الجزائر

تبون والحرب القذرة!



تبون والحرب القذرة!
الراحل نزار قباني قال في وداع زوجته المغدورة بلقيس التي قتلت في تفجيرالسفارة العراقية ببيروت، ”هذه بلاد يقتلون فيها الخيولا”، وأنا أقول هذه بلاد يخصون فيها الفحول، ومعذرة على العبارة.وكلامي عن الحملة الإعلامية التي تستهدف الوزير الأول عبد المجيد تبون، والتي انخرطت فيها بعض وسائل الإعلام التي يبدو أنها قبضت مقابل ذلك وراحت تكيل التهم للرجل وتنتقده على الحرب التي يخوضها على الفساد ولإبعاد المال عن السياسة من جهة، ولأنه لبى دعوة الوزير الأول الفرنسي من جهة ثانية، مع أنه لم يفعل ذلك إلا بموافقة رئاسة الجمهورية التي أعطته الضوء الأخضر. ثم أليس من حق الوزير الأول وكل أعضاء الحكومة أخذ قسط من الراحة والعطلة؟ فلماذا تتهمه بعض الأوساط الإعلامية بأنه ترك البلاد في المشاكل وذهب في عطلة، مع أنه ليس المسؤول الأول عن الوضع الكارثي للبلاد؟!لا أدافع عن الوزير الأول فهو قادر على فعل ذلك بنفسه، ويتحمل مسؤوليته الكاملة في ما يقوم به، وما يقوم به عن وعي ودراية كاملة، لكن المؤسف أن الرجل ما كان ليواجه كل هذه الحملة لو لم يمس بمصالح بارونات المال الذين تمكنوا من شراء ذمم بعض الإعلاميين ببضع صفحات إشهار.ثم ألم تكن الحرب على الفساد والفصل بين السياسة والمال، دائما مطلب الإعلام النزيه الذي طالما ندد بشراء المناصب والترشيحات بالمال وبإسناد المشاريع إلى أسماء دون أخرى؟ فلماذا يقف اليوم البعض ضدها؟لما أمر رئيس الجمهورية في السنوات الماضية بمحاربة الفساد دون هوادة ووضع لجنة لذلك برئاسة النائب العام الأسبق السايح، طلب أيضا من الإعلام أن يكون شريكا في هذه الحرب. وقتها علقت على طلب الرئيس الذي هو منطقي فلا يمكن أن ينجح أي مشروع أو أي برنامج دون مرافقة إعلامية له، وقلت عن أي إعلام يتحدث الرئيس، ما دامت الكثير من الوسائل الإعلامية طرفا في الفساد وتنتعش ممن يدفع أكثر، بل كثيرا ما يلجأ بعضه إلى المساومات والتهديد بنشر الفضائح الحقيقية والمفتعلة ما لم يدفع المعني بالتهديد، وها نحن نقف اليوم على هذه الحقيقة المرة.قد يكون تبون مخطئا في الطريقة التي باشر بها حملته على الفساد، وهو ما كنت أتخوف منه لما بدأ يكشف المسكوت عنه من قبل سلفه، أنه سيعرقل وسيمنع من أداء مهمته، لأن للفساد حصانة وحماية من قبل أطراف نافذة في السلطة.لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو لماذا زج بالوزير الأول في هذه المهمة - لا أقول القذرة - ولماذا أطلق العنان لبعض الإعلام المأمور لينهشه؟ أم أن ما أزعج هؤلاء هو الشعبية التي كسبتها قراراته الأخيرة، ولأنها ألقت بظلالها على بعض الجهات؟السلطة الجزائرية مثل القطة أكلت كل أبنائها الواحد تلو الآخر، كسرت الرجال والإرادات، وأغرقت الأغلبية في الفساد، أحرقت كل الأوراق مثلما أحرقت النار الغابات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)