الجزائر

تحالف لحفظ ماء الوجه


 لم يكن القيادي السابق في حركة مجتمع السلم، عبد المجيد مناصرة، ومن معه من المنشقين عن الحركة، ضد دخول الحكومة، بدليل أن مناصرة نفسه كان وزيرا لفترة من الوقت، لكنهم كانوا، كما تقول مصادرهم، ضد إفراط أبو جرة وغرقه حتى أذنيه في خطاب ''نحن نطبق برنامج فخامة الرئيس، وملتزمون ببرنامج فخامة الرئيس، ومع برنامج فخامة الرئيس ومؤمنون ببرنامج فخامة الرئيس، وساهرون على تطبيق برنامج فخامة الرئيس''... والنتيجة أن أصبحت ''حمس'' مجرد نسخة طبق الأصل عن جبهة بلخادم أو تجمّع أويحيى... وما أعابه مناصرة وجماعته على أبو جرة أكثـر من هذا، هو قبوله منصب وزير في حكومة يرأسها أمين عام حزب آخر... مرة بلخادم ومرات أويحيى، ورأوا في هذا السلوك استصغارا للحركة، لأن رئيسها قبل عن طيب خاطر، أن يكون تحت سلطة رئيس حزب آخر، وكان منتظرا منه، كما كانوا يأملون، أن يعطي المنصب الذي تبوأه لإطار آخر من إطارات الحركة، ويبقى هو في مستوى أويحيى وبلخادم.. فمن المسؤول عن الانقسام الذي شق الحركة نصفين: مناصرة أم أبوجرة؟ المضحك في الأمر، أن زعيم حمس رفض التخلي عن منصبه الوزاري، لكن بعد الانشقاق، أي بعد فوات الأوان، قدم استقالته لرئيس الجمهورية وطلب من المنشقين العودة لمواقعهم لأنه استجاب لمطلب من مطالبهم... هذا نموذج من النماذج التي تدعو وتسعى وتحركت باتجاه توحيد التيار الإسلامي.
النموذج الآخر تمثله قيادة حركة النهضة التي سبق وتمردت على مؤسس الحركة عبد الله جاب الله يوم كانت في عز قوتها، وليس سرا أن المنشقين يومها كانوا يقولونها صراحة بأنهم يرغبون في الالتحاق بالحكومة، وغاب عنهم أن السلطة كانت ترغب بالفعل في ضم وجوه إسلامية، لكن ليس كل الإسلاميين، وإنما أكثـرهم قابلية للانقياد والتي وجدوها بطبيعة الحال في ''حمس''... مع هذا كافأت السلطة يومها النهضة بإرسال رجلها الأول الحبيب أدمي سفيرا بالمملكة العربية السعودية، وبطبيعة الحال سقطت الحركة في الانتخابات الموالية سقوطا حرّا... مع هذا يسعون هذه الأيام لتوحيد التيار الإسلامي، وهو ما يعني أنهم نسوا بأنهم فتتوا وشقوا حزبهم.. فهل هذا معقول؟
نفس الكلام ينطبق على حركة الإصلاح التي سبق ولعبت قيادتها نفس الدور ضد جاب الله عندما كان رئيسهم، فمزقوا حركتهم إلى نصفين، إن لم نقل إلى عدة أقسام، بل وبلغت بهم حدة الصراع درجة استخدام الخناجر ضد بعضهم البعض ودخول وجوه منهم المستشفى للعلاج من الجراح... مع هذا يتحدثون عن ضرورة توحيد الإسلاميين؟
الآن... ماذا نقول أمام هذه التعاسة، وأمام هذه الضحالة... نقول إن هؤلاء يصلحون لكل شيء إلا للوحدة أو التوحيد، لأن الذي يفتت الجزء لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال قادرا أو حتى راغبا بصدق في توحيد الكل... هذه حقيقة يعرفها بكل تأكيد أبوجرة وربيعي وعكوشي، لكن مع هذا يهربون من المصير الذي ينتظرهم يوم الإعلان عن إفرازات الصندوق مساء العاشر ماي، لأنهم يعلمون علم اليقين أن جاب الله سيحصد أغلبية مقاعد الوعاء الانتخابي للتيار الإسلامي والبقية الباقية سيحصدها مناصرة. وعليه فتحالفهم لا يهدف سوى إلى حفظ ماء وجوههم.


larbizouak@yahoo.fr
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)