إن هدفنا من هذه الدراسة هو إبراز الدلالة الأيديولوجية والرمزية التي يؤديها المكان إلى جانب إظهار دلالة العنف الذي ميز فضاءات رواية متاهات زمن الأزمة ومن ثمة إبراز مقاطع الوصف وما تحمله من قيمة فنية وجمالية، مدعمين دراستنا بجداول توضيحية تساعد القارئ على الفهم وتمثل الأحداث، لذلك سوف نهتم بأكثر الأمكنة تواترا في المدونة وأكثرها دلالة، وتكون البداية مع فضاء المدينة كفضاء عام يضم معظم الأمكنة باستثناء الجبل.
إذا كان البعض يرى أن الفضاء هو المعادل لمفهوم المكان وأنهما مصطلحان يراد بهما المعنى نفسه، فإن لحمداني حاول التفريق بينهما وجعل المكان جزءا من الفضاء، لأن الفضاء برأيه أوسع من المكان، فهو يشمل ويجمع بين عدة أمكنة.« إن مجموع هذه الأمكنة، هو ما يبدو منطقيا أن نطلق عليه اسم فضاء الرواية، لأن الفضاء أشمل وأوسع من معنى المكان. والمكان بهذا المعنى هو مكون الفضاء. ومادامت الأمكنة في الروايات غالبا ما تكون متعددة ومتفاوتة، فإن فضاء الرواية هو الذي يلفها جميعا إنه هو العالم الواسع الذي يشمل مجموع الأحداث الروائية، فالمقهى، أو المنزل أو الشارع، أو الساحة كل واحد منها يعتبر مكانا محددا، ولكن إذا كانت الرواية تشمل هذه الأشياء كلها فإنها جميعا تشكل فضاء الرواية»1 فالفضاء إذاً يسع كل هذه الأمكنة ويجمع بينها في عمل روائي واحد حتى وإن بدا أن الرواية تقدم أحداثها في مكان واحد، فإن هناك أماكن أخرى تحضر عن طريق الاستذكار وفي أذهان الشخصيات وكلها تساهم في بناء الحدث. وهذه الأمكنة التي يتولى تقديمها الراوي أو الشخصيات الروائية من وجهة نظر معينة تتعدد وتتنوع بتنوع الأحداث وتطورها، إذ إن« تنوع الأمكنة يستدعي تنوعا في الأحداث وبالتالي في الدلالات المترتبة عن تلك الأحداث من زاوية رمزية أو أيديولوجية»2.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بوحــرة غنيـــة
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 10, Numéro 1, Pages 185-205 2013-07-07