الجزائر

تتواصل فعالياتها إلى غاية أفريل 2012‏حصيلة أولية لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية




صنف الوزير الأول الفرنسي السابق السيناتور جون بيار رفاران، أول أمس، الجزائر من بين البلدان الأكثر أهمية بالنسبة للقرن الحالي، مشيرا في تدخله خلال ملتقى ''الجزائر وفرنسا في القرن الـ''21 المنظم من طرف الجمعية الوطنية الفرنسية ''أن فرنسا يمكن لها العمل في إطار تعاون متعدد الأشكال مع الجزائر نظرا لقدرة نموها الهائلة'' من جهته، اقترح وزير البيئة وتهيئة الإقليم السيد شريف رحماني بالمناسبة إنشاء ''مركز للمعرفة والتكنولوجيات الجديدة'' يكون مقره بالجزائر مع الاستعانة بالخبرة الفرنسية.
فبمبادرة من جمعية فرنسا - الجزائر اجتمع، أول أمس، خبراء من الضفتين وفي لقاء حول آفاق التعاون بين فرنسا والجزائر كشف الوزير الأول الفرنسي السابق أن الجزائر بفضل إرادتها السياسية يمكن لها خلق حركية نمو قوية، مبرزا أهمية المخطط الخماسي (2010-2014) الحامل لمشاريع كبرى ستفتح المجال لخلق عدد معتبر من مناصب الشغل.
وبخصوص مشروع الشراكة لإنجاز مصنع لعلامة ''رونو'' في الجزائر، أكد السيد رفاران انه يعد هدفا يمكن المضي به قدما نحو تنفيذه بشكل عملي بغرض الاستجابة لتطلعات الشعب الجزائري الخاصة بتوفير مناصب شغل قارة، علما أن صناعة السيارات تعد ركيزة هامة في تطوير الاقتصاد الجزائري بالنظر للطاقات والتكنولوجيات التي سخرتها الجزائر لهذا المشروع، وهو الذي سيعود بالفائدة على السوق المحلية وحتى باقي الأسواق الخارجية، وعن الآفاق المشتركة أكد المتحدث على ضرورة تقاسم جملة من الرؤى العملية بحيث يمكن تجسيدها بشكل واقعي وفي إطار الاحترام المتبادل، مشيرا إلى إمكانية بناء مصنع للبتروكيمياء في الجزائر بالنظر إلى الطاقات الخام التي تملكها وفرنسا مستعدة اليوم لأن تكون شريكة لتطوير الصناعات التحويلية المولدة للقيمة المضافة.  
من جهته، دعا وزير البيئة وتهيئة الإقليم السيد شريف رحماني بالمناسبة إلى إنشاء ''مركز للمعرفة والتكنولوجيات الجديدة'' يكون مقره بالجزائر  ويقوم على العلوم من خلال إشراك الجامعات الفرنسية والجزائرية بما سيسمح للجزائر بالانفتاح على العالم، مع إشراك الخبرة الفرنسية في شتى المجالات لاسيما فيما يخص تسيير المدن، مؤكدا أن الجزائر مستعدة لتمويل المشروع.
كما اقترح ممثل الحكومة أن يكون مجلس أرباب العمل الفرنسي ومنتدى رؤساء المؤسسات وكذا الجامعات الفرنسية والجزائرية في مقدمة الشراكة بين البلدين، كما أشار الوزير إلى وجوب تحضير المدن الكبرى حتى لا تفقد توازنها وهي التي ستستقبل 14 مليون جزائري في آفاق ,2030 معربا عن أمله في أن تحتضن الجزائر مقر الوكالة ''من أجل المدن المستديمة'' التي تم الإعلان عن إنشائها خلال اللقاء الوزاري الأخير بستراتسبورغ في إطار الاتحاد من أجل المتوسط.
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الأسبق السيد سيد أحمد غزالي أن مستوى العلاقات بين الجزائر وفرنسا يبقى دون المستوى بالنظر إلى مصالح سكان البلدين، مشيرا إلى بعد كل المحطات التاريخية التي جمعت البلدين منذ الاستعمار إلى اتفاقيات ايفيان ثم الاستقلال، ''حان الوقت لولج مرحلة ثالثة من العلاقات يمكن أن تشكل فيها الطاقة محركا قويا من شأنه المساعدة على رفع مستوى العلاقات إلى الأحسن فيكفي أن ننطلق من مصالح شعبي البلدين''.
وبمناسبة اللقاء، دعا المتحدث إلى تشجيع الطاقات البديلة في المغرب العربي وتطوير كل الصناعات المتصلة بها وهو ما من شأنه استحداث ملايين مناصب الشغل وبعث شراكات مستدامة بين الجزائر وفرنسا على وجه الخصوص.    
وفي تدخل لرئيس جمعية فرنسا-الجزائر السيد جون بيار شوفانمون في ختام اللقاء ألح على ضرورة أن تكون للبلدين نظرة مرتكزة بشكل أكبر على المستقبل، مضيفا أنه ''صحيح أن النظام الاستعماري قد ترك آثارا كبيرة على العلاقات بين البلدين فلا يمكن أن ننسى الماضي، لكن ما يجب أن نفهمه اليوم هو أن هناك تكاملا في العلاقات بين الجزائر وفرنسا وهو ما يشكل العمود الفقري للمتوسط الغربي''.
 
صرح وزير الخارجية الأسبق السيد الأخضر الإبراهيمي، أول أمس، بباريس، أن تحيز فرنسا فيما يخص ملف الصحراء الغربية لا يخدم مصلحة المغرب، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحاول قدر الإمكان أن تبقى مستقلة ومتفتحة للمساهمة في حل مشكل الصحراء الغربية في الوقت الذي اختارت فيه فرنسا الانحياز للمغرب وهذا لا يخدم في الحقيقة مصلحته.
وفي تدخل السيد الأخضر الإبراهيمي خلال الملتقى الذي نظم بالجمعية الوطنية الفرنسية بمبادرة من جمعية فرنسا-الجزائر برئاسة السيد جون بيار شوفانمان أشار إلى أن مسألة الصحراء الغربية تعد مسألة دولية تسير على مستوى الأمم المتحدة التي تعد فرنسا عضوا دائما بها إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد هي الأخرى قريبة من المغرب كما هو الحال بالنسبة لفرنسا، غير أنها تبقي مستقلة في رأيها ومتفتحة للمساهمة في حل القضية.  
وبخصوص العلاقات الجزائرية المغربية كشف السيد الإبراهيمي الذي شغل منصب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة أن الجزائر والرباط ليستا بحاجة إلى مساعدة أي أحد لتحسين علاقاتهما الثنائية، وبخصوص ليبيا فقد تأسف المتحدث لكون المجتمع الدولي لم يلعب دورا فعالا من أجل تجنب المعارك والدمار وتفادي تدخل حلف شمال الأطلسي الذي لم تكن له صورة إيجابية.
كما أعرب الإبراهيمي عن أمله في أن تقوم كل من الجزائر وتونس ومصر الجيران الأقرب إلى ليبيا بإرساء تعاون مشترك مع أوروبا لاسيما فرنسا وذلك للمساهمة في إعادة إعمار ليبيا، وعن الملف النووي الإيراني، أكد المتحدث أن القوى النووية قد نجحت في فرض منطق غريب يتمثل في أن الخطر لا يأتي من الترسانة الموجودة من قبل وإنما من الأسلحة التي لم توجد بعد، مذكرا بأنه خلال المحادثات التي أفضت إلى إنشاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية كان يقال بأن الهدف الأساسي لها يتمثل في القضاء التدريجي على الترسانة النووية الموجودة وبالتالي فإن البلدان التي لم تمتلك القنبلة النووية ينبغي عليها ربما محاولة تفادي الحصول عليها.
وفي ذات الإطار، أشار المتحدث إلى أن الأمر لم يعد يتعلق بنزع الأسلحة النووية، حيث أن الدول الغربية قد ضمنت التعاون لكل من الصين  وروسيا لكن لم يعد هناك أي انطباع حول تقدم تسيير الملف متسائلا عما إذا كان بإمكان الجزائر الشروع في حوار ''أكثر إيجابية'' حول مسألة النووي الإيراني.
أما بخصوص سوريا فقد اعتبر السيد الإبراهيمي أن للغربيين نظرة مبسطة كثيرا عن الوضع السائد في هذا البلد، مضيفا أن المعارضين السوريين أنفسهم يشتكون من تسليح حركتهم وأصبحوا يخشون أكثر فأكثر الانزلاق على النمط الليبي ليتحول الربيع العربي إلى حرب أهلية، وبالتالي يمكن إعداد أرضية خصبة لعمل مشترك بين فرنسا والجزائر أو على الأقل مشاورات نشطة من أجل مساعدة السوريين على الخروج من الوضعية الخطيرة التي يواجهونها. 
 

أكّد أمس الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري أنّ العمل بالاستراتيجيات والخطط والبرامج والمشروعات التي تدعّم العمل الإسلامي المشترك وتعزّزه وتفتح أمامه الآفاق الواسعة، من شأنه أن يساهم في التغيير الإيجابي لمجتمعاتنا نحو الأفضل، وأن يكون قوّة دفع للإصلاحات التي يتوجّب القيام بها على شتى المستويات، حتى تتحقّق مطالب شعوب دولنا في الحياة الحرة الكريمة والحفاظ على مقوّمات هويتنا واستقلال دولها، وحتى تنتظم مسيرة التضامن الإسلامي على الطريق القويم وفي الاتجاه الصحيح.
وأشاد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة الذي تحتضنه الجزائر على مدى يومين، بما انبثق عن المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي احتضنته الجزائر عام ,2004 واعتبره من المؤتمرات الناجحة التي ارتبطت بتاريخ مسيرة ''الإيسيسكو'' باعتمادها لوثيقتين استراتيجيتين مهمتين، أولاهما ''الإعلان الإسلامي حول التنوّع الثقافي'' وثانيهما ''برنامج العمل الخاص للردّ على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والحضارة الإسلامية'' الذي وضع الأسس للتصدي للحرب الإعلامية المشهّرة على الإسلام عقيدة وثقافة وحضارة وأمة في عديد من وسائل الإعلام الغربية.
كما تمّ خلال هذا المؤتمر -يضيف الدكتور التويجري- اعتماد النسخة المعدّلة من ''الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي''، وعليه تمّ إعداد استراتيجيتين مكمّلتين للاستراتيجية الأم، هما ''استراتيجية التكافل الثقافي في العالم الإسلامي'' و''استراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي'' مع ''خطة عمل حول تجديد السياسات الثقافية في العالم الإسلامي''، وأكّد الدكتور التويجري أنّ هذه الوثائق الاستراتيجية التأسيسية هي بمثابة ''خريطة طريق للعمل الإسلامي الثقافي المشترك المعتمدة في خطة العمل الثلاثية التي تنتهي السنة المقبلة، وفي وضع مشروع الخطوط العريضة لخطة العمل الثلاثية للسنوات الثلاث (2013-2015).
وفي ظلّ تنامي اهتمامات المجتمع الدولي بحوار الثقافات وتحالف الحضارات، أوضح المدير العام لـ''الإيسيسكو'' أنّ المنظمة أولت اهتماما كبيرا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد اللّه بن عبد العزيز آل سعود للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وذلك حرصا منها على تقوية الدعم الشامل لهذه ''المبادرة التاريخية'' التي تنسجم تماما مع الرسالة الإسلامية الحضارية التي تنهض بها المنظمة الإسلامية. من جهته قرأ السفير سمير بكر دياب، الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي، الرسالة التي وجّهها البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام للمنظمة، حيث أكّد فيها مركزية قضية القدس الشريف للأمة الإسلامية وضرورة المحافظة على طابعها الإسلامي والمحافظة على حرمة الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدّسة، مدينا في هذا السياق استمرار السياسات والممارسات الاسرائيلية غير الشرعية عبر التهجير بالطرد وسحب الهويات وهدم المنازل وبناء الجدار العنصري وتهويد الأماكن التاريخية وتدنيس للأماكن المقدّسة وتعريض أساساتها للخطر، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس الشرقية.
وركّز اوغلى على عدم شرعية هذه الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف والهادفة إلى ضمّها وتهويدها وتغيير طبيعتها السكانية والجغرافية وعزلها عن محيطها الفلسطيني، مطالبا المجتمع الدولي ولا سيما منظمة ''اليونسكو'' بتحمّل مسؤوليتها في إلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي ووضع حدّ لممارساتها غير القانونية وغير الشرعية تجاه مدينة القدس المحتلة، كما أدان مسعى إسرائيل لتغيير الأسماء الجغرافية للمناطق الواقعة تحت احتلالها، مطالبا أيضا العالم بعدم الإذعان للمحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تزوير الواقع الجغرافي والديمغرافي للمناطق المحتلة في انتهاك صارخ للقانون الدولي. واعتبر البروفيسور أوغلو حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة ''اليونسكو'' إنجازا تاريخيا ومقدّمة إيجابية للحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة، حاثا الدول الأعضاء لتعزيز مساهماتها لليونسكو بغية تعويض النقص الحاصل نتيجة وقف بعض الدول لمساهماتها بعد انضمام دولة فلسطين لهذه المنظمة.
وأشار أوغلو إلى أنّه من أكبر التحديات التي نعانيها في الوقت الحاضر، هي تنامي ظاهرة ''الإسلاموفوبيا'' التي تطوّرت من تصرّفات شخصية إلى عمل سياسي ممنهج يستعمله بعض الساسة لكسب الأنصار، ولم تلبث هذه الظاهرة أن اتّخذت أشكالا قانونية ودستورية في بعض الدول الأوروبية، كما هو الحال في منع الحجاب أو حظر بناء المآذن في بعض البلدان، وتطوّر الأمر إلى حملات تغذي الكراهية والإساءة، وقال ''ينبغي عدم تدنيس حرمة حرية التعبير بإساءة استخدامها للتحريض على الكراهية والفهم الخاطئ، وينبغي ممارسة هذه الحرية بمسؤولية ووفقا للقانون''، مؤكّدا في هذا السياق أنّ منظمة التعاون الإسلامي تبذل جهودا متواصلة لرصد هذه الظاهرة واتخاذ الإجراءات الضرورية حيالها باعتبارها تحريضا على الكراهية والتمييز ضدّ المسلمين.
وجاء اختيار تلمسان لتتوّج عروسا للثقافة الإسلامية في نظر البروفيسور أوغلو، اختيارا يثبت فضلا عن عراقة هذه الحاضرة الكبرى، ما تزخر به الجزائر من تراث إسلامي يشهد على أصالتها وإبداعات أهلها، وكذلك اهتمام السلطات وعموم المثقفين وجميع مكوّنات المجتمع بالثقافة والفنون والإبداع وبالمحافظة على التراث وإثرائه وتطويره في معادلة متميّزة بين الأصالة والمعاصرة، وقال ''لقد أبرزت تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، الحراك الثقافي في هذا البلد والقدرة الفائقة لتنظيم مثل هذه التظاهرات الثقافية الكبرى''.
للإشارة فإنّه من المنتظر أن يخرج المجتمعون بالجزائر في ختام المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة بجملة من التوصيات أهمّها دعوة الإيسيسكو إلى تشجيع إنشاء مراكز إقليمية للتكوين في مجالات الصناعات الإبداعية وإعداد برنامج شامل للتكوين، إيلاء الاهتمام اللازم للمقاولات الثقافية والتشجيع على إنشائها من خلال دعوة جهات الاختصاص في الدول الأعضاء إلى تحفيز الشباب والمبدعين والفاعلين في القطاع الثقافي على الاستثمار في المشاريع الثقافية وإدارتها وفق المعايير المقاولاتية الكفيلة بإنجاحها وتحقيق المردودية الاقتصادية المرجوة منها، علاوة على دعوة الإيسيسكو إلى إنشاء قاعدة بيانات على موقعها حول معالم التراث الإسلامي داخل الدول الأعضاء وخارجها والتنسيق بين لجنة التراث الإسلامي ودولها الأعضاء الممثلة في لجنة التراث العالمي بشأن تسجيل المواقع الأثرية الإسلامية على لائحة التراث العالمي وتبادل التجارب والخبرات لمعالجة قضايا التراث في العالم الإسلامي.

قدّمت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أمس حصيلة أولية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' التي اعتبرتها ''فرصة رائعة مكّنتنا بكلّ صدق من إعطاء نفس جديد للثقافة بولاية تلمسان من حيث النشاطات المحقّقة والمرافق المنجزة''، شاكرة بالمناسبة ''الأيسيسكو'' على منح الجزائر عامة وتلمسان خاصة شرف احتضان هذا الحدث، وذلك باسم الأدباء والمفكرين والفنانين الجزائريين وباسم أحفاد الزيانيين.
وأضافت وزيرة الثقافة مخاطبة المجتمعين في ''الهلتون'' بمناسبة احتضان الجزائر للمؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة ''لقد مكّنت هذه التظاهرة منذ انطلاقها والمتواصلة إلى غاية شهر أفريل ,2012 من إنجاز 10 مرافق ثقافية جديدة مما سمح بإنشاء 4 متاحف بالولاية وقصر للثقافة ومكتبة ولائية ومسرح في الهواء الطلق وقصر للمعارض ومركز للمخطوطات وقاعة للسينما ومركز للدراسات الأندلسية وترميم معظم المعالم التاريخية.
وأكّدت في هذا الشأن أيضا أنّ تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' مكّنت إلى حدّ اليوم من نشر أكثر من 370 عنوان كتاب وتنظيم 48 أسبوعا ثقافيا وطنيا و22 أسبوعا ثقافيا دوليا وتنظيم 12 ملتقى فكريا دوليا و10 معارض للفنون والتراث و09 مهرجانات دولية و180 جولة فنية عبر مختلف الولايات و29 فيلما في جميع الأصناف و17 إنتاجا مسرحيا وغيرها من الفعاليات الأخرى.
واغتنمت فرصة هذا المؤتمر لتشكر كلّ البلدان الأعضاء في المنظمة الذين شرّفوا وشاركوا بأسابيع ثقافية هامة ومتنوعة وغنية وفعاليات فنية شاملة متكاملة وبرهنوا عن التواصل الحقيقي بين البلدان الأعضاء في ''الأيسيسكو''، وأكّدوا أنّ الثقافة قاسم مشترك حقيقي ملموس بيننا، فقد مكّنوا المثقفين والفنانين والمبدعين من ربط جسور التواصل بينهم خاصة الشباب منهم، مما سيعزّز الأمل بضمان مستقبل واعد في العمل الثقافي المشترك، وقالت ''لقد ازدانت وتزينّت وتزوّقت تلمسان طيلة كلّ أيام التظاهرة بألوان وروائح وأنوار كلّ من حملوا لها نماذج من بريقهم الثقافي البهي البهيج ليبرهنوا أنّهم أهل حضارة عظيمة في ماضيها وحتى في حاضرها، فأرض الإسلام لا تزال خصبة ولاّدة تنجب المفكّرين والمثقفين والمبدعين في مختلف مجالات الفكر والثقافة والفنون، وهذا ما يبعث فينينا الأمل ويغرس في نفوسنا الاطمئنان على مستقبلنا، لأنّ الحضارة التي تبدع وتفكر لا تموت''.
كما أشادت الوزيرة باسم منظمة الإيسسكو بكلّ البلدان غير الإسلامية التي شاركت بأسابيع ثقافية جميلة ومهمة ومفيدة والتي شاركت لأنّها تتقاسم معنا التراث الإسلامي مثل إسبانيا، إيطاليا، الهند والصين، والأخرى التي شاركت لأنّها تحتوي على جالية مسلمة مثل روسيا، بولندا، ألمانيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وغيرها.
وأكّدت تلمسان أنّ هذه الأسابيع الثقافية زيادة على إثرائها لفعاليات تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' فإنّها مكّنتنا من تسويق صورة ساطعة منيرة للإسلام والمسلمين، صورة التسامح والتفتّح والتعايش والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات، وقالت ''استطعنا أن نقول للآخر إنّ صدر الثقافة الإسلامية يتّسع لبناتها وأبنائها ويتّسع أيضا لكلّ من يريد أن يشاركها الحوار ويتعايش معها في سلم واحترام، بل تتسع للإنسانية جمعاء .
وعرف اليوم الأوّل من أشغال هذا المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات التي أثرت تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' حيث كرّم الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة السيدة ليلى بلقايد بجائزة ''الإيسيسكو'' في مجال البحث في اللباس التقليدي لمدينة تلمسان، ومنح السيد عبد الصمد شياني بجائزة ''الإيسيسكو'' في مجال ترميم العمارة الإسلامية بمدينة تلمسان (قصر الزيانيين)، وعادت جائزة ''الإيسيسكو'' في مجال البحث الأنتروبولوجي (شخصية أبو مدين الغوث) للدكتور زعيم خنشلاوي، فيما حصد المرحوم الدكتور عبد العزيز فراح جائزة ''الإيسيسكو'' عن كتاب ''تلمسان..المدينة المحرابس.
كما كرّمت من جهتها السيدة خليدة تومي عددا من إطارات المحافظة التنظيمية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' من بينهم السيد عبد الحميد بلبليدية المنسق العام للتظاهرة، السيدة نادية شريّط رئيس دائرة التبادل الثقافي الدولي والسيد حكيم ميلود مدير الثقافة لولاية تلمسان، ليعرض بعد ذلك شريط وثائقي عن مدينة تلمسان للمخرج كمال معيوف.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)