الجزائر

تجليات الحجاج في الفلسفة اليونانية هيرقليطس انموذجا



ملخص: التوصيف اللغوي للجدل يكتنز معنى الجهد المضني مع الآخر بقصد تغيير مسار تفكيره لما يتوائم مع المجادِل ؛ الجدل بمثابة المنازعة والمغالبة ، القائمة على بناء محكم من الحجج من أجل تغيير فكر الخصم ؛ لهذا قيل هو بمثابة : " الجِدَال، فكأنّ المتجادلين يفتل كلّ واحد الآخر عن رأيه". اما اصطلاحاً، فقد جاء الجدل لدى ارسطو بالمعنى الأوّل ( صناعة ) في رسم كتاب الخطابة وقد عرف الصناعة في كتابه الأخلاق أنها تعني: (ملكة الإبداع ، وفعل انشاء الأثر (....) ، والمعنى الثاني ( طريقة ) ، في كتابة الطوبيقا) . أمَّا الجانب الآخر من تعريف الجدل - من الناحية المنطقيّة - فإننا نتلمسه في مقاربته لمفهوم القياس ، فالقياس له ثلاثة أنماط: قياس برهانيّ: متكون من مقدمات صادقة ، وقياس جدليّ: متكون من مقدمات مشهورة ، والسفسطائيّة: وهي تبدو مشهورة وصادقة وهي ليست كذلك . أمَّا ابن سينا فكان يجد أنَّ المنطق عامّة يعصمنا من الخطأ في إدراك المعاني ويعطينا تصوراً صحيحاً ، بما يقدِم لنا من قواعد الحد الحقيقيّ . أمّا التصور المعاصر فقد حدث تحول ومردُّ هذا التحول يعود إلى تطور وسائل الإعلام وانتعاش الديمقراطيَّة ، إلى جانب ظهور مظاهر : (الخلاف، والتطرف ، و الإرهاب )؛ لأنَّ الحجاج سبيل المنطق والاختلاف والتسامح والحوار البنّاء والجدل ؛ أصبح الجدل أو الحجاج الفلسفي يحاول التوفيق بين جانب شعريّ – بلاغيّ ،وجانب منطقيّ - رياضيّ صادم ، وهي محاولة ؛لعدم السقوط في اعتباطيّة الشعريَّة أو حسابيّة الرياضيّات ، وهي أشبه بمناظرة يقوم من خلالها الفيلسوف بالدفاع عن دعواه أمام المحكمة التي ينصِبها القارئ لمحاكمة الفلسفات والمذاهب .

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)