الجزائر

تجريد التلاميذ من السلطة الأبوية وإلغاء منح المساعدات المدرسية


تجريد التلاميذ من السلطة الأبوية وإلغاء منح المساعدات المدرسية
لا تزال موجة الخلط بين أعضاء الجالية المسلمة بفرنسا ومنفذي الهجمات المسلحة الأخيرة بباريس متواصلة، الأمر الذي دفع بالطبقة السياسية المعارضة إلى وضع أطفال الفرنسيين المسلمين داخل المدارس تحت المجهر للتدقيق في كل صغيرة وكبيرة من تصرفاتهم.خاصة بعد حادثة رفض بعض التلاميذ الوقوف دقيقة الصمت الوطنية التي دعت إليها الجمهورية في اليوم الموالي من الاعتداء المسلح على “شارلي إيبدو” في الثامن جانفي الفارط وامتناعهم عن حمل شعارات “أنا شارلي”، الأمر الذي اضطر الوزارة الوصية إلى اتخاذ إجراءات مكثفة تتعلق بمضاعفة المراقبة ومتابعة التلاميذ بتسخير وسائل بشرية ومادية لتحقيق ذلك، فيما تم من جهة أخرى تسليط عقوبات على بعض المؤسسات التربوية.وفي السياق ذاته، ضاعفت المعارضة بمختلف أحزابها على رأسها اليمين المتطرف، إلى جانب اليمين الفرنسي، على مدار ثلاثة أيام، حملتها ضد تصرفات أطفال أعضاء الجالية المسلمة، حيث كانت البداية بالشخصية السياسية رقم 2 داخل حركة اليمين الفرنسي بعد نيكولا ساركوزي، إذ تقدمت باقتراح يتضمن تجريد التلاميذ من السلطة الأبوية أمام تبريرها بتسجيل بعض المؤسسات التربوية على مستوى مدينة “مولوز” العشرات من التأخيرات بسبب أداء هؤلاء المتمدرسين الصلاة قبل قدومهم إلى المدرسة، موضحة بأنه يجب وضع الأطفال تحت المراقبة المستمرة ومتابعتهم لتفادي مثل هذه التصرفات، لتضم بعدها حفيدة “جون ماري لوبان” النائب عن مقاطعة “الفوكلوز” “ماريون ماري ماريشال” صوتها إلى ممثلة حزب اليمين الفرنسي بتصريحها بأن المدرسة الفرنسية اللائكية ليست بالبطاقة، مشيرة بذلك إلى امتناع بعض الفتيات عن دخول المسابح المدرسية لأنها مختلطة ولا يمكنهن ارتداء ملابس السباحة شبه العارية، مقترحة إلغاء المنح التي تدخل في إطار المساعدات المدرسية، في حين أفادت النائب الأوروبية عن حزب اليمين الفرنسي “نادين مورانو” بأنه يجب إعادة النظر في تصرفات شريحة من المسلمين بفرنسا، موجهة حديثها إلى مرتديات الجلباب والنقاب، مصرحة بأنها تقدمت شخصيا بالإبلاغ عن امرأة كانت بنفس اللباس تحمل حقيبة داخل محطة الشرقية للقطار بباريس، حيث أوضحت بأنها صدمت بمواجهتها للمرأة التي قالت لها بصريح العبارة “بأن قوانين الذات الإلهية والعقيدة الإسلامية تعلو كل قوانين الجمهورية”، الأمر الذي استفزها وجعلها تفقد أعصابها واضطرها إلى التبليغ عنها.وقد أصبح أعضاء الجالية المسلمة بفرنسا في الآونة الأخيرة يعانون الأمرين عقب تزايد هذه الحساسيات داخل المجتمع الفرنسي، بتوجيه لهم أصابع الاتهام كلما سنحت الفرصة لذلك، ناهيك عن بعض التصرفات المشبوهة أثناء الحياة اليومية التي باتت تلاحقهم من مكان إلى آخر، آخرها اقتياد طفل في الثامنة من عمره مرفوقا بوالده إلى مصلحة الشرطة بمدينة نيس، بناء على شكوى تقدم بها مدير المدرسة ضد ولي أمر التلميذ بسبب تمجيد الإرهاب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)