الجزائر

تجربة فريدة لتوسيع المساحات الغابية


تسعى محافظة الغابات بولاية قسنطينة، إلى توسيع المساحات الغابية من خلال تنويع الأصناف الغابية، وهو ما تحقّق من خلال مشروع "حقل التجارب" الموجود بغابة ذراع الناقة بمنطقة المريج التابعة لبلدية الخروب، والذي يضم أصنافا نباتية وأشجارا جديدة محلية ومستوردة، جُرّب غرسها بالحقل من أجل توسيع الغطاء النباتي بشكل عام. أنجز حقل تجارب ذراع الناقة، حسب مسؤول الإعلام والاتصال بمحافظة الغابات، علي زقرور، بهدف معرفة مدى تأقلم الأنواع النباتية مع المناخ، حيث يوجد به 77 موقعا منجزا في إطار علمي، كما يحتوي على 72 صنفا نباتيا، منها ما هو محلي ومنها ما هو مستورد من عدّة دول على غرار فرنسا وإسبانيا وأمريكا.وأضاف المتحدث، أنّ مهندسي مصالح محافظة الغابات، قاموا بتجارب ناجحة لغرس أصناف جديدة من الأشجار بالحقل منها شجرة الخروب المعروفة علميا باسم "سيراتونيا سيليكا"، التي تحظى بأهمية خاصة ضمن برنامج تجديد المناطق المتضرّرة بفعل الحرائق التي مسّت الولاية كغيرها من الولايات المتضرّرة، حيث خصّصت لها محافظة الغابات مساحات شاسعة، وأحصي 31 هكتارا لأشجار الخروب التي تعدّ نوعا من الزراعات الرعوية متعددة الاستعمال، وذات الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وأضاف المسؤول، أنّ شجرة الخروب لها مزايا إيكولوجية عديدة من خلال تكيّفها مع البيئة الجافة والأراضي الصخرية، وأخرى اجتماعية واقتصادية، حيث تعتبر مصدر دخل للسكان المحليين على وجه الخصوص، كما ذكر بأنّ شجرة الخروب تشكّل مصدرا هاما للطاقة وتستخدم كثيرا لفوائدها الطبية، موضّحا أنّ بذور ثمرتها تستخدم أيضا في صناعة الحلويات، وكذا كبديل طبيعي للكاكاو بالإضافة إلى استعمالاتها في الصناعات شبه الصيدلانية ومستحضرات التجميل، أما أوراق الشجرة فتعتبر غذاء جيدا للأغنام.
من جهة أخرى، وبغرض إعادة الحياة للمساحات الغابية المتضررة بفعل الحرائق وتجديدها، تسعى المحافظة لغرس البلوط الفليني الذي تشتهر به المناطق الساحلية حتى تصبح الولاية خلال السنوات القليلة القادمة رائدة في هذا الصنف من الأشجار، فضلا عن مشروع آخر لتوسيع غرس شجر الفلين، حيث أحصت مصالح محافظة الغابات سنة 2022، قرابة 200 قنطار، وهو يتربع اليوم على 3 آلاف هكتار، وهو نفس الحال بالنسبة للصنوبر التمري، حيث تعدّ الولاية من بين الولايات الرائدة فيه بما يقارب 5 آلاف هكتار.
للتذكير، كانت محافظة الغابات بالولاية، قد أبرمت نهاية السنة الماضية، اتفاقيات مع 26 جمعية ومؤسّسة وإدارة الغابات في إطار إعادة إحياء الغابات المتضرّرة من الحرائق، ما سيسمح بغرس أزيد من 112 هكتار، بمعدل 96 ألف و690 شجرة من عديد الأنواع على غرار الصنوبر الحلبي، والخروب، والزيتون والكازوارينا وغيرها من الأنواع الأخرى، حيث أكّد مسؤول خلية الإعلام والاتصال بالمحافظة، غرس أزيد من 7590 شجرة في فيفري الماضي، على 16 هكتار بكل من بلديات الولاية الأربع المتضررة جراء الحرائق التي مسّت السنة الماضية جلّ ولايات الوطن، وفي مقدمتها غابات ابن باديس، بلدية السمارة، الخروب، وكذا البلدية الأم وتحديدا جزء من غابة جبل الوحش.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)