أعيش اليوم في الجزائر المستقلة برأس مرفوع وأتمنى من جيل الإستقلال أن يحسن الحفاظ على هذا الوطن الغالي الذي ضحى من أجله الشهداء .
من جهته تولى القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية شرح بعض التفاصيل التي حدثت بمنزل الياس دريش حيث قال « في هذا المنزل الذي أنتم مجتمعون فيه وفي هذه الغرفة بالذات جلس أعظم رجالات ثورتنا المجيدة حيث شهد المكان أعظم حدث في تاريخ الجزائر أين صيغ بيان أول نوفمبر الذي بموجبه أصبح لا بديل عن العمل المسلح كحل وحيد لتحقيق الهدف المنشود وهو الإستقلال.
إعتبر بن براهم منزل الشهيد إلياس دريش بمثابة المتحف حيث دعى الأطفال إلى إلتقاط صور تذكارية لهذا المكان التاريخي وقال «منزل إلياس دريش يعد رمزا لعظمة الثورة لذا ينبغي لأبنائنا أن يزور مثل هذه المعالم ليدركوا قيمة الثورة ولتضل ذاكرتهم حية.
من جهته قال عبد الرزاق موفق رئيس بلدية المدنية الذي رافق القافلة التاريخية إلى منزل الشهيد إلياس دريش أن ما ينبغي أن يعرفه جيل الإستقلال هو أن ثورة نوفمبر كانت متواضعة بتواضع الأماكن التي إنطلقت منها وبتواضع أبطالها يكفي فقط الإطلاع على منزل رلياس دريش المتواضع الذي يقع بحي شعبي ولكنه يعكس من جهة أخرى مدى الدهاء الذي كان يتمتع به شهدائنا من صناع الثورة ،كيف لا ومنزل دريش إلياس جمع كل من مراد ديدوش و عبد الحفيظ بوصوف ورابح بيطاط ويوسف زيغود ومحمد العربي بن مهيدي ...وغيرهم من مجموعة ال22 لعدة أيام دون أن تعرف فرنسا بما يقع بداخل هذا المنزل ليتم صياغة البيان وتحرر بذلك شهادة ميلاد الثورة التحريرية .

القافلة بدأت عاصمية وتمس كل ولايات الوطن
إغتنمت الأفواج الكشفية فرصة تواجدها بمنزل إلياس دريش من أجل إلتقاط الصور التذكارية لهذا المكان التاريخي والإحتكاك بزوجة الشهيد البطل إلياس دريش التي رحبت بجيل الإستقلال ودعتهم للسير على خطى المجاهدين،بعدها عادت الأفواج الكشفية إلى مقام الشهيد حيث وزعت في شكل أربع أفواج لزيارة باقي المعالم التاريخية المسطرة بالبرنامج والمتمثلة في مقر المحكمة العسكرية، وساحة 11ديسمبر ،وميناء الجزائر، وموقع الخروبة وسجن سركاجي .حيث أوكلت مهمة مرافقة هذه الأفواج للدليل الذي يتولى مهمة شرح القيمة التاريخية للمعلم محل الزيارة والإجابة على أسئلة الأطفال وفي حديثه ل «المساء» قال أحمد يوسف المسؤول الوطني للجوالة أن القافلة التاريخية إنطلقت من العاصمة على أن تعمم على مستوى الأفواج الكشفية الموجودة عبر كامل التراب الوطني أين يقع على عاتق الأفواج الكشفية تنظيم أنفسهم وتطبيق البرنامج المسطر في إطار الإحتفال بخمسينية عيد الإستقلال من خلال زيارة المعالم التاريخية الشاهدة على بشاعة الإستعمار من جهة وعظمة الثورة من جهة أخرى .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)