تجربة الجزائر في الحفرية الوقائية

بدت في الآونة الأخيرة استراتيجية جديدة تعبّر عن مرحلة تطوّر سبل حماية ووقاية التراث الأثري التّي يمكن الاصطلاح عليها تجوّزا بمرحلة ما بعد الانقاذ، حيث أصبح الأثري بموجبها يسبق المستثمر لإجراء تشخيصه الاثري قبل انطلاقة المشروع التنموي على خلاف ما كان حاصلا خلال المرحلة السابقة "مرحلة الانقاذ"، أين كان الأثري يلهث خلف معاول الهدم التّي اطلقها المستثمر على البقايا الأثرية في سبيل إنقاذ ما أمكنه إنقاذه في ظروف استثنائية، أقّل ما يقال عنها صعبة للغاية، وبذلك جاءت الحفرية الوقائية تحت "استراتيجية علم الآثار الوقائي " كحّل معضّلة التوفيق بين التراث الأثري المطمور، ومنع مشاريع التنموية من تأخرها، وكذا حسم الجدل الكلاسيكي الذّي كان قائما بين محافظي التراث، وأرباب الاستثمارات طيلة عقود من الزمن من جهة ثانية