في ظلّ تقليص الأغلفة المالية في ميزانيات قطاع الثقافة، وميزانيات البلديات والولايات، والتي تشكّل مصدرا لتمويل الجمعيات الثقافية في خدمة نشاطها وبلوغ أهدافها، أجمع عديد رؤساء الجمعيات الثقافية سواء البلدية أو الولائية بخنشلة، ل»الشعب»، أن ذلك سيحد من تشجيع الإبداع والأعمال الفنية المسطرة في قوانينها الأساسية المنشاة لها، لاسيما وأن قانون الجمعيات، يتضمن القيام بإجراءات إدارية والحصول على تراخيص معقّدة للحصول على تمويل من جهات أخرى، في الوقت الذي يري البعض أن حبّ الإبداع سيصمد أمام نقص التمويل وتستمر بذلك الجمعيات الجادة في تحقيق أهدافها.أكد في هذا الإطار نائب رئيس جمعية المستقبل الثقافية، رويبي كمال في حديثه ل»الشعب»، أن جمعيته بلدية، تعتمد على تمويلها قانونا بصفة أساسية، على بلدية قايس مكان الاعتماد، واستثناء وبنسب قليلة من جهات أخرى كمديريتي الثقافة والشباب والرياضة، وأن نقص الاعتمادات المالية، بالإدارات المذكورة في إطار سياسة التقشف التي اعتمدتها الدولة هذه السنوات، سيرهن نشاطها المسطر خلال السنة الجارية.وأشار، ذات المتحدث، أن السبيل الوحيد المنصوص عليه في قانون الجمعيات للحصول على تمويل آخر للنشاط، هو لجوء الجمعيات إلى إجراء «السبونسور» مع المؤسسات الاقتصادية، والذي يعني راعي البرنامج، أي اعتماد مؤسسة، أو مؤسسات اقتصادية ككفيل ماديا، برعاية برنامج ثقافي ما تقوم به الجمعية، في مقابل تقدم هذه الأخيرة للمؤسسة الاقتصادية إشهار لمنتوجها أو خدماتها بعدة طرق إشهارية، وذلك وفقا لعقد يعدّ مسبقا بين الطرفين. أوضح، رئيس جمعية المستقبل، في هذا الصدد أن إجراء السبونسور، يصطدم بعائقين، الأول يتمثل في انعدام هذه الثقافة لدى رؤساء الجمعيات ومدراء المؤسسات الاقتصادية وأرباب العمل محليا، والثاني إداري وجزائي، يتمثل في صعوبة التعامل المالي واقعيا وإداريا، لمتطلبات التسيير والتدقيق المالي للجمعية المطلوبة قانونا، وما يترتب عن ذلك من مسؤوليات إدارية وجزائية لرئيس الجمعية وأمين المال بها، ناهيك عن طابع الولاية الفلاحي وانعدام المؤسسات الاقتصادية الكبرى التي تستطيع تحمل التمويل المادي الكافي في مختلف النشاطات الثقافية. «حب الفن سيجعل الإبداع متواصل أمام انعدام التمويل»من جهته، تأسف، لطفي فرحاتي رئس الجمعية الولائية «القناع لفنون العرض» في حديثه ل»الشعب»، عن عدم تلقي جمعيته أي تشجيع أو تمويل من مختلف الجهات الإدارية المذكورة، رغم حمله لعمل مسرحي جديد، يهتم بتاريخ خنشلة خاصة والأمازيغ عامة، يتضمّن سيناريو حول تاريخ الكاهنة ملكة الأوراس.أضاف، فرحاتي، بأن عمله هذا دخل مرحلة إعداد الديكور، معتمدا تمويلا ذاتيا وتضحيات من طرف أعضاء الفرقة المسرحية للجمعية، حبا منهم في هذا الفن، في ظلّ التقشف المعتمد من طرف الدولة في دعم الإبداع المسرحي الذي سيستمر ويصمد، أمام كل العقبات بفضل محبيه من مسرحيين هواة وكتاب النصوص، يضيف ذات المتحدث.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/01/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سكندر حجازي
المصدر : www.ech-chaab.net