عرَف العرب التعليم في أزمنة متقدمة، فقد كانوا يلقنون أبناءهم و بناتهم ما هم في حاجة إليه من المعارف يُعدُّونهم بها إلى الكمال الذي ينشدونه؛ و كان أول ذلك عندهم التدريب على الفصاحة، و محاربة الخطأ و اللحن في الكلام، بترك مصاهرة الأمم الأخرى، و الفرار من الحواضر إلى البوادي، طلبا لنقاء اللغة، و صفاء الأخلاق. ثم جاء الإسلام بنوره، فرام إتمام مكارم الأخلاق، و تنوير العقول بنشر العلم، و الحض عليه، و إزالة ما ران على القلوب من الخرافة و الجهل؛ و من هذا قصة افتداء أسرى بدر بتعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة ( 1 ) . ثم انتشر التعليم و تعددت طرقه و أساليبه، مع زيادة العمران و الحضارة، و تأثر العرب بعادات الأمم الأخرى، و زيادة رقعة الدولة المسلمة نتيجة الفتوحات التي بلغت أصقاع بعيدة عن مركز الخلافة، و من هذه البلدان فردوس الإسلام المفقود الأندلس
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد القادر سلطاني
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 16, Numéro 26, Pages 457-478 2015-02-01