الجزائر

تجارة "الهندي" تنتعش خلال فصل الحر



تجارة
تنتعش خلال فصل الحر تجارة العديد من الفواكه الموسمية، على غرار التين الشوكي أو ما يعرف عند العامة ب«الهندي" أو "كرموس النصارى"، حيث تنتشر عملية بيعه عبر مختلف الأحياء الشعبية، حيث أصبحت لتلك الفاكهة شعبية واسعة تشتهر بمذاقها الطيب، فبعدما كانت تعتبر فاكهة الفقير باتت تلقى رواجا كبيرا في هذا الموسم من السنة، خاصة أنه لا يمكن إيجادها على مدار السنة، على غرار باقي الفواكه الأخرى.ما إن يحل فصل الصيف إلا وتبدأ الفواكه الموسمية في الظهور تدريجيا، لتكون بعضها ضيفة "خفيفة" تبقى بضعة أسابيع، ثم تختفي، لتصمد أخرى طيلة موسم الحر، فتختفي بانخفاض درجات الحرارة ومن بينها التين الشوكي الذي يقتنيه العديدون من عند باعة اشتهروا بعربتهم البسيطة، والتي يجرونها أينم أرادوا أمام العمارات وعند مداخل الأسواق الشعبية، لينهمكوا في تنظيفها ووضعها في أكياس بلاستيكية وبيعها لمحبي هذه الفاكهة.فاكهة يعشقها العديدون إلا أنه يتردد الكثيرون منهم عن اقتنائها، لاحتوائها على الشوك الذي أحيانا لا تدري حتى كيف وصل إليك، إلا أنك تجده في العديد من المناطق بالجسم، مما يدفع إلى الشعور بالوخز، وهي ليست الحالة التي تخاف منها النسوة فقط وإنما أيضا بعض الرجال الذين أكدوا لنا أنه يستحيل عليهم تنظيف تلك الفاكهة حتى وإن كانوا من محبيها، فهنا لا توجد قاعدة. فمن جهة أخرى وجدنا بعض النسوة التي يقتنينها بقشرتها الخارجية وينظفنها دون مساعدة أحد في البيت.وعلى ذلك الواقع اعتمد في السنوات الأخيرة بعض التجار سياسة جديدة في بيع تلك الفاكهة، وهي تنقيتها وإزالة القشرة الخارجية منها ووضعها داخل أكياس بلاستيكية وبيعها للزبائن، طريقة تضمن لهم تسويق منتجهم للذين يخشون أشواك تلك الفاكهة اللذيذة، هذا ما أشار إليه صهيب، شاب عشريني ببلدية باب الزوار، حيث قال: "بأن العديد من المواطنين يمتنعون عن اقتناء تلك الفاكهة خوفا من شوكها، حتى وإن كانوا يجدون مذاقها لذيذا، هذا ما دفع ببعض الباعة إلى البحث عن طريقة جديدة لتسويق بضاعتهم من خلال تنظيف تلك الفاكهة قبل بيعها، وهذا ما ضاعف من البيع بثلاث مرات أكثر مما كانت عليه قبل.فاكهة دخلت كتجارة موسمية يروج لها تجار من مختلف الأعمار، يتاجرون بها منذ الساعات الأولى من الصباح، إذ تكتسح العشرات من تلك العربات الصغيرة المكونة من عجلتين والتي يجرها الباعة المتنقلون من مكان إلى آخر، وسط العمارات والأحياء الشعبية والشوارع، بل حتى في الأسواق وبجانب ساحات المساجد، وغالبا ما تكون مملوءة بكميات معتبرة من التين الهندي على شكل كومة كبيرة موضوعة بطريقة عشوائية واحدة فوق الأخرى، يرشها من حين لآخر البائع بالماء لتظل طازجة وتحافظ على بريقها، وكذا لإزالة أكبر كمية ممكنة من الشوك الموجود على قشرتها الخارجية.منظر يتكرر كلما التقينا ببائع للهندي، إذ يلبس قفازتين لتجنب وخزات الشوك، ويحمل في يديه سكينا صغيرا لتجريدها من الشوك، مع دلو صغير به ماء لتنظيف السكين بعد تنظيف كل حبة هندي حتى لا ينتقل الشوك إلى داخل الحبة الموالية، لنجد فوق كل طاولة قارورة بلاستيكية مقسومة في نصفها، يوضع داخلها كيس بلاستيكي لتوضع داخلها تلك الحبات التي تم تنظيفها حتى لا يلامس الكيس الطاولة المملوءة بالشوك.وأشار سفيان، شاب آخر بنفس الحي وبائع تلك الفاكهة، إلى أن سعرها انخفض خلال هذه الأيام بعدما عرفت ارتفاعا في سعرها خلال شهر أوت، لاقتراب موسمها، تتحول خلال هذه الأيام إلى حبات صغيرة تتعفن سريعا، الأمر الذي يدفع التاجر إلى بيعها قبل كسادها. وأضاف أن العمل فيها شاق خصوصا بالنسبة للذين يقطفونها في الصباح الباكر، ثم ينزلون بها إلى السوق لتسويقها، وعن بضاعته، قال إنه يقطفها ببعض المناطق من بومرداس ليست بالبعيدة عن بيته، تنمو في مناطق لا تتطلب عناية خاصة، كسقيها على غرار الأشجار المثمرة الأخرى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)